بعد 15 سنة ( 1997_2012) من الافتراء وتجاوز الحقيقة صححت وزارة الخارجية الامريكية مسارها الخاطئ من منظمة مجاهدي الايرانية المعارضة لنظام الملالي الظلامي. رغم علم الادارة الامريكية ان المنظمة ليست ارهابية فلم تعتدي على أي بلد في العالم، بل كانت تناضل ضد نظام ظلامي متسلط، سبق ان شاركتهم في الثورة ضد نظام الشاه 1979، ولان نظام الملالي لا يعترف بالأخر ويستأثر بالسلطة لنفسه فقد اقصى منظمة المجاهدين من السلطة لمجرد انها عارضت نهجها في تحكم quot; ولاية الفقيه quot; quot;،وقد اطلق خميني على المنظمة اسم ( المنافقين ) كما سبق للشاه ان اطلق عليهم اسم quot; الماركسيون الاسلاميون quot;، كما اقصى نظام الملالي كل الآيات ممن شاركوهم في المعارضة لنظام الشاه بالقتل تارة وبالإقامة الجبرية في بيوتهم حتى الممات.
لم يأت قرار وزارة الخارجية الامريكية كرما منها او انها ادركت الحقيقة، بل بفعل الضغط الشعبي ممثلا بأعضاء الكونغرس الامريكي واعضاء البرلمان الاوروبي والبرلمانات في دول العالم، ومن منظمات حقوق الانسان والكتاب والصحفيين ورجال الفكر والأكاديميين، كما ان القرار لم يات الا بعد جهد قضائي طويل بذلته منظمة المجاهدين في المحاكم الامريكية والبريطانية والاوروبية، وقد اثمرت تلك الجهود بصدور18 قرارا من تلك المحاكم لصالح المجاهدين.
حسن طوالبة |
بعد القرار الامريكي بشطب منظمة المجاهدين من لائحة الارهاب، صار من حقها العمل بكل الوسائل المتاحة سلميا لفضح نظام الملالي، وتأليب الرأي العام العالمي ضده، لأنه نظام ارهابي بامتياز وبالأدلة الملموسة.
1. لقد فضح نظام الملالي نفسه بنفسه تبجحا وتفاخرا بدوره التجسسي والارهابي في الدول المجاورة.فهذا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد اعلن وهو في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، quot; ان النظام الايراني يرعى شبكات تجسس في بلاده quot; وهي الشبكة السادسة تتبع ايران. اضافة الى دور نظام الملالي في دعم الحوثيين للتمرد على النظام الحاكم في اليمن، ودوره في دعم الحراك الجنوبي للانفصال عن اليمن الشمالي.
2. اعلان حزب الله اللبناني عن اطلاق طائرة بدون طيار الى الاجواء الاسرائيلية، وهي طائرة صناعة ايرانية وتجميع من حزب الله، ونظرا لان هذا الحزب ينفذ اجندة ايرانية، فانه يعمل على خلط الاوراق في المنطقة، واشعال حرب غير متكافئة لا شغال الحكومات المعنية عن ما يجري في سوريه، أي محاولة لإنقاذ نظام بشار الاسد الذي اوغل في دماء ابناء الشعب العربي السوري.
3. نظام الملالي وحزبه في لبنان لم يخفيا دعمهما لنظام بشار الاسد الذي دمر سوريا بالطائرات والمدفعية والصواريخ، بدعوى محاربة العصابات الارهابية، وهذه العصابات جلهم من الجنود والضباط الذين تربو في صفوف الجيش السوري. اما ان كانت العصابات المزعومة قد دخلت البلاد فلان نظام الاسد فتح باب البلاد امامهم بانتهاج العنف المسلح ضد ابناء الشعب.
4. لقد اعترف اركان نظام الملالي في طهران وتابعهم حزب الله بدورهم في دعم نظام الاسد بدعوى انه نظام ممانعة quot; ضد الشعب فقط quot;، وقد برز دور قوات القدس التي يتزعمها قاسم سليماني المعروف بدوره الارهابي في العالم، وها هو ينبري ليترشح الى انتخابات الرئاسة المقبلة في ايران العام المقبل، وبذلك لتصبح الرئاسة الايرانية رئاسة ارهابية بامتياز.
5. لقد وضح دور نظام الملالي في مساعدة نظام الاسد لملاحقة المعارضين السوريين بمعدات الكترونية عن طريق الانترنت، أي بالدخول على منصات النت وغرف الدردشة للتعرف على المعارضين تمهيدا لملاحقتهم وقتلهم بالأسلوب المعهود لدى رجال المخابرات السورية.
6. اما في العراق فدور نظام الملالي بات يزكم الانوف، وهو دور تقسيمي على اساس طائفي مقيت، وحكومة المالكي تنفذ ما يطلبه الملالي من خلال السفير دانائي فر ومن خلال قاسم سليماني سيئ السمعة في مجال الارهاب.
7. اما الوضع الايراني الداخلي فهو مأزوم منذ سنوات عدة، والصراع قائم وحاد بين المرشد الخامنئي وبين الرئيس احمدي نجاد، وكل طرف يدعي لنفسه العصمة، والاتصال بالإمام الغائب، ويأخذ التعليمات منه مباشرة.
8. وقد تفاقم الوضع الداخلي سؤا بعد انهيار قيمة العملة الايرانية خلال الاسبوع الماضي، حيث فقد التومان اكثر من نصف قيمته، وتهافت الايرانيون على تبديل العملة المحلية بالدولار الامريكي، واستخدم التجار الدولار في معاملاتهم التجارية في الداخل والخارج. والتظاهرات التي خرجت في طهران وبعض المدن الايرانية الكبيرة ليست كلها بسبب انهيار قيمة صرف التومان بل احتجاجا على سياسة نظام الملالي الارهابية ضد الشعب وضد المعارضة بشكل خاص، اذ اعدمت سلطات الملالي 12 معارضا الاسبوع الماضي، وفي الطريق عشرات اخرون ينتظرون دورهم للوقوف على اعواد المشانق.
ان هذه الاوضاع الداخلية والخارجية مضافا اليها تبعات العقوبات الاقتصادية من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بسبب تعنت نظام الملالي في موضوع الملف النووي الايراني،هذه الاوضاع تمهد الطريق امام المعارضة الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق لكي تواصل النضال السياسي والاعلامي ضد نظام بات منبوذا من الرأي العام العالمي ومن دول الجوار العربي والاسلامي، ولابد من انتهاج اليات نضالية على الصعيد الخارجي مستثمرين قرار رفع المنظمة من لائحة الارهاب للوثوب الى المفاصل المهمة في الداخل الايراني، أي الى القوى والاقليات القومية التي تعاني الاضطهاد من نظام الملالي كما هو حال سكان الاحواز والبلوش والاكراد، والتعاون مع كل الشباب الذين ينشدون مستقبلا حرا يستوعب مستلزمات العصر الحديث.
* كاتب اردني
[email protected]
التعليقات