التطور الجديد الذي حصل على صعيد قضية معسکر أشرف من خلال نقل قرابة ٤٠٠ من سکانه الى مخيم ليبرتي، دفع بالقضية مجددا تحت دائرة الضوء و الاهتمام، ولاسيما وان عملية النقل التي تمت قبل بضعة أيام أثارت جدلا و لغطا حولها لما إکتنفتها من أمور إعترضت عليها منظمة مجاهدي خلق و إعتبرتها خرقا و تجاوزا على مذکرة التفاهم التي أبرمت بين الحکومة العراقية و منظمة الامم المتحدة و خروج فاضح على بنوده الاساسية.
مخيم ليبرتي، الذي کان قبل إنسحاب القوات الامريکية من العراق قاعدة عسکرية لها، تم إختياره بعد إنسحاب تلك القوات بمثابة المخيم المٶقت الذي سيقيم فيه سکان أشرف حتى إتمام و إنجاز عملية ترحيلهم الى بلد ثالث، سبق وان أعلنت السلطات العراقية عن جاهزيته وقد أکد هذه الجاهزية ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن کوبلر، لکن، وبعد إنتقال الوجبة الاولى من سکان أشرف إليه، و ورود المعلومات من هناك، ظهر أن هناك الکثير من النواقص في المعسکر و انه يفتقد الى العديد من الخدمات الاساسية وان الشرطة العراقية يتمرکزون بداخله على خلاف ماکان متفقا عليه، بالاضافة الى تواجد کاميرات المراقبة في کل الاماکن، و علاوة على کل هذا، فإنه يتواجد في داخل المخيم الجديد وجه عراقي هو صادق محمد کاظم، يعتبره سکان أشرف شخصا اساء إليهم(وهو مطلوب من قبل محکمة اسبانية للإستجواب على خلفية ذلك)، ولايبدو في الأفق إحتمال نقل المزيد من سکان أشرف بعد هذه الوجبة التي أثارت الجدل.
الحکومة العراقية و النظام الايراني، اللذين مافتئا يقللان من شأن منظمة مجاهدي خلق و يتظاهران بعدم الاکتراث و الاهتمام بها ظاهريا، يسعيان من جانب أخرى و بکل صمت و روية الى سحب البساط من تحت أقدامها و العمل على عزلها و خنقها بهدوء، وان الذي جرى خلال عملية النقل الاولى لسکان أشرف للمخيم الجديد، يبدو من خلال الکثير من التفاصيل أن هنالك ثمة إتفاق و تنسيق بين الحکومة العراقية و النظام الايراني، بل وان إفتضاح أمر وثيقة سرية تم الحصول عليها من داخل قوات الحرس الثوري الايرانية، تٶکد قوة و متانة التعاون و التنسيق بين الجانبين من أجل السيطرة الکاملة على ملف مخيم أشرف، وقد ورد في تلك الوثيقة:( أن نقل عناصر مجاهدي خلق إلى ليبرتي وتحت سيطرة مباشرة للقوات العراقية، سيجعل هذه المنظمة مشلولة الحركة.. ليس من المهم بالنسبة للحكومة العراقية كم سيبقون في ليبرتي وإنما من المهم أن لا يتمكنوا من فعل شيء.. إنهم وفي ليبرتي سيكونون في عداد الموتى.)، وقد جاء في تلك الوثيقة أيضا أن رئاسة الوزراء العراقية طمأنت قوة laquo;القدسraquo; وسفير النظام الإيراني في بغداد بعد انتقال الوجبة الأولى من سكان أشرف إلى ليبرتي بأن أعضاء منظمة مجاهدي خلق في ليبرتي سيصبحون مشلولي الحركة ويتحولون إلى أموات سياسيين. المهم هنا، هو أن منظمة مجاهدي خلق التي حصلت على هذه الوثيقة، لايبدو انها ستستمر في إرسال وجبات أخرى من أفرادها في معسکر أشرف الى المخيم الجديد بل وانها ستتحسب کثيرا من المستقبل ومن تداعيات و عواقب العملية الاولى.
مخيم ليبرتي الذي تفاءل الکثيرون به و إعتبروه بشارة خير على حلحلة أزمة معسکر أشرف، لم يعد کذلك الان خصوصا بعد الذي جرى في عملية النقل الاولى و على أثر الحصول على هذه الوثيقة، بل ومن المحتمل جدا أن يعتبره سکان أشرف بمثابة فخ مشبوه للإيقاع بهم، ولأجل ذلك فإن قضية أشرف ستعود من جديد للتأزم و التعقيد.


[email protected]