تتجه الاوضاع في معظم دول العالم العربي الى ان يكون للاخوان المسلمين دورا مهما في صنع القرار السياسي او التأثر عليه.
ففي سوريا فان سقوط النظام سوف يعقبه لاشك مرحلة عدم استقرار تطول او تقصر، إلا انها تنتهي بهيمنة الاخوان على المشهد السياسي، وفي الاردن قد يتم اللجوء الى الخيار المغربي، حينما فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي اسسه عبدالكريم الخطيب الذي يعد من ابرز قيادات الاخوان في المغرب بربع مقاعد البرلمان في المغرب متفوقا على حزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للاحرار والحزب الدستوري وبقية الاحزاب الاخرى، ولجأ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الى تكليف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبدالإله بنكيران، تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي الكويت هيمن التيار الاسلامي على الانتخابات التشريعية في شباط 2012، وحصدت الحركة الدستورية وهي الجناح السياسي لحركة الاخاون في الكويت على نتائج جيدة، باتت المعارضة تسيطرشبه كامل على قرار المجلس، واضحت قادرة على تجاوز تاثير تصويت الوزراء غير المنتخبين البالغ عددهم 15 وزيرا الذين يتمتعون بموجب الدستور بحق التصويت في مجلس الامة شأنهم شان النواب.

وتتخوف معظم دول الخليج من صعود الاخوان، ويمكن عد تصريحات ضاحي الخلفان بشأن الاخوان كنمط لهذا التخوف، الذي يبدو انه سيأخذ مدى ابعد مع ظهور سونامي الاخوان وهيمنتهم على المشهد السياسي لدول عربية عدة.

منجل الاخوان والهلال الشيعي داحس وغبراء جديدة في المنطقة
ان صناعة العدو هو جزء من ارث السياسية الامريكية طوال تاريخها، ولاشك ان الولايات المتحدة بعد غياب الاتحاد السوفيتي قد اكتشفت انها اضحت على حين غرة بلا عدو وبالتالي كان عليها صناعة هذا العدو، وقد وجدت في العالم الاسلامي المكان المناسب لهذه الصناعة، لذا من هنا يسهل علينا فهم ظهور فرضية صدام الحضارات التي اطلقها صومائيل هنتنغتون عام 1993، والتي بشر فيها بحتمية الصدام مابين الغرب والاسلام.

بيد ان الولايات المتحدة الامريكية ادركت ان مواجهتتها للعالم الاسلامي ككتلة واحدة سيسبب لها الكثير من المشاكل والمعوقات، وان الطريق الاسهل لهذه المواجهه هو اشغال العالم الاسلامي بالصراعات البينية من اجل انهاكه ليسهل فيما بعد مواجهته والهمينة عليه.

لقد وفر احتلال العراق فرصة ثمينة لصناعة محور سني شيعي في العراق اولا ثم نمذجته اقليميا وعربيا، ومن يشاهد العالم العربي والاسلامي يكاد يجزم ان المنطقة بدات تنقسم على اسس مذهبية ( سنية ndash; شيعية). بمعنى ان العراق قد ادى وظيفيا هذا الدور دون ان يدرك معظم قادته من السياسيين ورجال الدين انهم أضحوا اداة لتنفيذ هذا الدور.

لقد عمدت الولايات المتحدة الامريكية طوال عقد من الزمن على صناعة المحور الشيعي صناعة حقيقية، بطرق شتى تارة بمعاداته من اجل ابارزه مستغلة التعاطف الشعبي العربي مع اية حركة معادية للولايات المتحدة، (حزب الله انموذجا) وتارة بغض النظر عن التطلعات والطموحات الايرانية في الهيمنة وتجاوزاتها المستمرة في المنطقة ومنها تنامي النفوذ الايراني في العراق الذي لم يزداد قوة ومناعة الا مع وجود هذه القوات الامريكية.

وبعد هذه الصناعة للمحور الشيعي، جاء الدور على المساهمة في صنع المحور السني واستغلال الثورات العربية وطموح التيار الاسلامي للهمينة على المشهد السياسي من أجل صناعة هذا المحور.

لذا لاغرابة من ان نجد ان الحلقة المقبلة من التطور السياسي هو نزع استقرار دول الخليج العربي تمهيدا لتمزيق دولها لنصل في نهاية الطريق الى هندسة جديدة للمنطقة يكون شكلها الاولي منجلا يمتد من تونس وليبيا مرورا بمصر ثم الاردن وسوريا وتركيا مع وجود قواعد اسناد في دول اخرى، مقابل هلال شيعي يمتد من العراق وايران ليتم قضم مناطق اخرى من دول الخليج العربي وضمها لهذا الهلال لتبدأ داحس وغبراء جديدة وبحر من الدماء سيغرق المنطقة بكاملها، وحينها لن يكون هناك رابح فالكل خاسر، ومع غياب منطق العقل والحكمة فان الامور تبدو تسير نحو هذا الاتجاه، والاخرون يخططون لنا بوعي ونحن دائما وابدا ننفذ دون وعي.. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.

[email protected]