تصريحات سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره السيرلانكي23.05، التي هاجم فيها المعارضة السورية واعتبرها المسؤولة عن خرق، الترتيب الدولي المعمول به وفقا لمبادرة كوفي عنان، وعدم التزام المعارضة السورية بها وبقف اطلاق النار..وطالبها بالالتزام بقرار مجلس الأمن حول سورية. كما أسف لمحاولة تعميق الخلاف بين السنة والشيعة!! في المنطقة والاخطر من هذا وذاك أنه هدد لبنان بأنه سيكون مسرحا لتفاعلات ما يجري وعرضة لحرب اهلية. كما حذر من مغبة استمرار العقوبات على إيران أو فرض عقوبات جديدة عليها..هذه التصريحات والادعاءات والكذب الروسي حول الثورة السورية دفاعا عن مافيا حاكمة، ليس جديدا على الموقف الروسي، وكما قلنا سابقاquot; مافيا تدعم مافياquot; لكن للأسف المافيا الروسية قد تجاوزت صورة الدولة والقانون والمؤسسات، وقضية الكذب في السياسة والتصريحات الاعلامية، ليست سوى سيطرة الفرد على صورة الدولة..لأن الدولة لاتكذب! الكذب هو خاصية انسانية محضة. أشخاص السلطة وحدهم يكذبون، وعندما يكذبون هل يتساءلون عن أن هذا الكذب لمصلحة دولتهم أم لا؟ لمصلحة القانون والأخلاق وحقوق الانسان؟ لماذا نطرح هذا الموضوع؟ بالطبع لايعني هذا ان الساسة في الدول الأخرى لايكذبون، لكن في روسيا علينا فهم الواقعة انطلاقا من السياق السياسي لمحاولة استمرار النفوذ الروسي على الصعيد العالمي او توسيعه إن أمكن.
يعتقد بعض السذج أن نظام المافيا الأسدية هو من يفرض رؤيته على المافيا الروسية، لكن المتتبع لسياسات الحكم الروسي منذ مجيئ فلاديمير بوتين للسلطة، واصراره على حكم روسيا للابد وفقا لصيغة يعتبرها عبقرية من خلال التبادل مع شخص كمدفدييف، وبقاءه بالتالي اسيرا لما يسمى منطقة النفوذ السوفييتي أو ما كانت تعتبر كذلك في محاولته تثبيت النفوذ الروسي او تثبيت هذه التركة، وهذه التركة لو استعرضناها لوجدنا أنها عبارة عن دول معظمها تحكمها انظمة تسلطية مافيوزية بشكل او بآخر.. كوريا الشمالية إيران سورية كوبا السودان ليبيا سابقا ...الخ مع حفظ الفارق بين نظام وآخر..
فكيف يمكن لروسيا بوتين تبرير تحالفها مثلا مع نظام إيران؟ او مع عصبة كوريا الشمالية العائلية أو مع عائلة الأسد؟ ما هي المعطيات التي يمكن أن تستند إليها في دفاعها عن مثل هذه الأنظمة، التي تنتهك حقوق شعوبها وتقتل أي صوت من خارج هذه التوليفة الفاسدة؟ المافيا الروسية تعرف وتوافق على ما يجري من قتل وقمع وفساد في تلك البلدان، لا بل هي تقدم خبراتها لتلك المافيات الحاكمة في قمع أي صوت يدعو للتغير، بالتالي يمكننا القول أن روسيا بوتين عاجزة عن أن يكون لها نفوذا إلا عبر استمرار آليات القتل والفساد والديكتاتوريات، ووجود سلاح نووي لديها، أما كنموذج لدولة ديمقراطية حقيقة فهي فاشلة على هذا الصعيد، أو كنموذج اقتصادي اصبح الفارق بين عامة الشعب الروسي وامبراطوراته المافيوزية، فارقا يقاس بمسافات ضوئية. بالتالي يمكن ان نطرح السؤال التالي: كيف سيدافع الروس عن عائلة الأسد الحاكمة في سورية؟ هل لديهم وسيلة أخرى غير الكذب؟ هم صحيح يستخدمون القاتل في سورية كقاتل مأجور، من اجل ابتزاز العالم، لكن هذا الاستخدام لايكتمل دون هذا الكذب ودون استمرار القتل في شعبنا. فهي يجب أن تكذب وفقط تكذب ولديها حصانة النووي والفيتو في مجلس الأمن، فلم تستطع بعد عقدين من التحول الديمقراطي فيها أن تكون نموذجا ايجابيا، ولن تكون لأن من يحكم أكثر في روسيا المافيا المشخصنة أكثر من الدولة الروسية وهنا سر أنهم لايخجلون من الكذب العلني والصفيق...هنا سر الموقف الروسي.الكذب على صعيد ما يحدث في الثورة السورية، والتهديد باشعال المنطقة من خلال تهديده للبنان، والدفاع عن سياسات نظام الملالي الإيراني. فأي افتراء هذا؟
غسان المفلح
التعليقات