دعا شمعون بيريز المجتمع الدولي للوقوف مع الشعب السوري، كما دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز علنًا يوم الأحد إلى التدخل العسكري في سوريا للإطاحة ببشار الأسد، واتهمه بارتكاب إبادة جماعية خلال قمع الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا ضد حكمه. وحثّ موفاز القوى الكبرى على الإطاحة بالاسد بالطريقة نفسها التي استخدمت في ليبيا في العام الماضي من خلال حملة مدعومة من الغرب للإطاحة بمعمّر القذافي. وقال موفاز خلال مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي quot;هناك جريمة ضد الإنسانية.. إبادة جماعية ترتكب في سوريا اليوم. وصمت قوى العالم يتنافى مع المنطق الإنساني برمتهquot;. إضافة إلى ماسمعناه في كلمة المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة...والتي أكدت الموقف الاسرائيلي الجديد هذا.
هو جديد نعم، ومهما حاولنا تفسيره، سواء من اراد تفسيره أنه لمصلحة العصابة الاسدية أم تغيير موقف من الثورة؟ هذا الموقف الاسرئيلي الجديد فرضته دماء شعبنا، واصراره على التحرر من هذه الطغمة الفاسدة والمجرمة، التحليلات في وشنطن وبعض العواصم الغربية كانت تعتبر كما يقول جاكسون ديل في الوشنطن بوست 12.06.2012quot; لماذا تبدي إدارة اوباما وحكومة بنيامين نتنياهو فتورا على أقل تقدير تجاه أي تدخل عسكري حتى لو كان غير مباشر من أجل أسقاط الأسد؟ القلق مما يأتي بعد ذلك..quot; هل نعتبر أن الموقف الاسرائيلي الجديد يمثل موقف الحكومة الاسرائيلية ككل، أم أنه تلاعب لفظي وتوزيع ادوار، الغاية منه خدمة استمرار القتل لشعبنا على يد هذه العصابة؟ في ظل الموقف الاسرائيلي والأمريكي المتواطئ نسبيا معه، تصبح كل التحليلات ممكنة وقابلة للتصديق، وخاصة تلك التي تؤكد على ان إسرائيل لاتريد تغييرا سريعا في سورية، حتى لو أدى هذا السيناريو الطويل لقتل نصف الشعب السوري. الاسرائيليون ارتاحوا لمدة عام كامل من بدء الثورة، عبر الموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن، والدعم اللامحدود من قبلهما للعصابة الحاكمة، مما سهل للنخب الاسرائيلية الضغط من تحت الطاولة ومن فوقها،على الحكومات الغربية من أجل عدم منح خيار التدخل العسكري فرصته.. وترك الموقف الروسي معوما في ساحة الاعلام على أنه هو المعرقل لصدور قرار بالتدخل، مع أن خيار كوسوفو متوفر ومتوفر جدا، على كافة الصعد من أجل تجاوز موسكو وبكين، لكن لايمكن تجاوز الموقف الاسرائيلي..كان الموقف الاسرائيلي يلتقي مع الموقف الروسي ولايزال بحدود محددة، في قضيةquot; ساوم قدر الامكان على ورقة خاسرةquot;..لأن النظام سرعان ما حولته الثورة وخلال أشهرها الأولى إلى ورقة خاسرة..الاسرائيليون حساباتهم كالتالي: تغيير النظام حسنا، لكن ليس قبل أن تنهك سورية تماما، معتمدة على استمرار تزويد المافيا الروسية للسلاح الروسي للعصابة، وتغطية مجازرها في مجلس الأمن. لقد حول الموقفان الروسي والاسرائيلي، ما تبقى من نظام سياسي إلى عصابة مسلحة.
مهمتها التقتيل والتدمير ولاطول فترة ممكنة، وهذه العصابة صدقت انها محمية، نتيجة للاهتمام الروسي أو الاسرائيلي لأمرها، مما جعلها تستنفر حلولها الأمنية إلى أقصاها..معتقدة وعبر خطاب رأس العصابة الأخير، أنه ماض به حتى النهاية..ستخمد الثورة وتعيد الوضع لما كان عليه قبلها...هذا من جهة ومن جهة أخرى هذه العصابة لاتملك أي حل سياسي تستطيع المافيا البوتينية تقديمه للعالم..لهذا كان أقصر الطرق هي العزف على ماتعزف عليه إسرائيل: خوف من البديل الاسلامي واستقرار الشرق الاوسط.
على الرغم أن اسرائيل تقر دوما أن هذا النظام فاسد، وديكتاتوري، وبقاءه يخدم مصالحنا..لكن المافيا الروسية تصوره كما تصور نفسها في روسيا!! ولا تأتي على ذكر فساد النظام وهمجيته وبربريته.. وتخرج في محصلة من الموقف الروسي المعلن: أن الشعب السوري هو من يخرق حقوق المافيا الأسدية.. كل دول العالم تقر بفساد وهمجية هذا النظام ماعدا روسيا...حتى الصين ترى أن النظام عبارة عن عصابة، لكنها تدعمها!! لهذا وكملخص للقول أن تغير الحراك الاسرائيلي تجاه الثورة السورية مهما كانت الغاية منه، إلا ان فيه الجديد الذي اضطر الحكومة الاسرائيلية، أن تعترف به للعالم أن نظام العصابة الأسدية قد انتهى، والمسألة مسألة وقت..حتى لو كانت تريد بهذا الحراك السياسي الجديد إطالة امد بقاءه..قبل سقوطه النهائي.
- آخر تحديث :
التعليقات