ثمة سؤال يتردد هنا وهناك: هل الرئيس مبارك على قيد الحياة؟ او انه في حالة الموت الدماغي؟. ثم لماذا هذه التساؤلات اصلا؟

مهما كان الجواب فان هناك شكوكا تشير الى ان توقيت الوفاة قد تم الترتيب له بدقة وعناية فائقة. اعتقد ان الاعلان عن وفاة مبارك سيكون قبل يوم الانتخابات الرئاسية او في اليوم الاول للانتخابات. السبب بسيط وهو ان ذلك سيرجح كفة نجاح السيد احمد شفيق للوصول الى كرسي الرئاسة وذلك من خلال الاستفادة من الحالة العاطفية لدى جماهير الناخبين.

الشعوب الشرقية عاطفية بطبيعتها، ولعل الشعب المصري اكثرها حساسية في هذا المجال وقد رأينا سابقا كيف خرجت الملايين من الشعب المصري في جنازات الراحل جمال عبد الناصر والمرحوم انور السادات. تلك الملايين وفي تلك اللحظات لم تخطر على بالها السياسات الخاطئة التي ارتكبها الزعيمان في حقها من حكم فردي ديكتاتوري ظالم ونظام مخابراتي مقيت. لقد كان رد فعل الجماهيرعاطفيا وتلقائيا لانها فقدت قيادات هم ابناؤها وقد غفرت لهم كل الاخطاء في ايام الوفاة والجنازات.

في جنازات الفنانين مثل السيدة ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش خرج الشعب المصري عن بكرة ابيه يغلي عاطفة وحزنا على ابنائه في ظاهرة لم ولن تحدث لدى اي شعب وفي اي مكان على وجه البسيطة.

السيد مبارك هو في حالة موت سريري وقد اعيدت له الحياة مرتين بآلة الصاعق الكهربائي. من الناحية الطبية لايحق استعمال هذا الصاعق اكثرمن ثلاث مرات في الاحوال العادية وذلك بسبب خطورة تشكل الخثرات او الصُمات الدموية التي تودي الى الشلل او فقدان الذاكرة تماما. اما في حالة مبارك يفضل عدم محاولة اعادة القلب الى العمل ولا مرة واحدة بسبب التقدم في السن ومعاناته من امراض اخرى وظروف السجن والحالة النفسية الميؤوسة.

اذا تم الاعلان عن الوفاة في تلك التواريخ المذكورة اعلاه فعلينا ان لا نستغرب ذلك........انها السياسة والطموح لا دين ولا اخلاق تستطيع لجمها.

شخصيا اتمنى لمبارك الشفاء وطول العمر وهذا واجب انساني بالدرجة الاولى ومهني بالدرجة الثانية.

طبيب كردي سوري
[email protected]