تشهد مصر هذه الأيام معركة حامية علي منصب رئيس الجمهورية الأمر الذي أشعل الشارع المصري وقسمه لثلاث فرق، فريق مع الفريق أحمد شفيق يتمسك بمدنية الدولة، وفريق ثان مع الإخوان ومرشحهم محمد مرسي quot;الأستبنquot;يحلم بالدولة الدينية وإقامة دولة الخلافة التي عاصمتها القدس كما قال quot; صفوت حجازيquot;، وهناك فريق ثالث يري أنه لن يصوت لصالح مرسي ولا شفيق فكلاهما لا يصلح رئيساً للجمهورية وفضلوا المقاطعة.
الغريب في الأمر أن الإخوان الذين يتشدقون ليل نهار بالديمقراطية التي أوصلتهم للأغلبية في البرلمان، هم انفسهم الذين يهدون أبسط قواعد الديمقراطية وهي المنافسة العادلة الشريفة وقبول النتيجة، فهم يصرحون أنه لو فاز مرسي فأن الإنتخابات ديمقراطية ونزيهة وأن كسب شفيق فالانتخابات ستكون مزورة ويهددون أن في هذه الحالة سيكون الرد عنيف ويلوحون بالعنف في كل مناسبة، يهددون بثورة جديدة وببحور من الدماء.
الحقيقة وفي رأيي الشخصي أن الإخوان يلجأون للتهديد بالعنف لإرهاب الطبقة البسيطة الحالمة بالاستقرار والتي تعبت من الوضع الغير مستقر وإنعدام الأمن في الشارع، وهم بذلك يؤثرون في إرادة الناخب الذي قد يلجأ للمقاطعة أو للتصويت لهم حتي لا تتحول شوارع مصر وميادينها لساحات قتال.
هل هذه ديمقراطية يا سادة؟؟؟ فألف باء الديمقراطية هي قبول النتيجة بل أنه جري عرف في الولايات المتحدة الأمريكية أن يهنئ الخاسر الكاسب ويعاهده على العمل سويا من أجل مصلحة الولايات المتحدة وشعبها، أما الإخوان فيهددون الناخببن ببحر من الدماء في حالة عدم فوزهم.
ولا أدري لماذا يشكك الإخوان في المجلس العسكري الآن وفي حياديته؟؟؟ ألم يكن المجلس العسكري هو الذي أدار انتخابات مجلس الشعب والشوري التي أوصلت الإخوان للاغلبية؟؟؟ ماذا تغير أن افراد المجلس العسكري لم يطرأ عليهم تغيير، أم أنه كان هناك إتفاق بين المجلس العسكري والإخوان علي أن يكون لهم الأغلبية في البرلمان ويتركوا كرسي الرئاسة؟؟ لو الإجابة بنعم ذلك يعني عدم شرعية البرلمان أيضا بإعتبار أن الانتخابات كانت مزورة، والذي وزر الانتخابات الأولي لصالحهم هو الذي سيزور الانتخابات القادمة لغير صالحهم!!!!.
تتبعت تاريخ الإخوان منذ تكوين جماعتهم فوجدتهم مضللون منافقون أنقلبوا علي كل حلفائهم بدءأ من القصر ثم عبد الناصر فالسادات مرورا بمبارك ثم شباب الثورة وأخيرا المجلس العسكري الذين كانوا يدعون له ليل نهار والذين كانوا يوما له بمثال الشرطة المدنية التي تقابل شباب الثورة في الشارع وتعتدي عليهم دفاعا عن المجلس، ها هو المجلس الآن غير حيادي ومزور أنه تاريخهم أنه طبعهم علي مر التاريخ، والعيب ليس فيهم العيب فيمن يصدقهم ويتحالف ويتعامل معهم.
وبالرغم من تهديدات الإخوان المستمرة وبالرغم من تصريحاتهم العنترية فأنني متأكد أن هذه التصريحات وكما ذكرت ليس إلا لإرهاب الإنسان المصري البسيط، ولكنها بعيدة كل البعد عن الواقع لعدة أسباب.
أولا أن الإخوان فقدوا تعاطف الشارع معهم وأنخفضت شعبيتهم وعند قيامهم بأعمال عنف سيتصدي الشعب لهم بكل أطيافة وفئاته، مما يعني القضاء عليهم ومعهم شركائهم السلفيين.
ثانيا: عدم قدرتهم في القوت الحالي علي الدخول في مواجهة مع القوات المسلحة فالسلاح الذي لديهم الآن والمليشيات المدربة وشبه العسكرية التي لديهم لا تستطيع مواجهة القوات المسلحة المصرية بعد، فهم يخططون للمواجهة منذ زمن بعيد ولكن الإمدادات التي أتت لهم من الحدود الشرقية والغربية غير كافية.
ثالثا: أنهم حققوا مكاسب سياسية لم يكونوا يحلم بها فمن جماعة محظورة لجماعة لها الكلمة الأولي سياسيا في مصر وهم ليسوا مستعدين للتضحية بكل هذه المكاسب.
فأخي المواطن المصري لا تخاف من الإخوان ولا تعبأ بتهديداتهم أختار من يمليه عليك ضميرك الوطني أختار الأصلح لقيادة بلدك، أقف في وجهة هيمنة الإخوان علي مقاليد الحكم فهم خارج كرسي الرئاسة ويهددون بالعنف في حالة عدم فوزهم ربما لو وصلوا لكرسي الرئاسة لهددونا بردم نهر النيل!!!.
أخي الإنسان المصري لا تسمح لقوة أخري تهيمن عليك فيعود الفساد الذي كان في عصر مبارك مرة أخري، اعطي صوتك للفريق أحمد شفيق ولا تخاف غير الله من أجل وطنك ومن أجل مستقبل أبنائك ومن أجل دماء شهداء الثورة، الذين لو عرفوا ان الثورة ستسرق وسيهمن عليها وعلي الوطن الإخوان لربما ما خرجوا ليموتوا من أجل ان يزيحوا الديكتاتور مبارك وويكون ثمن دمائهم صناعة السيد المرشد كديكتاتور جديد للبلاد.
التعليقات