كنا مجموعة من الأصدقاء في جلسة رمضانية سادها شيء من الطرائف والمرح وكان كل منا ملتزماً بحدوده فكما يقول الشاعر:
أفد طبعك المكدود بالهم راحة بهزلٍ وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته ذاك فليكن بمقدار ما تعطي الطعام من الملح
ولكن أحدنا وكان مع زوجته يظنان أن الله سيحاسبهما يوم القيامة على أفعالنا، وأنهما الأكثر قرباً من الله منا بإعتبارهما ينتميان إلى أحد الأحزاب الدينية (إخوان مسلمون)، (حزب الدعوة)، وكانا كثيراً ما يعلنان عن تأففهما (ويحوقلان) لأي طرفة يطلقها الواحد منا .
* * *
bull;هذا السلوك دفع بي إلى فتح بعض كتب التراث للوقوف عند هذا الجانب عند كبار المسلمين فوجدت أن الرسول الأعظم عليه السلام كان محباً للمرح، ويدعو الناس إلى الترويح عن نفوسهم، لأن القلوب إذا كلَّت عميت .. ووجدت أن هناك الكثير من الطرائف كان النبي (ص) طرف فيها . مثلاً:
bull;شكت إمرأة زوجها ذات يوم إليه (ص) فقال: زوجك الذي في عينه بياض!.. فمضت المرأة إلى زوجها تتأمله، فقال: ما لك؟! قالت: قال لي رسول الله إن في عينيك بياضاً .. فقال: وأكثر من سوادها .
bull;دخل النبي (ص) على نعمان ابن عمر بن رفاعة، فوجده يأكل تمراً فقال له: أتأكل تمراً، وأنت أرمداً!.. فقال نعمان: إنما آكله من الجانب الآخر!..
bull;جلس رسول الله (ص) ذات يوم يأكل تمراً مع علي بن أبي طالب، وكان كلما أكل تمرة، وضع نواتها في قصعة الإمام علي، وفجأة قال له: quot; يا علي ما أعجلك بأكل التمر!!..quot; فقال علي: - بعد أن نظر إلى القصعة -: يا رسول الله أعجل مني من يأكل التمر بنواه .
* * *
bull;فيا أخي إذا كان النبي (ص) يعطي هذا الجانب حقه في الحياة فلماذا تريد أن تحرمنا منه، وكلما ضحكنا نجدك قد (حوقلت) كأن مصيبة قد وقعت عليك؟!!..
ثم لماذا هذا التهجم وعدم إطلاق سريرتك الإنسانية لسجيتها، أم أن ذلك يتعارض مع إنضمامك إلى الأحزاب الإسلامية المسيسة .. ليت أنك وأشباهك تقرأون تلك الطرائف التي تصدر عن أزهري كبير اسمه عبد العزيز البشري، يوم علَّق جبته في المسجد ودخل ليتوضأ استعداداً للصلاة، وفي أثناء ما كان البشري لاهياً في وضوئه، قام أحدهم برسم صورة حمار على جبته!!.. فلما جاء لكي يرتدي الجبة، وجد عليها صورة حمار، فقال: (منذا الذي قد مسح وجهه بجبتي؟!!..)