المعروف أن الحلف الأطلسي أُنشىء لمواجهة الخطر الشيوعي، الذي إنفرط عقده بسقوط الإتحاد السوفييتي، وأصبحت روسيا نفسها عضوة فيه بشكلٍ أو بآخر !!..

ومن المستبعد أن (النيتو)، هو الحلف العسكري الأعظم والمتفرد فوق هذا الكوكب سيكون في مواجهة الصين أو الهند أو اسرائيل، باعتبارهم الدول الأقوى بعد أمريكا، لأنهم على إتفاق ووئام تامين معهم؟!!..
إذاً.. من هو العدو الذي تتكتل أوروبا برمتها مع أمريكا لمواجهته بحلف ضخم بحجم الحلف الأطلسي؟!.. هل سيحاربون الإرهاب القادم إلى الأرض من الفضاء الخارجي؟!.. أم أنهم سيواجهون الدول الأفريقية التي تعاني من الجوع، والجفاف والأمراض الفتاكة والأمية التي تضرب أطنابها في القارة السوداء..؟!
أم أنها خطةً لتضخم ظاهرة الإرهاب أكثر فأكثر، وتهدف إلى إفتعال مبررات لضرب ماهو أكبر مما يتصوره البعض؟!..
فدولة الخير (أمريكا) تسعى إلى إستئصال دول الشر، كما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي الذي حثَّ رؤساء دول أوروبا الشرقية للإنضمام إلى الحلف الأطلسي (النيتو) إستعداداً لمحاربة الإرهاب الدولي، وكذلك فعل رئيس وزراء بريطانيا في رسالتين تلفازيتين، بُثتا على رؤساء دول الكتلة الشرقية في مؤتمرهم السنوي !!..
أينعم.. إن النيتو استجاب لقرارات الأمم المتحدة بعد توصيةٍ من جامعة الدول العربية لمواجهة حكم القذافي، ومن ثم القضاء عليه !!..
وقد كان قبل ذلك أن ساهمت قوات النيتو في التوغل في أفغانستان.. وبين حين وآخر يظهر رئيس النيتو ليعلن أن التدخل في سوريا ليس من أهداف النيتو.. ولكن هناك سؤالاً كبيراً يُطرح :
إذا كان في العالم الآن ليس هناك سوى قطب واحد، وهناك أصوات تنادي بنزع السلاح، والبعض يطمح بإزالته كلياً من فوق هذا الكوكب، فلماذا يتعزز موقف النيتو يوماً بعد آخر، ولمواجهة من؟!.. وإذا كان سيواجه الارهاب كما هو واضح، فأي إرهاب هذا الذي سوف يواجهه النيتو؟!.. وبسؤالٍ أكثر صراحةً:
من ذا الذي أسس الإرهاب في العالم؟!.. أم أن الارهاب قد اقتصر على الاسلام والمسلمين فقط كما يزعمون؟!.. وما هو دور النيتو في كل هذا؟!..
* * *
الحمد لله لم تنجح تلك الدعوات التي طالبت بتدخل الناتو في سوريا لأن الشعب السوري بنفسه، بثورته، حقق وسوف يحقق حريته وديموقراطيته التي باتت قريبة بعد أحداث الأمس، حيث تساقطت رموز النظام.