يروى أن حاكماً ظالماً، كان يتلذذ بتطويح جماجم رعاياه يومياً.. وعلى إمتداد فترة تسلطه، ولإرضاء نزعته العدوانية المريضة، ولكي يشبع نهمه الجنوني للدم، كان هذا الطاغية يقوم بإجتثاث رؤوس أُناس يختارون من عارضة الطريق، حيث تنتشر فرق من جنده وجواسيسه بأرجاء البلاد لاختيار الضحايا وتقديمهم كقرابين تُذبح على دكة قصره.
* * *
bull;وفي يوم من الأيام وعندما كان الحاكم الجائر يستعرض وجوه الضحايا الجدد، لمح من بينهم رجلاً ضعيف البنية، متهالك الأعضاء.. وقد بلغ به الكبر عتياً.. فلما نظر إليه.. أصدر أمره لجلاوزته، قائلاً: (اجلدوا هذا الرجل ألف جلدة، واكتفوا بذلك).. فما كان من الرجل ndash; الضعيف ndash; إلا أن حمد الله وشكره على هذا الحكم، وقال: (اللهم إحمني مما هو أدهى وأمر وألعن؟؟!!).. فضحك الجلادون ساخرين من هذا الدعاء، وقال له أحدهم: (ما هو الأدهى والأمر والألعن أيها البليد، وإنك ستموت بعد ثلاثين أو أربعين جلده؟؟!!).
فلما سمع الحاكم السفاح ضحك جلاوزته وجلبتهم، أمر بإرجاع الرجل، وأخذ يستجوبه ليستفسر عن معنى دعائه.. فلم يجب الرجل، مما جعل غضب الحاكم الطاغية يشتد، فأمر بإعدامه شنقاً حتى الموت.
وعندما سيق الرجل إلى المشنقة قال لجلاديه: (ألم أقل لكم إن هناك ما هو أدهى وأمر وألعن؟؟!!).
bull;وبينما كانت إجراءات الإعدام تتخذ، رفع الرجل المسكين رأسه للسماء، وقال متذرعاً: (اللهم احمني مما هو أدهى، وأمر وألعن؟!).. وهنا ضج الحراس والجلادون بالسخرية، والضحك من الرجل.. (ما هو الأدهى والأمر والألعن أيها الحمار، وبعد ثوان ستنفصل رقبتك عن جسدك على حبل المشنقة؟؟!!).
ولما ترامت إلى سمع الحاكم تلك الضجة الساخرة من الرجل أمر بإرجاعه محاولاً حثه على الإفصاح عن معنى دعائه.. فلم يجب الرجل.. وهنا بلغ غضب الحاكم ذروته، فأصدر أمره، بإجلاس الرجل فوق خازوق يخترق جسده كي يتعلم أن لا يدعو مثل هذا الدعاء مرة أخرى !!..
ولما عري الرجل تماماً، استعداداً لرفعه ووضعه على الخازوق رفع رأسه إلى السماء والدموع تخضب لحيته، وقال: (اللهم احمني مما هو أدهى وأمر وألعن؟!)..
وهنا ضج القصر كله بالضحك والسخرية من رجل يدعو ربه لحمايته مما هو أدهى وأمر وألعن، والخازوق ينتظره ليخترق جسده بعد لحظات !!..
* * *
bull;أخذ الحاكم الطاغية بإستجواب الرجل ليعرف منه سر دعاءه هذا.. فالتفت الرجل إلى الحاكم قائلاً: إنني أحمد الله وأشكره على كل شيء.. أما دعائي أن يحمني مما هو أدهى وأمر وألعن من الجلد، والشنق، والجلوس فوق الخازوق.. فهو أن يحمني من العيش في زمن أنت وأشباهك فيه تحكمون؟؟!!..
- آخر تحديث :
التعليقات