يحكى أن سلطاناً ndash; هندياً ndash; كان يستشير وزيراً ذا حنكة ودراية بالأمور.. ولم يكن ndash; السلطان ndash; يتخذ أمراً دون أن يستشير ذلك الوزير.. ولما توفي السلطان انتقلت السلطة إلى حاكم جديد، كان شديد الإعتداد بنفسه، فلم يولي وزير الحاكم السابق أي إعتبار.. فقيل له أن سلطاننا المرحوم كان شديد الإعجاب بالوزير ولا يقطع بأمر دون أخذ مشورته.. فرد عليهم السلطان الجديد قائلاً: إن السلطان كان مخطئاً.. فقيل له: لم لا تجربه؟.. فوافق، وأرسل إلى الوزير.. ووجه إليه السؤال التالي: أيها الوزير: أخبرني أيهما أغلب على الرجل: الطبع، أم الأدب؟.. فقال الوزير: الطبع ولا شك.. لأنه أصل.. أما الأدب فهو فرع.. إلا أن السلطان خالفه الرأي، وأراد أن يؤكد خطأه فدعاه إلى وليمة طعام وشراب، وأحضر له مجموعة من السنانير وهي تحمل بأيديها الشموع.. كدليل على تأدبها ومخالفتها لطبعها.. وقال للوزير: انظر خطأك في قولك من أن الطبع يغلب الأدب.. فطلب الوزير مهلة يوم واحد!!؟..
وفي منزله.. طلب من غلامه أن يأتي له بفأر مربوط بخيط من أحد رجليه.. ففعل الغلام.. وعاد الوزير في اليوم التالي إلى مائدة السلطان.. فلما أقبلت السنانير حاملة بأيديها الشموع، أخرج الوزير الفأر من كمه.. فما أن رأته ndash; السنانير ndash; حتى رمت الشموع وجرت وراء الفأر.. وكاد البيت أن يحترق!!!..
ويا خوفي على مصر الجميلة من تداعيات الأيام القادمة؟!..

* * *
هناك نكتة مصرية قديمة فحواها أن أزمةً إقتصادية اجتاحت مصر في الأربعينيات، فقيل لرئيس وزراء آنذاك،إن السبب في ذلك هو تلك السياسة الخاطئة لوزير ماليتك.. فقال لهم: رشحولي وزير مالية يحل محله!!.. فأجمع مجلس الوزراء على اختيار أحد أساتذة الجامعة وهو الدكتور عبد اللطيف الجحش!!.. فرَّحب رئيس الوزراء، ولكنه طلب إليهم أن يغير اسمه، فلا يجوز أن يكون وزيراً بهذا الاسم؟!..
ولما قيل للدكتور عبد اللطيف الجحش أن يغير اسمه بناءاً على رغبة رئيس الوزراء، فما كان منه إلا أن أصدر بياناً كتب فيه: نظراً لرغبة السيد رئيس الوزراء الذي تكرم بتعيني وزيراً للمالية، وحيث أن اسمي الدكتور عبد اللطيف الحجش لا يليق بمن يحمل هذا المنصب.. فقد قررت تغيير هذا الاسم من: (عبد اللطيف الجحش) إلى (هشام الجحش)؟!!..