bull;في 1 مايو من عام 2001 قال عمرو موسى إثر تسلمه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية: أنه سوف يستقيل إذا لم يحدث أي تغيير في الجامعة؟!.. ولم يحدث أي تغيير!!.. ولم يستقل؟!..
وهو يردد الآن في حملته الانتخابية أنه سوف لن يُرشح لرئاسة ثانية.. وإذا لم يتمكن من تحقيق الاصلاحات سوف يترك المنصب!!..
bull;في عام 2008 مُنحت جامعة الدول العربية صفة عضو كامل العضوية في (الاتحاد من أجل المتوسط)، مقابل منح اسرائيل منصب أمين عام مساعد.. وقد كتب محمد السيد سليم مقالاً في الأهرام في 5 ndash; 11 ndash; 2008 قال فيه:
quot; ستكون تلك المرة الأولى التي تشارك فيها جامعة الدول العربية في إطارٍ سياسي واحد مع اسرائيل، دون أن تعلن اسرائيل مجرد قبولها بالمبادرة العربية quot;..
والغريب أن عمرو موسى سبق له أن انتقد فكرة قبول جامعة الدول العربية (الاتحاد من أجل المتوسط) في تصريح له في باريس في 12 ndash; 11 ndash; 2008، وطالب بحل جميع المشكلات السياسية العالقة مع اسرائيل حتى يتم هذا القبول؟!..
وتسائل الدكتور سليم:
quot; ما الذي جعل الأمين العام لجامعة الدول العربية يغير رأيه؟!..quot;
إنه تطبيع مجاني مع اسرائيل!!..
bull;في مقابلة لعمرو موسى مع تلفزيون أبو ظبي في مايو عام 2001 ضمن برنامج (مواجهة) قال:
quot; أنا من المشجعين للكاتب المصري لطفي الخولي، والمسرحي علي سالم، لإطلاقهما فكرة نادي (كوبنهاجن) الذي يدعوا العرب الى التطبيع مع اسرائيل!! quot;..
bull;شمعون بيريز كثيراً ما يردد أنه من أقرب الأصدقاء لعمرو موسى، وعندما سأل حسين عبد الغني موسى في مقابلة له مع الجزيرة في 12 ndash; 2 ndash; 2009 قال:
quot; أنه تناظر مع بيريز أكثر من مرة قبل ندوة (دافوس) الشهيرة التي انسحب منها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقد وصف عمرو موسى الانسحاب بأنه (نوع من النفاق)!!..quot;
bull;من خلال قمة شرم الشيخ الاستثنائية في مارس عام 2003، ألغى عمرو موسى الاقتراح الذي تقدمت به دولة الامارات العربية الى القمة، التقدم بعرض الى صدام حسين بالتخلي عن الحكم وترك العراق تفادياً للحرب، وكانت الامارات قد قطعت شوطاً ايجابياً بإقناع صدام بذلك، حيث كان من الممكن أن يُجنب العراق ويلات الحرب والاحتلال الأمريكي.
bull;وكذلك قام عمرو موسى بشطب (وثيقة 10) المتضمنة مشروع الاتحاد العربي الذي تقدمت به أكثر من دولة عربية!!..
bull;في الشأن الفلسطيني ردد عمرو موسى أكثر من مرة:
quot; أنه ليست هناك دولة فلسطينية، وهذه كذبة نحن أوجدناها ثم صدقناها!!..quot;
bull;رداً على اتهامه بالانحياز الى طرف فلسطيني دون الآخر، قال بعصبية وغضب:
quot; أنا ضد حماس مئة بالمئة، وضد فتح مئة بالمئة، وإن الطرفين مخطئان، وأنهما هما الاثنان مسؤولان عن البهدلة اللي همَّ فيها!!..quot;
نشرت ذلك جريدة الحياة في 21 ndash; 1 ndash; 2009!!..
bull;وعزا عمرو موسى سبب قيام اسرائيل بالحرب على قطاع غزة، إلى أن ذلك يعود الى حالة التشرذم الفلسطيني.. وإن اسرائيل تصرفت حسب المثل الشعبي المصري:
quot; إللي تعرف ديته اقتله!!..quot;
bull;قال الكاتب المصري محمد عبد الحكم في جريدة القدس:
quot; إن عمرو موسى ساهم مساهمة فعالة في تأهيل البلوماسية المصرية وهي تتعامل مع الدوائر الصهيونية في الفترة التي كان فيها مندوباً لمصر في الأمم المتحدة عام 1991.. واستمر على نفس الخطى أثناء توليه وزارة الخارجية المصرية، وسار على نفس المنهج أثناء تقلده منصب أمين عام جامعة الدول العربية!!.. فدفع بالنظام الرسمي العربي ليكون أكثر فعالية في تعريب التطبيع مع اسرائيل!!..quot;
bull;كتب فهمي هويدي في الأهرام في 12 ndash; 8 ndash; 2009 عن عمرو موسى بأنه:
quot; يقترب من موقف الدولة الصهيونية، إذ جعل من موقف الاستيطان وليس الاحتلال إنهاء الاحتلال المشكلة الأساسية!!quot;
bull;في 21 ndash; 1 ndash; 2009 تساءلت جريدة الدستور المصرية عن إصرار عمرو موسى التمسك بمنصب وهمي ورقي، وفي ظل أدائه الهزيل فقد أثبت أنه عاجز عن الاستقلال بقراره ومنصبه عن الدبلوماسية المصرية المترهلة!!..
bull;إن الأمين العام لجامعة الدول العربية يُعتبر موظفاً لدى الدول العربية.. هذا ما قاله الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت في صيف عام 2003 في شرم الشيخ.. وفي عام 2009 قال حمد بن جبر وزير خارجية قطر:
quot; إن الأمين العام لجامعة الدول العربية هو عبارة عن سكرتير للدول الأعضاء quot;.. قال ذلك إثر انتهاء القمة الطارئة في قطر.. وقال بلخادم وزير خارجية الجزائر على إثر الحرب على قطاع غزة:
quot; إن أداء الأمين العام لجامعة الدول العربية مخزي quot;..
* * *
أكتفي بهذا القدر الموجز جداً لمواقف عمرو موسى الذي كان واحداً من أهم أركان نظام حسني مبارك.. ولكن بعد التهريج الذي أحدثته أغنية شعبان عبد الرحيم، ارتفعت شعبوية موسى.. مما جعل مبارك يحرص على إزالته، فكان أن دفع به الى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد أن تأكد من ضمانة الدول الأعضاء، حيث كثَّف اتصالاته بحكامها، فأصبح عمرو موسى أميناً عاماً لجامعة الدول العربية.. وعيناً لحسني مبارك على حكامها..
فهل رجلاً كهذا وبالمواصفات التي جئنا على نتف منها جدير بقيادة مصر؟!..
bull;ألا يكفي مصر تحملاً للظلم؟!..
كم صبرتم يا أهل مصر على ظلم حكامكم!!.. فتاريخكم تُسطر فيه الملاحم على تحملكم وصبركم!!..
والمشكلة التي ستواجهونها هي ليست ترشيح عمرو موسى للرئاسة!!.. الكارثة الأكبر هي: أنه لما هبَّ شباب وادي النيل في العام الماضي لاستئصال الفساد ورموزه، وتطهير أرض الكنانة، وجعل شعبها يلحق بركب الحضارة التي لا تقوم لها قائمة إلا بالديموقراطية، وقد تحقق لهم ما كانوا يصبون إليه، باستجابة الشعب المصري كله لدعوتهم، وتمَّ اقتلاع أُس الفساد!!.. وإذا بمن كانوا يُكَفرون الفكر الديموقراطي، ويُكَفرون معتنقيه، يخرجون من جحورهم المظلمة ويطالبون بديموقراطيتهم المفصلة وفقاً لمقاسات أفكارهم القائمة على الدماء والطائفية والعنصرية والعرقية.. والتاريخ القديم ووالحديث يحفل بذكر دمويتهم وجهلهم المدقع بأبسط قواعد التقدم البشري!!..
وكأن على شباب مصر وصُناع ثورتها الجديدة أن يجاهدوا مجدداً بعد أن تم لهم القضاء على الفساد، ليواجهوا من استغل بمناداتهم بالديموقراطية من ظلاميين ومشعوذين، ممن يُجيدون بمهارة ببغائية، ومحفوظات عنعنية، التي يلوون بها ذراع تفاسير المقدسات والموروثات ليخادعوا بها بسطاء طيبين، حرمتهم الأنظمة الجائرة من نعمة التعليم والتفكير الحر، كما حرمتهم من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، فلم يجدوا ملاذاً سوى الركون الى أفكار هؤلاء الذين يعتقدون بأنهم يملكون الحقيقة المطلقة، فصوَّروا لهؤلاء البسطاء أنه لا نجاة لهم إلا بالسير خلفهم، وإلا فإنهم في جهنم!!..
وأخذوا يلاحقونهم في بيوت عبادتهم في المدن والأرياف ليُسربلوهم بوعود مؤكدة بما سيحصلون عليه في عالمهم الأخروي ليعوضوا به ما حُرموا منه في دنياهم!!.. وكأن عالمنا المعاش لا يعنيهم في شيء.. وإذا بهؤلاء البسطاء الطيبين وأغلبهم من الأميين، يتجهون فرضاً مقدساً نحو صناديق الاقتراع ndash; التي جاء بها شباب الديموقراطية ndash; لتغدوا أصوات الأغلبية لخفافيش الأمس ممن كانوا لا يعملون إلا في الظلام، وإذا بهم يظهرون للعمل تحت الشمس.. وها هي النتيجة.. فمصر اليوم ما إن تخرج من مجزرة حتى تستقبل مجزرو أخرى.. وأولى انجازات هؤلاء الظلاميين محاكمة الابداع والفن.. وبدأوا أول ما بدأوا بعادل إمام.. والمؤسف حقاً أن إحدى البدائل لهذا الوضع المزري هو عمرو موسى وأشباهه..
فحماكِ الله يا مصر من كل مكروه!!..
* * *