bull;كانت قرية آمنة.. وأهلها بسطاء جداً.. مسالمون إلى أبعد حدود السلم.. شرفاء.. ومنَّ عليهم المولى بأرزاق وفيرة من النعم.. إلا أن ثوراً، هائجاً كثيراً ما كان يعكر صفوهم.. فهو quot;ثورquot; لم يبقِ على قطعان أو بشر إلا وهاجمهم.. وكان يظهر لهم من أماكن متعددة دون أن يعرفوا له مصدراً.. وبين فترات متقطعة.. وكلما استراح الناس والدواب ndash; من شره ndash; فإنه سرعان ما يفاجئهم وهو يسرع خافضاً رأسه ليزيح كل ما في طريقه مستخدماً (قرنيه) القويين.
bull;وبعد أن وصل (الغضب) بالناس درجة لا يستطيعون السكوت معها ndash; بسبب هجمات هذا الثور الأهوج ndash; فقد اجتمع الأهالي وقرروا إتخاذ قرار حاسم للدفاع عن أنفسهم وخيراتهم وأنعامهم.. فالتجأوا إلى quot; خبير quot; يسدي إليهم النصيحة والمشورة.. فأشار الناصح ndash; عليهم ndash; بإستغلال نقاط الضعف في تكوين الثور للنفاذ ndash; من خلالها ndash; لإضعافه وكسر شوكته.. فتبين لهم أن الثور quot; يستثار quot; جداً من اللون الأسود.. فقال لهم الناصح: (إذاً.. عليكم بالإتفاق مع من يصدرون القماش الأسود.. وقوموا بلف كل قطعة من هذا القماش حول جذوع الشجر في قريتكم)..
bull;وفعلاً.. فعل الأهالي بما أشار عليهم به الناصح.. وشدوا الألوان السوداء إلى جذوع أشجار قريتهم.. وفجأة.. ظهر quot; ثورنا quot; وهو ينفث من منخاريه هواء الشر.. والشرر يتطاير من عينيه.. وسرعان ما لمح أن quot; الأعلام quot; السوداء تحيطه من كل جانب.. ملفوفة على كل جذوع الشجر.. فاندفع quot; الثور quot; نحوها في كل إتجاه.. وبكل ما يملك من قوة.. وأخذ يرشق الأشجار بقرنيه حتى إنكسرت ndash; هذه القرون ndash; تماماً ثم سقط يلفظ أنفاسه.. فهجم عليه الأهالي يطعنونه بالسيوف والسكاكين حتى أجهزوا عليه..
bull;وقد أصبحت quot; ذكرى quot; يوم القضاء على الثور quot; عيداً وطنياً quot; ترتفع فيه
quot; الأعلام quot; السوداء..
bull;وجاء من يقول لأهل القرية :.. quot; أيها الناس.. كفوا عن الإحتفال بذكرى مصرع الثور فإنه كان مسلطاً عليكم من أصحاب مصانع الأقمشة السوداء..
bull;فقام الأهالي البسطاء بقتل الرجل.. واستمروا يحتفلون بـ quot; ذكرى مصرع الثور quot;.