.. من الأدب الإيطالي ndash; القديم ndash; سأروي لكم هذه الحكاية.. حكاية العنكبوت والمفتاح..
bull;حاول العنكبوت أن يجد له مكاناً مناسباً يطل منه على الداخل والخارج.. ليهيمن على موقع استراتيجي يجمع بين مدخل البيت ومخرجه.. ليمد من خلاله شباكه.
وأخيراً.. هداه تفكيره إلى ملجأ يشعره بالإطمئنان نظراً لعدم سهولة الوصول إليه.
.. نعم.. لقد إختار العنكبوت ndash; الذكي ndash; (ثقب قفل الباب) فهل هناك من يستطيع الوصول إليه ؟
وكان العنكبوت يحدث نفسه قائلاً : سأمد شباكي في هذا الاتجاه لاصطياد الذباب.. وهناك من الأسفل لأجل إقتناص البعوض.. وأما من هذا الإتجاه المطل على الحديقة فسوف أوقع بالفراشات.
ووزع (العنكبوت) خططه الإستراتيجية لتشمل على كل مواقع البيت ، وكان مغتبطاً جداً بهذا الموقع ، الذي لا يستطيع أحد الوصول إليه ، حيث كان (ثقب قفل الباب) صدئاً مظلماً ، مبطناً بصديد الحديد.. بحيث يظهر للعيان وكأنه قلعة موغلة في الرسوخ والقدم..
وبينما كان (عنكبوتنا) يخطط ، ويدبر لليوم التالي.. فإذا بأصوات جلبة ، ووقع خطوات تنم عن قرب وقوع خطب جلل ! مما دفعه للإنكماش في زاوية داخل ثقب قفل الباب.. انكمش في حذر.. ولكن كان هناك من يهم بدخول البيت.
ارتجف العكبوت عندما سمع صليل مفتاح يندس في فتحة ثقب قفل الباب..
.. وماهي إلا ثوان ، وإذا بالمفتاح.. يعصر العنكبوت ويمزقه حتى غدا مسحوقاً في ثقبه !
bull;على ماذا تدل هذه القصة ؟
إن منطق الأشياء يقول ndash; لكل الوصوليين ndash; إنكم لا تدرون أن لكل ثقب في هذه الدنيا مفتاحاً يسحقكم ويزيلكم عن طريقه حتى تفتح الأبواب على مصراعيها.. لمن يملأون الكون بهجة وسعادة بعملهم الشريف ودأبهم المستمر لجعل كلمة الحق هي العليا.. فزين العابدين ، ومبارك ، والقذافي ، وصالح ، وبشار : ما هم إلا نماذج لأُناس لم يدركوا طبيعة الأشياء.. ولهذا فإن نهايتهم كانت محتمة.