إعتقال 48 من أفراد الحرس الثوري الايراني يوم 4 آب المنصرم من قبل الجيش السوري الحر، لم يکن بذلك الحدث العادي الذي يمکن أن يمر مرور الکرام على سامعيه، وانما هو تطور لافت و مثير جدا على صعيد الثورة السورية.
هؤلاء الثمانية و أربعين معتقلا من الحرس الثوري، هم اساسا جزء من مجموعة مکونة من 150 شخصا من أفراد الحرس الذين كانوا قد وصلوا توا من طهران إلى دمشق في رحلة على متن طائرة تعود لشركة خطوط ماهان الجوية المملوكة لقوات الحرس. فتم نقلهم من المطار إلى مواقع استقرارهم عبر ثلاث حافلات. ويتم جميع تنقلات قوات الحرس إلى سوريا ولبنان منها في حرب لبنان في صيف 2006 بواسطة شركة خطوط ماهان الجوية، هذا بحسب معلومات موثقة من جانب المقاومة الايرانية.
إعتقال هذا العدد الکبير من قوات الحرس الثوريquot;الخاصةquot;و المعتمدة للقيام بمهمات خاصة، يمکن أن تعطي تفسيرات و إنطباعات عديدة أهمها:
ـ ان النظام السوري قد بات من الضعف بحيث لاتستطيع قواته الخاصة من اداء مهماتها على الوجه الاکمل ولاسيما بعد أن بدأت حرکة الانشقاقات بين صفوفه على أعلى المستويات تزداد يوما بعد آخر، وان إرسال هکذا قوات الى دمشق بحد ذاتها يعني أن العد التنازليquot;الاخطرquot;للنظام قد بدأ فعلا.
ـ قيام النظام الايراني بإرسال النظام هکذا قوات الى رمال الثورة السورية المتحرکة، تعني بأنه لايسمح بأن تتداعى اوضاع النظام السوري بسهولة وان هذه الخطوة بدايةquot;استثنائيةquot;لمرحلة خطرة و حساسة جدا من عمر الثورة السورية، وهناك تأکيدات قوية على انه إضافة لطهران، تشارك وبشكل نشط مراكز قوات الحرس في العديد من المدن الإيرانية خاصة في اصفهان وشيراز و مشهد وتبريز في ارسال أفراد الحرس إلى سوريا، وهذا يعني بأن الايام القادمة ستشهد تطورات و مستجدات غير مسبوقة.
ـ النظام الايراني ومن أجل تبرير تدخله الفاضح و غير المقبول هذا ضد أبناء الشعب السوري، يصف الشعب السوري الثائر ضد نظام بشار الاسد بأنهمquot;إرهابيين متربيين على أيدي الصهيونية العالميةquot;، کما أفادت وکالة أنباء(فارس)المقربة من الحرس الثوري عندما قالت يوم 5 آب الجاري:quot; إيران وخلال الحرب الـ 33 يوما التي كانت حاضرة بجانب حزب الله ووفرت أسباب هزيمة الصهاينة فانها بالقطع واليقين ستتمكن وبحضورها بجانب سوريا من توفير هزيمة الارهابيين المتربين على أيدي الصهيونية العالميةquot;، وليس هذا فحسب وانما تسفر هذه الوکالة المشبوهة عن وجهها القبيح أکثر ضد الثورة السورية و إرادة الشعب السوري عندما تقول:quot; جميع أعداء إيران الآن بصدد تركيع حكومة الأسد حتى يهزموا بذلك الحليف القديم للجمهورية الاسلامية ويجعلون إيران في مأزق على الصعيد الدولي. ولهذا السبب يبدو أن إيران يجب عليها أن تكون حاضرة بشكل أكثر جدية في حل أزمة سورياquot;.
لکن، الاهم من کل هذه النقاط التي أدرجناها آنفا هو ماتسرب عن إجتماع لمجلس أمن النظام الذي عقد بحضور مرشد النظام علي خامنئي نفسه و الذي قال فيه:quot; دخلنا الآن مرحلة لا يعد يعني الانسحاب ويجب أن ندعم بكل قوانا بشار ماليا وتسليحيا ومن حيث الجهد البشري لكي نبقيه على السلطة. لأن مصير جميعنا مربوط بمصير سوريا ويتم حسمه معها. مصير حزب الله وحماس والجميع... خطنا الأمامي الآن هو سوريا وما علينا الان تخصيص كل جهدنا في هذه الحرب وليس هناك من خيار آخر أمامناquot;، الخط الامامي للنظام الايراني الذي کان طوال أکثر من ثلاثة عقود إسرائيل، يصبح بين ليلة و ضحاها سوريا، أما العدو الذي يخوض النظام الايراني الحرب ضده في سوريا فهو الشعب السوري نفسه! ولاتعليق لنا بعد هذا سوى أن نقول هل هنالك من لايزال يشك بکذب و دجل و زيف شعارات و طروحات هذا النظام؟!

[email protected]