الاضراب المفتوح عن الطعام الذي ينفذه المئات من سکان مخيم ليبرتي و الذي دخل يومه الرابع و السبعون، يستمر في وقت فقد فيه المضربون أکثر من 20% من أوزانهم وهم يعانون من الارق و الدوار و ضعف السمع و البصر وآلام في العضلات و العظام و المفاصل مع فقدان القدرة على الترکيز.

المضربون عن الطعام لايزالوا يصرون على مطلبهم الاساسي و الرئيسي وهو الافراج عن الرهائن السبعة المختطفين منذ يوم الاول من أيلول/سبتمبر المنصرم عقب الهجوم العنيف الذي تعرض له معسکر أشرف و الذي يتهم السکان و کذلك المقاومة الايرانية الحکومة العراقية بالوقوف خلفها، لکن حکومة نوري المالکي لازالت تصر على نفيها لتواجد المختطفين لديها مثلما تنفي علاقتها بماجرى في ذلك الهجوم.

نفي حکومة المالکي و الاصرار عليه، يتقاطع و يتعارض مع تصريحات و مواقف رسمية معلنة، نظير ماقد أعلن عنه کامل أمين الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان العراقية في يوم 12أيلول/سبتمبر من أنquot;القوات الأمنية العراقية اعتقلت هؤلاء الأفراد (7 رهائن) بسبب الاعتداء على القوات الأمنية.quot;، کما أن قناة بلادي الحکومية قد أعلنت هي الاخرى في 13أيلول/سبتمبر أنquot;القوات الأمنية العراقية تحقق مع عدد من أعضاء مجاهدي خلق بتهمة ضلوعهم في قضايا ارهابية. وقال مصدر أمني أن السلطات اعتقلت 7 عناصر للمنظمة لأسباب قضائية.quot;، هذا إضافة الى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعلنت في 13 ايلول/ سبتمبر (حسب تقارير وردت الى المفوضية فان quot;هؤلاء السبعةquot; معتقلون في مكان بالعراق وهناك خطر لاعادتهم الى ايران بخلاف ارادتهم. هؤلاء السبعة معروفون للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كطالبي لجوء).

قضية خطف الرهائن السبعة، لم تقف عند الحدود اعلاه وانما تعدته الى تصريح مهم لوزيرة خارجية الاتحاد الاوربي کاترين اشتون و الذي قالت فيه:quot; لدينا أدلة تقنعنا بأن 7 من سكان المخيم معتقلون في مكان بالقرب من بغداد وهنك خطر ملحوظ يهددهم بترحليهم الى ايرانquot;. وقبل ذلك كانت سفيرة الاتحاد الاوربي في بغداد قد أخبرت بعض النواب بأنها توصلت الى نتيجة بأن الرهائن محتجزون في بغداد، وکما نرى فإن نفي حکومة المالکي يکاد أن يکون غير مفهوما و حتى غير قابل للقبول في مواجهة تلك التصريحات و المواقف(الواقعية)التي تتمتع بمصداقية من المستحيل تکذيبها او رفضها، هذا إذا وضعنا جانبا کما کبيرا من المعلومات المتباينة الاخرى التي تشير الى أمور و تفصيلات دقيقة بشأن ماجرى في الاول من أيلول/سبتمبر في المعسکر و کذلك مجريات إختطاف و تنقلات الرهائن السبعة و التي کلها تثبت بصورة او بأخرى ضلوع حکومة نوري المالکي في القضية منذ البداية ولحد هذا اليوم.

هذا الاضراب الذي کما ألمعنا في البداية يدخل يومه الرابع و السبعون، حاولت أطرافا و اوساطا لها علاقة مع طهران و بغداد أن تشوه سمعته وان تنال منه، مثلما فعلوا مع هجوم الاول من أيلول/سبتمبر عندما صرحوا وقتها بأن مقتل 52 من سکان المعسکر يعود الى صراع داخلي قادت الى تصفيات فيما بينهم، لکن هذه المساعي المفضوحة و المشبوهة لاتعني شيئا أمام ثمة نقطة حساسة و هامة جدا وهي أن تأکيد المضربين على مطلبهم الرئيسي بالافراج عن الرهائن السبعة انما هو من أجل إيقاف سيل مخططات النظام الايراني التي تستهدفهم عند حدها، وعدم السماح مطلقا بأن تکون مجزرة الاول من أيلول/سبتمبر کسائر المجازر و الانتهاکات الاخرى التي مرت بهدوء لتمهد لأخرى أفظع منها، وان هذا هو مضمون الرسالة التي يحاول المضربون عن الطعام في ليبرتي إيصالها للعالم کله بصورة عامة و للأمريکيين و منظمة الامم المتحدة و دول الاتحاد الاوربي بصورة خاصة، وان هؤلاء الذين يسترخصون حياتهم بهذه الصورة عندما يصرون على إضرابهم لأنهم يعلمون بأنهم مستهدفون أولا و اخيرا ولهذا فإنهم و من خلال جعل أرواحهم مشاريع من أجل الحياة و الحرية انما هي السلاح الوحيد الذي تبقى بيدهم لمواجهة مخطط تصفية لايتوقف طالما بقي هناك نظام يخالفهم في طهران!

[email protected]