يضطر المرء في بعض الاحيان الى الدخول في خانة الرد دفاعا عن بلده وأهله وعقيدتهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم ردا على بعض التجاوزات والانحرافات ومحاولات التضليل الصارخة، فلقد تم نشر مقالة بنفس العنوان اعلاه مع اختلاف الشيعة في تلك عن السنة في هذه المقالة. اولا مقالتي هذه لاتعني السنة المعتدلين، ثم هناك محاولة فقيرة للالتفاف على الوعي العراقي و الواقع والتاريخ من خلال القول بانفصال الشيعة في العراق وهذا المنطق ينافي الحقيقة الكبرى بأن الاكثرية السكانية الساحقة واصحاب المساحة الاكبر وثروات البلد ومن ضمنها العاصمة بغداد لايجوز ان ينفصلوا عن أنفسهم بل الاقليات الاخرى ممكن تحت ظرف معين أن تعمل أو أن تطالب بالانفصال وهذا الكلام ينطبق على الاكراد في العراق لتحقيق حلمهم القومي الانساني الذي طال أنتظاره مع الاخذ بنظر الاعتبار أن هذا الحلم يجب ان لاتحيطه الدماء ولا التجاوز على حقوق الاخرين في الارض. اما الاقلية السنية العربية في العراق وهي تمثل اقل من 15% من سكان البلد فأن خزعبلة الانفصال قد بدات هنا وهناك تطل برأسها مترددة وخائفة تحت عباءة السلطان العثماني أوردغان.

وفي تلك المقالة عيب على شيعة العراق بانهم سيبقون بعد أنفصال السنة على اللطم والبكاء فحسب!! وهذه كذبة كبرى فرغم مشروعية هذه الشعائر لكن ميزتها الاولى أنها لاتوذي الاخرين كما فعلت المحافظات الغربية حينما جعلت من نفسها وكر لتمرير بهائم التفجير الارهابية لقتل الشيعة وذبحهم بالسكين أو حرقهم أحياء طيلة عشرة سنوات مضت وأخرها جريمة طوزخرماتو واستهداف زوار الامام الحسين quot;عquot; قبل عدة ايام. ثم أن أمهات الحضارات الانسانية من سومر وبابل وغيرها الكثير تقع في محافظات شيعية و ان ابو الانبياء أبراهيم quot;عquot; موطئه الاول في مدينة الحلة الشيعية وكل هذه الامور وغيرها شاخصة امام أعيننا وفي أنفسنا ووعينا وثقافتنا منذ قرون طويلة، فمن قال لكم انه من الممكن ان نتبرع بها لكم ايها الطائفيون!! ثم مدن تنبض بالحياة والعروبة لوجود المراقد المقدسة ل أل البيت الكرام وفيها علي والحسين والعباس والكاظم والعسكريين هل من الممكن ان تكون مجرد تابع الى أيران كما تزعم تلك السطور!! اي استهانة واستخفاف بملايين البشر من أهل البلد الاصليين.


لقد كان البعضمن ايام السعدون وياسين الهاشمي أبناء المشروع التركي وأتباع الباب العالي ومازال حتى يومنا هذا امامهم مراد الرابع واحفاده اورغان و أوغلو.

وسؤال منطقي هل يوجد فقه وثقافة وعلم ومسرح وفن ورياضة في العراق دون أهله الشيعة!! فالنجف الاشرف عاصمة الفقه والدين وفيها قامات لاتطال من أل الصدر وأل الحكيم وبحر العلوم وال ياسين وحتى المراجع العظام، ونحن أهل القيثارة الاولى و الوتر الاول في التاريخ الانساني ونحن من أوصل الوتر الثامن للعود بينما عصيت عليكم الربابة وتسيدتكم فبقيت بوترها اليتم تلوذ بما تلوذ... والجواهري لنا والسياب منا ونحن الحرف الاول وسومر ونحن أهل المسرح والشعر العراقي ونحن الرياضة جميعها ونحن الثقافة والرسم ونحن علماء وخبراء البلد الذين أوصل اسمائهم صنمكم الى لجان التفتيش الدولية ليتم استهدافهم، واذا كان عندكم من أسم معين وفي كل المجالات كانت ضخمته سلطات حكم الاقصاء فعندنا مقابل كل أسم مئات الاسماء من المبدعيين الحقيقين. ثم تتبجحون أن مدينة حديثة تم بناء سد أثر على جماليتها لمصلحة العراق!! اي نكتة هذه لقد دمرتم مدن الجنوب بحروبكم العبثية مع ايران والكويت وقضيتم على مدننا وعلى بساتيننا وعلى عشرات الملايين من نخلينا فعن اي سد واي حديثة تتكلمون! بل أن صنمكم تنازل عن جزء من أرضنا في البصرة الى الكويت في تنازل تاريخي جبان معيب ومشين.


ان الدولة الشيعية ان أضطررنا اليها وأجبرنا عليها فستحمل كل مقومات النجاح والتواصل وستكون عملاقا عاصمته بغداد اما محيطها السني العربي فمثله لايسبب الأرق والقلق لان مفاتيحه معروفة مسبقا لدينا. واما الماء الذي يتم تهددينا بقطعه كل يوم فانه سياتي الى دجلتنا وفراتنا وشط العرب عندنا وحتى اقدامنا راضخا وهذا حساب علمي سياسي واقتصادي ليس هنا مكانه ثم ان الماء حياة ومن يريد من الدويلات المزعومة تهددينا بقطع حياتنا سنقطع عنه الروح نفسها.وسيكون عندنا النفط الذي سنصل به قريبا الى اكثر من عشرة ملايين برميل كما سيكون عندنا الغاز لترتبط الدنيا كلها بنا وبمصالحنا.

فماذا عن الدولة السنية ان كتب لها تعلن، اولا سيرفع العرب أيدهم عنكم لان مبرر منكافة الشيعة واستهدافهم قد أنتهى بعد الانفصال المزعوم وسيتعاملون معكم كعشائر وعوائل بل ستكون صحراء الرمادي وعاء لحل معضلة حق الرجوع للفلسطنيين في كل بقاع الكرة الارضية، ثم سيحدث جوع نفطي عندكم لم يشبعه العرب لان مثال الاردن الاكثر التصاق بالمشروع العربي المعني يتضور جوعا بهذا الجانب والعرب النفطيون يتفرجون عليه لكننا سنعطيه النفط مجانا لتكون دولة السنة المزعومة بين فكي كماشة فالاردن عندهم أنفسهم اولأ وهذا شعار مرفوع بشكل علني،اما الموصل فسيتم أ قتسامها بين الكورد واوردغان، فماهي مقومات الدولة السنية في الرمادي وتكريت؟ الا اذا ارادت الدراما الاردنية تستغلها لتمثيل مسلسلات بدوية مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الانتاج الدرامي ضعيف جدا في الاردن.

ان القلب يتالم لكن هناك حقائق على الارض اما ان يتم احترامها والعمل بها او فليذهب من يشاء الى حيث يشاء، اولا كفاكم قطع الطرق، وثم أنكم اقلية حكمت البلد لقرون وعقود طويلة وأورثتوا الشيعة 420 مقبرة جماعية وأهوار مدمرة وسلمتم البلد لقوات التحالف وهو ينافس افغانستان والصومال في مستوى التخلف ولاتقارنوا العقد الاخير الاحمر بدمائنا وتخريبكم بسجل حكمكم الطويل فاما ان تحترموا حقوق الاكثرية الانسانية والدستورية والديمقراطية وتتعلموا كيف تكونوا محكومين مع حفظ حقوقكم الانسانية والدستورية وحق الاختيار الديمقراطي وليس حكام متسلطين وأما فارحلوا غير مؤسف عليكم لأن موجة التذمر والانزعاج من سلوككم الدموي والتخريبي أتجاه الشيعة وصل الى حدود شعبية لايمكن تصورها ثم لماذا يتم تصوير الامر وكأن سنة العراق متفضلين على شيعة العراق ببقائهم ضمن بلد واحد! وأن من تعجيه هذه المغامرة الرهيبة سيصفق له دعاة الدولة السنية برباتها ذات الوتر اليتم المحمية من أوردغان والذي سيدخلهم النادي الانكشاري باقرب فرصة ممكنة ومبروك عليكم. والباديء بالكتابة أظلم. وليس من الشجاعة بشيء أن يكون المرء ملثما حتى في الكتابة!


[email protected]