الانباء عن تهجير عشيرة السعدون من محافظة ذي قار اعتداء صارخ على الوطنية العراقية، وهي بداية شر مستطير يتربص بالعراق في ظل حكومة ضعيفة لا يفقه صناع القرار السياسي فيها ابسط مباديء فقه الدولة، ولعل ما يضحك الثكالى ان يتبرع السيد نائب رئيس الجمهورية العراقية خضير الخزاعي بالتوسط بين ايران والدول الاوربية لحل المشكل النووي فيما العراق يتعرض لخطر التجزئة والتفتت، فخضير الخزاعي بعبقريته السياسية المشهود لها في ارقى الاروقة السياسية العالمية انهى مشاكل العراق على ثقلها ووزنها الخطير والان جاء دور هذه العبقرية لحل المشكل النووي الايراني مع الغرب وهو المشكل الذي عجزت عن حله دول كونية بكل اجهزتها ودوائرها ومفكريها، فهنيا للعراق على هذا الكنز السياسي الخيالي.

عشيرة السعدون من العشائر العربية الاصيلة خدمت العراق ورفضت ان تترك التراب العراقي لتعيش خارج حدوده،وهي عشيرة ذات ثقل بشري وسياسي وتاريخي في الامة العربية، وما زلت اتذكر وانا ابن الحي اسرة المرحوم حمد بك التي عرفت بعشقها المثير للحي واهله وكانت على خلاف خطير مع عشائراخرى نصبت العداء لاهل الحي، وما زلت اتذكر ابنها البار الشهيد عارف حمد بك الذي تحدى صدام حسين بجبروته الفارغ وكانت النتيجة ان يُقتل هذا الانسان الذي عُرِف بالشجاعة والجراة والكرم، ومنها كان تجاذب الشك والريبة والخوف المتبادل بين صدام ورموز هذه العشيرة المحترمة، وهل ينسى اهل الحي تلك الطلعة البهية التي كان يتمتع بها الشيخ الجليل حمد بك الذي اعلن حبه للعراق، وابى ان يغادره مهما كانت المغريات حيث يملك حضورا شامخا في السعودية والكويت، وفيما لوغادر العراق لوجد الصدور الرحبة، والمال والثراء وربما حتى الوظائف الراقية لابنائه البررة.
لقد تصاهر آل السعدون وهم سنة مع الشيعة، وتعايشوا معا، وكانت اواصر المحبة بينهم وبين اهالي الحي قوية متينة،
ديوانهم واحد، وهمومهم مشتركة، وافراحهم متقاسمة، لا يعرفون لغة سني وشيعي على الاطلاق، وكان سكنة قضاء الحي منهم يتوافدون على المدينة بكرم وعز وجلال، وقد طاب لكبارهم العيش في هذا القضاء، حتى صاروا جزءا منه، حبا وشغفا وتفانيا، وكما قلت كان لهم موقف مشرف ضد الكثير من رجال الاقطاع دفاعا عن المدينة الباسلة، وقد استنكروا الهجمة الاقطاعية الشرسة على اهل المدينة في سنة 1954، وكانوا الى جنب اهل المدينة ضد تلك الوحشية الشرسة التي ابدتها بعض المحسوبين على العشائر المياحية في تمزيق المدينة وإدماء الكثير من شبابها بتوجيه من رجال اقطاع متنفذين حاقدين على الحياة.
لقد حدثني احد شبابهم قبل ايام عما تتعرض له العشيرة في بعض القرى التابعة للكوت والناصرية من ارهاب وخطف وقتل، وناشدني باسم العروبة والعراق والاسلام ان أكتب عن ذلك، وفيما اكتب عن ذلك اعلن صراحة اني تربطني بهذه العشيرة خاصة اسرة حمد بك اواصر محبة واخوة، منذ عشرات السنين واعرف طيبة اعراقهم وكرم ضيافتهم وجمال اخلاقهم، فما اكتبه هنا عن دراية ومعرفة وليس رجما بالغيب.
انا على ثقة ان اهل الحي الابرار ضد هذه العملية القذرة، فاهل الحي احياء،شجعان، كرماء، وبالتالي سيكون لهم موقف يشهد له التاريخ في هذه القضية.
اناشد دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاقول له انها بداية حرب اهلية لا سامح الله، وهنا تتجلى مواقف الرجال.
اناشد المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني ان يعلن كلمته الحرة القوية هنا
اناشد اية الله الفقيه حسين الصدر ان تكون له كلمته الحرة القوية،وهو الفقيه الذي احتضن كل العراقيين، بكل اطيافهم ومكوناتهم الدينية والقومية.
اناشد النجف الاشرف ان يعلن كلمته الحرة، النجف التي كانت وما زالت الداعم الحقيقي للوحدة العراقية بمواجهة دعاة الطائفية والتشتت والاحتراب.
اناشد منظمات المجتمع المدني ان تتولى بحزم واخلاص التصدي لعملية التهجير هذه التي لا توصف باقل من انها اعتداء على الوطنية العراقية.
كل العراقيين مدعويين الى موقف موحد ضد اي عملية تهجير قسري، ومن سوء حظ العراقيين ان يكون التهجير المتبادل عقاب، فيما يقول رب العالمين (ولا تزر وازرة اخرى)
والضمير من وراء القصد