مرت شهور عديدة على اختطاف رجلي الدين المسيحيين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الارثوذكس وبولس يازجي مطران حلب للروم الارثوذكس.&

وخلال هذه المدة تم نسيان هذين الرجلين وكأن اختطافهم هو حدث عادي لا يتطلب وقفة جادة وتعامل مع الحدث على أعلى المستويات العربية والاسلامية. وفي هذا الصدد لا بد أن نبين الحقائق التالية:

أولاً: يمثل هذان الرجلان السريان والارثوذكس الذين هم مكون أساسي في الشرق، واستمرار اختطافهما واحتجازهما (هذا إذا لم يكونا قد قتلا ودفنا بسرية تامة) يشكل وصمة عار لكل المنظمات التي تدعي حرصها على حقوق الانسان، وخجلاً لنا نحن العرب الذين وصلنا الى درك من الانحطاط بحيث نقتل بعضنا بدل أن نوجه الجهود والامكانيات لتحرير الأرض والمقدسات الرازحة تحت الاحتلال لسنين طويلة.&

فمن خلال البحث والتقصي تبين أن العرب والآراميين والكنعانيين من أصل واحد. ولكن من سكن منهم بالمرتفعات دعي بالآرامي ومن سكن المنخفضات دعي بالكنعاني ومن سكن البادية دعي بالعربي. أما الآراميون الذين آمنوا بدعوة السيد المسيح فتسموا بالسريان تمييزاً لهم عن الآراميين الذين تمسكوا بالوثنية. من هنا فإن هذين الرجلين عرب أقحاح لهم علينا واجب قومي وانساني بان نظل نذكّر العالم بمآساة اختطافهم وضرورة تحريرهم وتقديم المختطفين الى المحكمة لينالوا العقاب الذي يستحقونه.

ثانياً: يكفي هذين الرجلين فخراً انهم ينتمون الى السريان الارثوذكس وهم من أبقوا على عبق حضارة البلاد الاصلية (سورية) دون أن يشرعوا نوافذهم نحو الغرب أو الشرق.&

ثالثاً: لا بد من وقفة جادة ضد ما يحاك من مؤامرات لتفكيك النسيج الاجتماعي لهذه المنطقة وتقسيم دولها (رغم ان هذه الدول نفسها كانت نتيجة سايكس-بيكو) الى كيانات وكانتونات يسهل التحكم فيها وجعلها تابعة للقوى الخارجية ويكون المستفيد الوحيد من ذلك هو اسرائيل والغرب المتحالف معها.

رابعاً: فضح الادعاءات القائلة بمسيحية الغرب وتحالف مسيحي الشرق معهم تمهيداً لتحضير الأجواء لعملية انتزاع المسيحيين من هذا الشرق حيث فشلت كل المحاولات والمشاريع على امتداد التاريخ. إن اختطاف جندي اسرائيلي واحد يشغل الغرب بمؤسساته وإعلامه وسياسيه ويصبح عنواناً رئيسياً للحياة اليومية، بينما اختطاف رجلين مسالمين لا يحرك ساكناً، فاين مسيحية الغرب على افتراض وجودها. أما الغربان في شرقنا فنقول لهم باقون في شرق بنيناه معاً على امتداد التاريخ وسنبقى معاً لنرد كيد الحاقدين والمارقين والذين يخطفون الدين ويزوّرون التاريخ ويهدمون الحضارة مقابل الثمن.

خامساً: أما المؤسسات المسيحية والاعلامية وغيرها فعليها مسؤولية كبرى في إطلاق حملة تحرير المطرانين ووقف تهجير المسيحيين عن طريق الاتصال بمؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية والاقليمية لشرح أبعاد المخطط الدموي والرهيب الذي يتعرض له مسيحيو الشرق. لا داعي للانتظار، فلتبدأ الحملة اليوم..لا بل الآن وواثقون من النجاح.