لا أعرف ماذا يريدون هؤلاء التعساء من التحريض العلني على الكراهية والبغضاء؟؟ ألا يكفيهم ما أفسدوه في دينهم ودنياهم؟ ألم يكفيهم ما وصلت إليه بلادنا العربية من مآسي اجتماعية وأخلاقية من جراء فتهاويهم التي تتناثر في الفضاء المرئي والسمعي ليل نهار؟
فتجد على المواقع الإلكترونية مقاطع من فيديوهات يحرم فيها بعض التعساء الاحتفال بعيد الحب. وتتناقل وسائل الإعلام المحلية والعالمية (يا للخجل) نشر هذه الخزعبلات التي تدعو للكراهية والتخلف عن الركب الحضاري العالمي أكثر مما تخلفنا.
وهنا السؤال الفخ.. إذا كان هؤلاء التعساء يحرمون الاحتفال بيوم الحب فهل يحللون الاحتفال بيوم الكراهية العالمي؟ أو يوم الحقد والبغضاء العالمي؟
الإنسان السوي يجيب... لا يوجد في القرن الحادي والعشرين من يحرم المحبة ويحلل الكراهية إلا وكان مخبولا بائسا وتعيساً. لكن الأخطر هو كيف تتعامل الدولة الحديثة مع مثل هذه الفتاوى التي تحرم المحبة وتحلل الكراهية بما يتعارض مع صحيح الدين والعقل والمنطق؟
وكيف يصمت العقلاء أمام هؤلاء التعساء وهم بجهل يقولون أن الإنسان الذي يعتمر قلبه بحب الله لا يمكن أن يحتفل بيوم الحب وكأن الامتلاء من محبة الله تولد الكراهية في قلب الإنسان وتمنعه من التعبير عن الحب والمحبة! يا للهول! ويا للعار! ما هذا المنطق الأعوج والتفكير المعوج؟ !! ما هذا الهراء؟ هل تريدون أن تستبدلوا عيد الحب العالمي بيوم الكراهية والقتل والبغضاء؟؟؟
يا هؤلاء يوم الحب هو احتفال اجتماعي عالمي للتعبير عن اسمي المشاعر الإنسانية في الكون وهي quot;الحبquot;. ونحن جزء من هذا العالم فكيف لا تفهمون؟
العجيب أن هؤلاء التعساء يستغلون حاجات الفقراء فيدغدغون مشاعرهم سلبيا بحديثهم عن كمية الأموال التي تنفق في هذا الاحتفال، ولا يعقلون حقيقة أن من لم يتعلم كيف يحب وكيف يعبر عن الحب لن يفهم معنى محبة الفقراء والعطف عليهم..
يا هؤلاء غير العارفين لن يعطف على الفقراء والمساكين من غابت عنهم قيم الحب لأن الحب هو العطاء؟؟ كيف لا تبصرون أن أكثر البلاد فقرا هي البلاد التي تنتشر فيها هذه الفتاوى وليس بلاد الكفرة والكافرين كما تدعون؟ وكيف لا تعلمون أن الفتاوى التي تحرضون بها على الكراهية والحقد وتمتلئ بها العقول والقلوب هي التي تدمر المشاعر الإنسانية الطبيعية نحو المحبة والعطاء.
يقولون لا تتشبهوا بالكفار... وهنا يظهر سؤالا آخر لهؤلاء. هل الكفار يحرضون على الكراهية حتى يحرمون التشبه بهم ؟ أم يشجعون على المحبة بين جميع البشر؟ وانتم تحرمونها ولا ترغبون لا في المودة و لا الإخاء!
ألا تعلمون أن الذين هربوا من بلدانهم بسبب التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم وأمور دينهم رحب بهم من تسمونهم كفار في بلادهم وأعالوهم وعطفوا عليهم وسمحوا لهم ببناء الجوامع والمراكز الدعوية؟
ألا تعلمون أن من تدعون أنهم كفار هم من يعطفون على الفقراء والمساكين في بلادهم وفي بلاد الذين آمنوا ويقدمون لهم مساعدات الإغاثة من غذاء ودواء.
على أية حال انتم أحرار في ألا تتشبهوا بهم ولكن عليكم أن تدعوا لعدم التشبه بهم في كل مناحي الحياة بالتمام والكمال.
فالأكل حرام لأن الكفار أيضا يأكلون، واستخدام المحمول حرام لأن الكفار يستخدمونه، وشرب الماء حرام لأن الكفار يشربون الماء، والنوم حرام لأن الكفار ينامون. ولا تركبوا السيارات لأن الكفار صنعوها ويستخدمونها، يا هؤلاء لا تتشبهوا بالكفار وأذهبوا إلى الصحراء وابتعدوا عن دنيانا فنحن اعلم منكم بها.
على الدولة أن تمنع مثل هؤلاء من اعتلاء منابر الوعظ في أوساط الأميين والجهلة وإنصاف المتعلمين لكي لا تحصد جيوش من الإرهابيين الذين يعادون الدولة ومن يسكنها من المواطنين الطيبين من كل الملل والنحل.
لا أتردد بمثقال الذرة في طلب عاجل لأجهزة الدولة المعنية من القيام بواجباتها وتحمل مسئولياتها الوطنية والإسراع بالتحفظ على مثل هؤلاء من أدعياء الجهل والتخلف وترحيلهم إلى المصحات النفسية لأنهم خطر حقيقي يدمر في الخفاء والعلن مقومات شعب يريد الحياة الكريمة مثله في ذلك مثل بقية دول العالم الحر. كفى عبثاً بمقدرات البلاد وكفي ظلما للعباد.