غالبا ما تعودنا على نصائح الأطباء والثقافة الصحية التي تشجعنا على تناول الفيتامينات المحفزة للحيوية والنشاط والأداء السليم للجسم البشري، لكنه من الغريب فعلا أن تعيش وتستمر بعض الأنظمة السياسية ككائنات فايروسية معدية، لا يقوى عليها أي نوع من أنواع المنشطات أو الفيتامينات أو حتى المضادات الحيوية التي من شأنها أن تقضي عليها، رغم ذلك فقد أثبتت بعض مفاصل الإدارة الاتحادية في بغداد أنها تعتاش وتتلقح أو تتحصن في المفهوم الصحي بنوع من أنواع الفيتامينات أو المنشطات، التي لعبت دورا معاكسا أو ربما تطورت جينيا لتصبح عاملا مهما في تنشيط وديمومة ماكينة الحكم، لتصب في الأداء الحكومي والإعلامي لتسطيح رأي الأغلبية القطيعية التي أدمنت الرضوخ للعويل والصراخ والتهديد والتهييج الغرائزي.
&
&إن نوعا من هذه المنشطات إن جاز لنا أن نطلق عليه تسمية فيتامين الشتائم الذي يستخدم اليوم على نطاق واسع من قبل طواقم دعاية المنتهية صلاحيتهم قانونيا وصحيا، ضد كل من يخالفهم الرأي ويعترض على سياستهم التي ثبت تسببها في تلوث البيئة العراقية السياسية والطبيعية والاجتماعية، وتورطهم في إصابة ملايين البشر بفايروس التخلف والفقر المدقع واليأس، ناهيك عن تلويث سمعة البلاد إلى الدرجة التي تثير الأسى والتقزز، مما حصل ويحصل بعد ضياع ما يقرب من ستمائة مليار دولار لم تخفض مستوى الفقر قيد أنملة في معظم محافظات البلاد، التي تعاني اغلبها من نسبة فقر تقترب من خمسة وثلاثين بالمئة، وتدهور خطير في المنظومة الأمنية والدفاعية التي دفعت قوى الارهاب في البلاد، ولأول مرة إلى تنظيم نفسها واحتلال مدن بأكملها كما حصل في سامراء والموصل مؤخرا.
&
&ورغم كل ما يحصل في العراق من تداعيات خطيرة نتيجة لفشل ذريع مصاحب للمجموعة الحاكمة طيلة ثماني سنوات في كل مناحي الحياة، حيث تستخدم كل الوسائل المتاحة وخاصة نفوذها المالي والسلطوي من أجل الاستحواذ على السلطة مرة أخرى، في بلاد فشلت طواقمها السياسية والاجتماعية والتربوية في الاتفاق على بلورة مفهوم للمواطنة عابر للمذهب والقومية والعشيرة والمناطقية، ونتيجة لذلك تقسمت البلاد إلى مجاميع من إمارات القرى والعشائر والمذاهب يديمها وينشط حيويتها فيتامين الشتائم والأكاذيب، الذي تستخدمه مجموعات من صناع الأزمات وإشاعة الكراهية والأحقاد، ممن يصفون أنفسهم نوابا أو ممثلين لكتلة الحكم المنتهية الصلاحية والمتأملة في إبقاء حكمها لعقود صدامية أخرى، جعلت البلاد تتصدر قائمة أكثر عشر دول بؤساً في العالم لعام ألفين وثلاثة عشر، وذلك بعد دراسة استقصائية أجراها مؤخرا موقع گالوپ العالمي الشهير للدراسات الإحصائية، واحتلت أربع دول عربية القائمة التي شملت مئة وثمان وثلاثين دولة نذكر منها أول عشر دول إذ جاء العراق على رأسها تبعته إيران ثم مصر فاليونان لما تعانيه من أزمات اقتصادية، واحتلت سوريا المركز الخامس تبعتها سيراليون وقبرص وشمال قبرص وكمبوديا وأخيرا لبنان.
&
&إذن بعد ثمان سنوات كان حصاد حكومة السيد المالكي أن تكون بلاده على رأس أكثر الدول بؤسا في العالم، وان تحتل عصابات الجريمة خيرة مدن العراق خلال ساعات، أمام منظومة دفاعية تجاوزت المليون ونصف عنصر وعشرات المليارات من الدولارات خصصت للتدريب والتسلح، ومئات منها للكهرباء والصحة والماء وما يزال ثلث شعب العراق يعيش تحت خط الفقر، وساعات كهربائه لم تتجاوز نصف اليوم، بينما أنجزت كوردستان ما عجزت عنه حكومات العراق منذ ما يقرب من قرن، خلال اقل من عشر سنوات واقل من 17% من موازنة العراق!؟
&فمن هو السارق والفاشل والبائس يا ترى؟
&