&بصراحة.. تتجاوز بكثير صراحة الكاتب ووزير السلطان السابق محمد حسنين هيكل، فإن الفوضى الأمنية و العسكرية القائمة في العراق قد تجاوزت كل الخطوط و الحدود و السدود و الموانع، فالجيش الحكومي العراقي مثلا و الذي شمت فيه الأكراد و سخروا منه و تندروا كثيرا عليه و أسموه ( جيش الدشاديش ) أو جيش ( البندقية مقابل الدشداشة )! بعد هروبه و تلاشيه في معركة العاشر من حزيران/ يونيو2014.
أمام قطعان عصابية هائجة من عصابات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن ( دولة خلافة المجانين ) في الموصل، سرعان ما عانى قادة الكيان الكردي المؤقت القائم في العراق منه و من تكتيكاته العسكرية و التي أتبعها بسقوط المدن و القصبات الكردية و هروب البيشمركة ( فدائيو البارزاني ) لايلوون على شيء تاركين الجمل بما حمل و معرضين الأقليات العرقية و الدينية و المذهبية لمذابح على يد الخوارج الجدد، بل أن قلاع مدينة أربيل أو عاصمة الكيان الكردي باتت مهددة أيضا بالسقوط الكامل قبل أن يتدخل العم أوباما و الخال أردوغان لحماية مصالحهم هناك طبعا و ليس لحماية الشعب الكردي المسالم الطيب الشقيق، فحماية الشعوب المظلومة هي آخر إهتمامات الدول الكواسر و الجوارح، فالجميع يعلم بأن ( داعش ) و قبلها ( القاعدة ) و قبلهم ( جحافل الجهاد الأفغاني ) هي أساسا صناعة مخابرات دولية و إقليمية نعلم و تعلمون كنهها و طبيعتها، هزيمة فدائيو البارزاني ( قدس سره ) ذكرتنا بهزيمتهم المرة أمام قوات المام جلال المدعومة إيرانيا في صيف عام 1996 قبل أن يطلب فدائيو البارزاني النجدة و الغوث من قادة من يسمونهم ( بجيش الأنفال ) و يتدخل الرئيس العراقي السابق صدام حسين من خلال قوات حرسه الجمهوري لإنقاذ أربيل من براثن جلال طالباني وحيث أعاد الحرس الجمهوري البارزاني لعرشه ولم تنس قيادة حزب البارتي أن تشكر ( جلاد الأنفال ) و قيادته على إنقاذهم لأربيل رغم أن المعارضة العراقية قدمت وقتها مئات الضحايا الذين قتلتهم قوات صدام!!، اليوم يتكرر المشهد الزاعق مع عصابة داعش و التي أعلن رئيس ديوان رئاسة كردستان بأن أسلحة داعش أقوى من أسلحة البيشمركة!! و أن بحوزتهم أموال طائلة!!
و السؤال يبرز بقوة حول طبيعة تسلح البيشمركة طيلة ربع قرن من الإستقلال الفعلي عن العراق؟ و عن مصير المليارات التي تسحبها حكومة البارزاني من الميزانية المركزية أو من النفط العراقي المهرب و المقدر بالمليارات؟ ترى أين ذهبت تلكم الأموال الطائلة و من تصرف بها؟ وكيف تتمكن عصابة إرهابية طائشة من إكتساح مدن الشمال العراقي و يهرب أمامها أهل سراويل البيشمركة؟... تصوروا لو لم يهب العم سام و الخال أردوغان لنجدة حكومة أربيل ماذا سيكون السيناريو؟ و ماهو مصير الإستثمارات الأجنبية في الإقليم؟ خصوصا و إن القوات العراقية بوضعيتها الهشة عاجزة عن تقديم الحماية الجقيقية دون الكفيل و الضامن الأمريكي الذي يقدم المساعدة العسكرية بجرعات محدودة تتيح لجميع الأطراف الإحتفاظ بمواقعها دون تقدم فئة على حساب أخرى فالمطلوب أمريكيا و إسرائيليا بقاء العراق المشتت على الوضعية الحالية من تمزق و حروب ميليشيات و تجييش طائفي و معارك داخلية مستمرة، لقد أدرك قادة الأكراد اليوم وبعد هزيمتهم المخجلة أمام الدواعش عن أهمية دور الجيش العراقي في تقديم العون و المساعدة و عن أهمية غرفة القيادة المشتركة في أربيل لإدارة معركة الدفاع عن شمال العراق بوجه الهجمة الداعشية التي إن أكدت على شيء فهي تأكيدها على هشاشة الدولة الكردية وكون بيتها أوهى من خيوط العنكبوت وإن كل الدعايات حول القدرة و القوة و التلويح بهزيمة الجيش العراقي مجرد أساطير مضحكة و مثيرة للسخرية و الغثيان...، ففي الهريبة و الهزيمة و التراجع كلنا في الهم شرق...؟، لقد هب الأمريكان لنجدة الكيان الكردي و فعلت طائرات المارينز فعلها و تمكنت من صد الهجوم الداعشي مؤقتا طبعا و لكن بعد ان فضحت العديد من الأمور و الملفات و تبين للجميع بأن المبالغة في إستعراض القدرات و الإمكانيات هي من أشد أمراض التخلف، وهشاشة الدولة الكردية في العراق كانت فضيحة بجلاجل و أجراس مجلجلة، و إتفرج يا سلام على حروب الميليشيات و البيشمركة و الدواعش في آخر الزمان!!.. و سلامتكم من الآه..!&
&
التعليقات