قال وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، ان مديرية اوقاف القاهرة، قررت غلق ضريح الامام حسين اعتبارا من الخميس وحتى يوم السبت منعا للاباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء، وما يمكن ان يحدث من طقوس شيعية لا اصل لها في الإسلام.

لو سألنا أي مسؤول ديني إسلامي وخصوصا من رجال الدين السنة، عن التعايش مع الاخر والقبول به، لرد وايد هذا التعايش وربما لاتى باحاديث منسوبة لنبي الإسلام تؤكد عليه، ولو سألناه عن ممارسات المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وما يحدث في باكستان من قتل الشيعة والاحمدية والمسيحيين، او ما يحدث في البلدان العربية مثل هذه الممارسات او جماعات بوكو حرام او ما مارسه الجهاديين في الجزائر ابان التسعينيات من القرن الماضي، لقال ان هذه لا تمثل الإسلام. والحقيقة ان الطيبة والبراءة التي يظهرها هذا المسؤول ستقودك الى الاقتناع بما يقوله، فربما اشتطت بعض التنظيمات نحو المغالاة في كل شيء، وهذا وارد.

وشخصيا انا أيضا انتقد بعض ممارسات الشيعة في التطيير والضرب بالقامات والسلاسل الحديدية واسالة الدماء من الجسد، او بعض المسيحيين في مناطق من اسيا حينما يقومون بصلب انفسهم ويسمرون ذاتهم على الصليب تمثلا بما عاناه السيد المسيح. ولكن النقد وابداء عدم الرضى عن شيء، وما يقوله هذا التصريح الخطير شيء اخر.

فالشيعة المصريين هم من بقايا الخلافة الفاطمية على الاغلب، حينما كان مسلمو مصر في غالبيتهم شيعة، وبالتالي هم مواطنيين يمارسون عقيدتهم التي ورثوها عن اباءهم وامهاتهم والتي تنص كل القوانين بحرية ممارساتها وخصوصا انهم لا يعتدون على احد في هذه الممارسة، بل يبدون حزنهم على فقدان امامهم وحفيد نبيهم. ولكن الفقرة التي (منعا للاباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء، وما يمكن ان يحدث فيها من طقوس شيعية لا اصل لها في الإسلام) هنا هذا المسؤول، لا يبدي رايه ونقده، بل يفرض تفسيره الخاص للاسلام، معتمدا على القوة وعلى السلطة التي منحها له الحاكم، لا بل انه يشطبهم من الإسلام بكلمة واحدة حينما يقول ان لا اصل لها في الاسلام. واذا كان هذا المسؤول بهذه العقلية، ويتهم ممارسات الشيعة بالاباطيل ولا اصل لها في الإسلام أي التفسير الأحادي للاسلام، والشيعة يقاربون ربع مسلمي العالم والبالغ عددهم مليار ومائتي مليون نسمة، فماذا سيكون موقفه من الأديان الأخرى والغير المؤمنين مثلا؟ الن يكون موقفه وصمهم بالكفر وكلنا يعلم عقوبة الكافر في الإسلام!

كيف يسمح لنفسه مسؤول في الدولة ان يدلي بمثل هذا التصريح وهناك مواطنين من بلده يؤمنون بعكس ذلك، أي انهم يؤمنون انهم مسلمين صحيحي الايمان. وأين الدستور الذي تسلم هذا المسؤول منصبه على أساس احترامه، والذي يقول بان المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وهل يمكن وصف بلد تمارس فيه مثل هذه الممارسات بانه بلد ديمقراطي والحريات مصانة فيه، ام ان الحرية هي لتفسير واحد للدين. وهنا يأتي تشكيكنا بصحة معارضة بعض المسؤولين وبالأخص بعض رجال الدين المذهب السني عن برائتهم او استنكارهم لمارسات التنظيمات المتطرفة. فبالمقارنة لافرق بين ما مارسه هذا المسؤول المصري وبين ما تمارسه التنظيمات الإسلامية الدموية ابدا. فهذا التصريح يقود حتما الى اعتبار الشيعة غير مسلمين على الأقل لممارستهم ممارسات لا اصل لها في الإسلام، وطبعا الموقف من الأديان الأخرى والملحدين وغيرهم سيكون اكثر سهول لانهم أصلا غير مسلمين.&

من هنا فانه لا تفسير لنا، لمثل هذه المواقف الا ب اما انهم يخفون حقيقة توجهاتهم الرامية الى فرض رؤيتهم للاسلام وبالتالي فرض عقيدتهم على الجميع، او انهم باتوا يخافون أي اختلاف في العقيدة الواحدة، بما يؤدي الى الانعزال واعتبار العالم الاخر معقل الشر، يجب الحذر منه والقبول باستعمال العنف تجاهه. وكلا التفسيرين يقودان ان هذه التوجهات هي أساس نشؤ التنظيمات المتطرفة، وبالتالي انها جزء من الإسلام وليست خارجة عنه.&