&أثار مقالي السابق ( إقليم كردستان إلى اين؟) ردود فعل ومداخلات هامة وواسعة جداً، أعطتني صورة أكثر اكتمالاً ووضوحأ لفهم الوضع الحالي والتحديات والمخاطر المترتبة علينا في الاقليم.&
&في البداية اود ان أشكر قرائي الأكارم على تجاوبهم وتعليقاتهم على مقالي المذكور، لفت نظري واستوقفني مداخلة السيد (هوزان خورمالي) المتابع الدائم لمقالاتي، وعليه قررت ان اخصص مقالة اليوم (الجزء الثاني )للإجابة على مداخلته القيمة بروح ديمقراطية وبقلب حار و رأس بارد.&
في البداية اود ان اقول لقرائي الاكارم: ان الحوار وتمازج الأفكار وتواصل العقول وتقاربها، هو الوسيلة الأمثل للارتقاء لما هو أفضل وأسمى، وهو الطريق الوحيد والوسيلة الأنجع للخروج من الأزمات وبناء الثقة للوصول إلى رؤية مشتركة حول سبل حل الأزمات ومواجهة جميع التحديات مهما عظمت،كما احاول جاهدا في مقالاتي ان التزم بالموضوعية بعيداً عن العاطفة والتطرف والتعصب والعنصرية والانحيازية، وعليه اؤمن حد النخاع بالمقولة المشهورة: (أعقل الناس من جمع إلى عقله عقول الناس )....
في البداية اشكر السيد هوزان خورمالي واقول له وبعجالة:&
1 ـ اعتقد أن( الحوار الوطني الحقيقي) وقبول الاخر والاستماع الى صوت الشارع الكردي هو السبيل الوحيد الذي يحقق الحل السلمي للتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعددة في الإقليم، وليس كما يقول السيد خورمالي في مداخلته (بان كردستان تستقر بابعاد واقصاء حركة التغيير).....
بمعنى اخر كردستان لا تستقر بتهميش واقصاء الاخر وباغلاق مكاتب الفضائيات وقمع الاراء وعدم الاستماع الى صوت الشارع بحجج واهية.&
&لاتتقدم كردستان بفرض منطق القوة على قوة المنطق ورفض طريق التنافس السلمي بين جميع الكتل والاحزاب الكردستانية، كردستان لا تتقدم بدون بناء مرجعيتها الوطنية الواحدة والتحلي باليقضة والحذر من المخططات الخارجية التي تستهدف الاقليم وشعبه.&
نعم كردستان لا تستقر بتعطيل البرلمان والمؤسسات الحكومية وتجدد مخاطر العنف و الاقتتال الداخلي وتهميش القوة السياسية الثانية في الاقليم، بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، واقصد هنا تحديدا ( حركة التغيير ) التي حصلت على (476336 ) صوتا حسب النتائج النهائية لانتخاب برلمان اقليم كردستان...&
2 ـ كردستان تستقر باعادة بناء قوات البيشمركة والشرطة والاسايش ( الامن) ديمقراطيأ وتاكيد ولائها للشعب وازالة نزعة الانقسام، ومعالجة الاثار السلبية لنهج الادارتين (السليمانية واربيل) على معنوية ونفسية قوات البيشمركة والشرطة والاسايش. وتربيتهم باحترام المؤسسات الدستورية والحكومية الممثلة لارادة الشعب والالتزام بقراراتها.&
3 ـ تزدهر كردستان، باعادة النظر في( نظام التعليم وتامين مستلزمات التقدم التقني والمادي) وارساء قاعدة تعليمية متطورة، وتشجيع الابتكار والبحوث العلمي، وحماية (المعلم) وحقوقه واحترام الهيئات التدريسية وضمان تهيئة الاجواء لاشاعة العلم والمعرفة، وحب العمل، والممارسة الديمقراطية الحقيقية في الحياة الدراسية. فبالرغم من الاصلاحات التربوية والتغيير في المناهج التي حصلت مؤخرا في الاقليم، الا أن كثير من مدارس اقليم كردستان تعاني من نقص في الملاكات التدريسية، إضافة الى أن كثير من صفوف الدراسة تعج بالطلاب حيث يبلغ عدد الطلاب في الصف الواحد قرابة( 40 الى 50 )طالبأ وعليه لايتوفر لديهم فرص التعليم الملائم،بالاضافة الى ان هذه الإعداد تنعكس سلبا على المستوى التعليمي للطالب،حيث تعم الفوضى في الصف للكثافة العدد فيه.
اضافة الى اضعاف دور المعلم الريادي وعدم مساعدتهم على اداء رسالتهم على اكمل وجه، وخاصة بعد ان تدخل( الاحزاب) في الشؤون الجامعات والمؤسسات العلمية بشكل عام،كباقي قطاعات والمؤسسات الاقليم الاخرى،وبالاضافة الى عدم اختيار الكادر التعليمي المناسب في المكان المناسب وعدم تحاشي المحسوبية والمنسوبية والتزكية الحزبية المقيتة في الإنتخاب والإدارة والترقية وعلى جميع مراحل قطاع التعليم..... والتزوير في قرعة المتقدمين للتعيين بدرجة (معلم، مدرس، مشرف) بعيدأ عن الاستحقاقات المهنية والأكاديمية.....مما تسبب اضرارا فادحة في قطاع التعليم الذي يعد الثروة الحقيقية للشعب الكردي ( راجع التقرير الميداني المعد من قبل الكاتب شه مال عادل سليم،حول المشاكل والعوائق التي تعاني منها قطاع التربية والتعليم في اقليم كردستان&
( http://al-nnas.com/ARTICLE/Shamal/ed12.pdf )، راجع رسالة الكاتب شه مال عادل سليم، الى وزير التربية في حكومة إقليم كردستان السيد (بشتوان صادق) ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440530 ).&
4 سيد هوزان، كردستان تستقر، بضمان حرية الثقافة والابداع واحترام التعددية والتنوع في ثقافتنا الوطنية، ورعاية مفكرين وفنانين وشعراء ووكتاب ومبدعين اخرين ودعم نشاطهم على اساس( الكفاءة ) وليس على انتماءاتهم الفكرية.&
5 ـ تتقدم كردستان وتزدهر،باعادة اعمار القرى والقصبات الكردية بعد ان تعرضت للتخريب الممنهج على يد عصابات البعث الفاشي، وذالك بتحفيز وتشجيع اهالي تلك القرى المغبونة للعودة الى اراضيهم وتعويضهم تعويضأ مجزيأ، وتقديم المساعدات المالية لهم لتطوير القوى المنتجة في القرى والارياف وحماية العمال الزراعيين وتامين احتياجاتهم، والاهتمام بالثروة الحيوانية ومشاريع تحسينها عبر اعادة سكان القرى والارياف المهجرين قسرأ من قبل النظام البائد.&
5 ـ كردستان تزدهر باعادة النظر في النظام الصحي وارتقاء المستوى الخدمات الصحية وتوسيع شبكة المستشفيات الحكومية.&
6 ـ كردستان تزدهر بالحفاظ على الثروة النفطية من الهدر او بالاحرى من النهب.( راجع البيان الصادر عن وزارة النفط الاتحادية على بيان وزارة الثروات الطبيعية في اقليم كردستان بتاريخ( 23/8/2015) (https://www.oil.gov.iq/index.php?name=News&file=article&sid=915)&
7 ـ التاريخ يقول لنا ان مجزرة ( بشتاشان الاولى التي وقعت ليلة احتفال الأنصار الشيوعيين بعيد العمال العالمي في الاول من ايار،وبشتاشان الثانية في صيف عام 1983 نفسه ) والتي وقع من جرائها ضحايا كثيرة واضرارا جسيمة بالنضال ضد النظام البعثي الفاشي وترك اثارا مدمرة على الصعيديين الداخلي والعالمي، اضافة الى اثارها المدمرة على جسد الحزب الشيوعي العراقي ومسيرته النضالية، لم يكن بقرار ( نوشيروان مصطفى وحده، بل كان قرارأ صادرأ من قيادة الاتحاد الوطني وبالاجماع ) وخاصة بعد ان انتقل الاتحاد الى خندق النظام البائد ودخل في مفاوضات هشة استمرت زهاء سنة. (لمعرفة تفاصيل الجريمة راجع لقاء الكاتب شه مال عادل سليم مع البيشمركة السابق للأتحاد الوطني الکردستاني، السيد (مصطفى حسن كه وره )، باللغتين الكردية والعربية http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=377080 ).
8 ـ يجب ان لاننسى ولا نتناسى بان (ايران) كانت اول دولة استجابت لتلبیة طلب السيد مسعود بارزاني عندما تعرضت مدن الاقليم الى هجوم تنظيم داعش الارهابي مطلع آب/ اغسطس 2014، وكانت أول دولة دعمتنا ومدتنا بالسلاح والذخيرة، و( لو كان ايران تريد الانتقام من البارزاني كما يدعي السيد (هوزان) لما كانت تلبي نداء حكومة الاقليم ) كـ(تركيا) التي تدعم وحوش "داعش" بالعراق والارهاب في المنطقة ( حسب جميع الوثائق والصور والافلام الموثوقة المحلية والاجنبية )، إضافة الى ان تصريح السيد (فؤاد حسين) رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان حول الموقف التركي إزاء داعش وعدم استجابتها لنداء حكومة الإقليم عنما تعرضت مدن الاقليم الى هجوم داعش مطلع اب عام 2014 خير دليل على ذالك....!!اضافة الى ان مواقف تركيا كانت ولا تزال محكومأ بمصالحها ومطامعها وعدائها للحقوق القومية للشعب الكردي ( داخل وخارج حدودها ).&
&راجع حديث السيد مسعود بارزاني عقب استقباله رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني لبيان صدر على الموقع الرسمي لرئاسة الإقليم ( http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3365510)&
راجع تصريح السيد فؤاد حسين حول موقف تركيا تجاه الاقليم ( http://www.welati.info/nuce.php?id=17402&niviskar=519&cure=3 )&
9 ـ بخصوص ابعاد وزراء (حركة التغيير) عن تشكيلة حكومة الاقليم والتي كانت لها اربعة وزراء منهم( وزير البيشمركة والمالية والتجارة والاوقاف مع منصب رئيس هيئة الاستثمار)،قال السيد نيجيرفان بارزاني في كلمة متلفزة بثتها الفضائيات الكردية، قال نصأ: بان ( الاوضاع غير المستقرة والهجمات غير المشروعة جعلني اطالب الوزراء الاربعة بترك مناصبهم في الحكومة )،مضيفا( في الحقيقة كانت علاقتنا مع الوزراء انفسهم( جيدة جدا)....!!. ( راجع خطاب رئيس حكومة الاقليم بشان الاحداث الاخيرة في الاقليم ( http://rudaw.net/arabic/kurdistan/161020155)&
والسؤال الذي اطرحه هنا على السيد هوزان هو: على ماذا استندتم في مداخلتكم عندما اطلقتم على وزراء حركة التغيير تسمية ( الوزراء المشاغبين والمراهقين السياسيين ) في حين ان رئيس الحكومة اشاد بدورهم وجديتهم في اداء واجبهم وعليه كانت علاقته معهم (جيدة جدا) حسب قول رئيس الحكومة؟
10 ـ يجب ان نعترف بان الازمة الاخيرة في الاقليم نشأت بعد انتهاء المهلة القانونية لرئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني في الرئاسة، بعد رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني تغيير رئيس الاقليم بحجة الوضع الامني الحالي والحرب مع داعش، الا أن الاطراف الاخرى الاتحاد الوطني وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية رفضت ذلك ودعت الى تغيير الرئيس وفقا للقانون.
11 ـ اتألم لكردستان التي سقيناها بالدماء، اتالم عندما اراها تتخبط بعد ان فقدت بوصلتها،وذالك بسبب اخطاء الاحزاب من (اقصى اليمين الى اقصى اليسار) وتعنتهم وتبريرهم لاخطائهم القاتلة.
يا استاذ هوزان، عندما( ننتقد حكومة الاقليم )ونشخص الاخطاء ونضع اليد على( الجرح لا حوله) …!!، نحاول بذالك كاضعف الايمان ان نٌنقذ ما يمكن انقاذه ونٌصلح ما يمكن تصليحه كواجب اخلاقي ووطني وانساني، وليس كما يتصوره البعض باننا ضد هذا الحزب او ذاك، او ضد هذه القيادة او تلك.
&اضافة الى ان فشل الحكومة ( الكابينة الثامنة ) في ادارة الاقليم امر يتحمله (الجميع ) بدون استثناء، ولكن( الديمقراطي والتغيير) يتحملون ذلك بالدرجة الاساس، اضافة الى الحرب النفسية الاعلامية والتضليل الاعلامي الواسع الذي يقوم به الطرفان، كل من جانبه، لذر الرماد في العيون وخلط الاوارق.
والنقطة الاهم التي اريد ذكرها هنا هي: ارفض رفضأ قاطعأ الدعوة للفوضى ونشر ثقافة الانتقام والتخريب والقتل واستخدام السلاح بكل انواعه واشكاله ومن اي جهة كان لضرب المتظاهرين فهو لا ينسجم اطلاقا مع روح الديمقراطية ويصب في مصلحة اعداء الشعب والوطن وهي فتنة وشر ودعوة مشبوهة هي ومن ورائها.......!
في تقديري ان لهؤلاء الشباب كامل الحق في مظاهراتهم ومسيراتهم ومطاليبهم وخاصة بعد ان سئموا من وعود حكومة الاقليم منذعام 1991 ولحد اليوم (كثرة الوعود وغياب التنفيذ ) والتي ادت الى فقدان الثقة بحكومة الاقليم،أضافة الى ان هذه القطاعات الشابة وجدت نفسها (معزولة،مهمشة وعاطلة ) ولا دور لها في صنع حاضرها ومستقبلها.
كما يجب ان لاننسى بان قبل ظهور حركة التغيير المعارضة، كان هناك حركة جماهيرية ( عشوائية ) متكونة من (الطلاب واساتذة الجامعات والمثقفين والمعلمين ومن الادباء والشعراء والكتاب والفنانين والكسبة وبدعم من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية والمهنية في الشارع الكردستاني ) تطالب ولاتزال وبالحاح: ( بفصل الحزب وهيمنته عن المؤسسات الحكومية في الاقليم واصلاح الفساد الذي عطل كل شيء واستقلال القضاء وانهاء التزكية الحزبية والمحسوبية والمنسوبية وايجاد فرص عمل متساوية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وحسب كفاءة الشخص ومحاكمة المجرمين ممن تلطخت ايديهم بدماء الشعب وايجاد فرص العمل و.... والخ من مطاليب جماهيرية ملحة.
( يتبع )&
التعليقات