بدون مقدمة بليغة للمقال، أدخل فى صلب الموضوع، بعد ان اعلن السيد (محمد توفيق رحيم) مسؤول غرفة العلاقات الدبلوماسية لحركة التغيير، عن عدم استعداد الحركة لاستئناف المفاوضات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني قبل الاستجابة لشروطها منها : عودة البرلمان الى مكانه الطبيعي، عودة رئيس البرلمان (يوسف محمد) الى منصبه، وكذلك الامر بالنسبة لوزراء التغيير الذين انتخبتهم الجماهير ويمثلون الحركة.&
قرر رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اليوم الثلاثاء إدارة الوزارات والمديريات العامة التي كانت تشغلها حركة التغيير، بالوكالة، من قبل أفراد ووزراء من حزبه الديمقراطي الكردستاني.
حيث تم تعيين وزير الداخلية كريم سنجاري وزيرا للبيشمركة وكالة بدلا من مصطفى سيد قادر، وتعيين وزير التربية بشتيوان صادق وزيرا للاوقاف بدلا من كمال مسلم، وتعيين علي السندي وزيرا للتجارة بدلا من سامال سردار، وتعيين نوري عثمان رئيساً لهيئة الاستثمار بالوكالة، وتعيين رابر صديق وكيلا لوزير المالية، ومنصور هركي مديرا عاما لديوان وزارة المالية، كما تم تعيين عزيز ابراهيم مديرا عاما لديوان وزارة التجارة، وادهم كريم مديرا عاما للمصارف التجارية، وديار جباري مديرا عاما لديوان وزارة الاوقاف بالوكالة.....وبقيت وزارة المالية المعقّدة والمثيرة للجدل، شاغرة لحد كتابة هذه المقالة....&
وتؤكد شخصيات كردية مستقلة ان هذه الخطوة (ملء الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية التي تشغلها حركة التغيير بالوكالة، من قبل أفراد ووزراء من حزب الديمقراطي الكردستاني )، لن تؤدي إلى شيء،بل بالعكس سوف تعقد الامور اكثر مماهي معقدة في الوقت الحالي، اضافة الى مجرياتها وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الإقليم، والتي وتؤدي في الاخير الى تقسيم الاقليم (السليمانية من جهة، وأربيل ودهوك من جهة أخرى)، وخاصة بعد ان خرجت الأصوات المنادية بذلك وبقوة من داخل السليمانية، وكان على رأسها رئيس مجلس محافظة السليمانية ورئيس المجلس القيادي في حركة التغيير السيد (هفال أبو بكر) الذي هدد بجعل السليمانية إقليماً مستقلاً عن حكومة الإقليم في أربيل نظراً لما تعانيه المدينة من إقصاء وتهميش حسب وصفه.
ويرى المراقبون ان اقليم كردستان يتعرض لهجمة ارهابية شرسة من قبل داعش الارهابي، فضلا عن الأزمات الأخرى التي تواجهها الإقليم، وبالتالي ليس من مصلحته تشتيت جبهته الداخلية بخلافات سياسية وبقرارات ارتجالية وحزبية قاتلة بين الاخوة الاعداء.&
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تتحول منطقة ( ديكه له) الواقعة على منتصف الطريق بين السليمانية واربيل،مرة اخرى إلى (خط تماس) للنزاع بين اربيل والسليمانية، بعد ان شهدت مواجهات دموية خلال الحرب الداخلية الكردية القاتلة بين الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني)، في تسعينات القرن الماضي، حيث سقط فيها المئات من ضحايا القتال بين الاخوة الاعداء؟ ماهي الخطوة التالية للحزب الديمقراطي الكردستاني وخاصة بعد ان شدد (على ضرورة وضع حد لتصرفات حركة التغيير، لكي لا تحاول الركوب على موجة مطالبات المواطنين العادلة وانحرافها عن مسارها الصحيح)، لافتا الى ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق التغيير.&
التعليقات