&


كتبت قبل أسابيع على حسابي في التويتر تغريدات عن حديث مع صديق أمريكي قال لي فيه أن العالم يبحث عن مسمى واحد للإرهاب المتأسلم الذي يعلن تمثيله للإسلام والمسلمين ويذبح الناس ويفجر الأحزمة الناسفة والمفخخات لقتل أكثر عددا من الأبرياء في المعابد والأسواق والمطاعم وصالات الأفراح وحشود الجنائز مخالفا لكل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية ، ناهيك عن سبي النساء والمتاجرة بهم كما رأينا على شاشات التواصل الإجتماعي .
وقد يكون المسمى المراد تثبيته هو التكفيريون أو أي إسم آخر . أما السبب في ذلك فهو لكي يتم معاملتهم كالنازيين وتقديمهم للمحاكم التي تحاسبهم على ما ارتكبوه من جرائم في حق الأبرياء ، والمستهدفون للمحاكمة سيكونون المحرضين والممولين والدعاة وكل من شارك في صناعة تلك المدرسة الإرهابية وذلك المنهج الدموي سواء عبر المنابر أو وسائل الإتصال ، لأنه وكما قال لي ذلك الصديق فإن المنفذين لتلك الجرائم ليسوا إلا أدوات بلا عقول أغلبهم لقي حتفه والبقية في الطريق الى الحتاف ،ليظل الأخطر والمجرم الحقيقي هو صاحب ذلك الفكر البشع وكل من يسعى ويشارك في نشره وتمويله والتحريض على فعله الذي لايقره دين ولا أخلاق& أو عقل .
قلت له لكنكم لاتستشعرون الخطر ولا تسمون الأشياء بمسمياتها إلا عندما تحرقكم النار التي ربما أنها في الأصل من صنعكم .. وعندما يتم تهديد مصالحكم !
قال لي : وماذا تريدنا أن نعمل للآخرين وهم يمارسون الإرهاب ضد أنفسهم وضد بعضهم البعض؟!
واستمر ساخرا: هذا النوع من البشر الذي يحارب الحياة ويرفض العيش بحرية لايستحق منا الإهتمام أكثر من اهتمامنا بمصالحنا!!
وبرغم أن ما فعله هذا الإرهاب الحديث كما يقول لي صديقي الأمريكي قد تجاوز مافعله النازيون بمراحل فإن هناك تهيئة عالمية لتحديد المسمى والنهج كي يتم تحديد هويات أهل الفكر الدموي وكل الشبكات التابعة له بجميع عناصرها ودعاتها ومدارسها ومؤسساتها يتبعه قرار أممي عبر مجلس الأمن ليلزم كل دول العالم بتسليم كل من ينتمي الى ذلك الفكر الى محكمة دولية لمحاسبتهم وإنزال أشد العقوبات عليهم وملاحقتهم في كل مكان مثلما كان العالم يلاحق النازيين منذ أكثر من خمسين سنة وحتى عصرنا الحاضر. وسوف يتم مصادرة كل الكتب والوسائل التي شاركت في نشر ذلك الفكر الخطير. بل أنه ذكر لي أنه يتم توثيق كل تحريض لعمل ارهابي قام به أي شخص على وجه الأرض وقد تم تجميع آلاف الوثائق بالصوت والصورة والوثائق الورقية التي تدين كل محرض أوداعم أو ممول للإرهاب ، وكذلك سيتم استقبال كل شكوى موثقة من إنسان تعرض للأذى بفعل محرض !
وقد كتبت بعد ذلك اللقاء عدة تغريدات من وحي مادار بيني وبين صديقي الأمريكي الذي قال لي : سيتوجب على الناس أن تجمع كل الوثائق التي تدين كل من ساهم في صناعة النازية الجديدة.
تذكرت كلام ذلك الصديق وأنا أعيد فحص الذاكرة المزدحمة بآلاف الصور في الزمن الحاضر الذي نعيشه, وما أراه وأشاهده وأعرفه من إنتشار صورة مشوهة للإسلام عند الأجيال الغربية الجديدة حيث أصبح كل طفل يردد إسم داعش والقاعدة كخطرين يهددان حياتهم وكأنهما الإسلام الحقيقي وتتناقل تلك الأجيال الشابة عبر الإنترنت ووسائل الإتصال الإجتماعي مقاطع مخيفة عن الإرهاب الإسلامي كما يسمونه . لكن النخب الغربية المعتدلة والمطلعة على الأمور أكثر من العامة والأجيال الصغيرة ,تحاول أن تصل الى تحديد واضح لمسمى من يتبنى ذلك الفكر بعيدا عن ربطه بالدين الإسلامي الصحيح ولكي لا يصبح الإسلام كله هو النازية الجديدة ,فيتحول العالم الى فوضى عنصرية ضد المسلمين الأبرياء في كل مكان ،برغم خفوت الصوت المعتدل أمام ارتفاع نغمة العداء ضد كل ماهو إسلامي حتى أصبحنا نسمع خطابات المرشحين للرئاسة الأمريكية وبعض الأحزاب في الدول الغربية تنادي بمعاقبة المسلمين وطردهم بصفتهم إرهابيين بصفة عامة.
وقد لاحظت أن بعض الكتاب& العرب غرد وكتب بنفس الأفكار التي كنت أول من كتب عنها ليذكر بعضهم أن الإسلام السياسي هو من سوف يكون النازية الجديدة.
وما نشهده من تحشيد للرأي العام العالمي ضد الإرهاب المتأسلم هو ما يتم الإعداد له للوصول الى الهدف المراد بلوغه بتحديد المسمى الأدق الذي يفصل بين الإسلام النقي وبين الإسلام المزيف كيلا يدفع المسلمون في أغلبيتهم ثمن إسلام مزيف لايؤمنون فيه ولا فيمن يتحدثون بإسمه.
وسنشهد عالما جديدا يبنى على أنقاض عالم قديم ، وستكون النازية الجديدة مصدر إلهام للعالم الجديد كي& يؤسس لفكر جديد يتناسب والتغيرات الكبيرة التي أحدثتها التكنلوجيا المتطورة في عقل الإنسان الجديد الذي لم يعد ينتمي الى عصر من أردأ أنواع العصور البشرية سوى بجسده بسبب وجود فئات لاتزال تنتمي الى عصر التوحش التي لا تحارب من أجل حقوق انسان وحرية بقدر ماتقاتل كيلا يكون هناك حقوق انسان ولا حرية!
صحيح أن القوى الإستعمارية على مر التاريخ تمارس التوحش في سبيل تحقيق مصالحها لكن& البشرية لم تشهد على مر التاريخ عصرا يرفض فيه الإنسان المتظلم من الإستعمار والإستبداد أن يعيش حرا متعايشا ، ويصر على أن يمارس القتل ضد الأبرياء في الوقت الذي يدعي المظلومية من الأقوياء.
وبرغم أن هناك من يتهم النازيين الجدد بأنهم لايمثلون مدارس فكرية جديدة بقدر مايكونون مجرد أدوات استخبارية في أيدي القوى الإستعمارية ذاتها ، إلا أنه حتى لو صح ذلك الإتهام فإن العالم قد قرر التخلص منهم ومن الفكر الذي يمثلونه والدين المزيف الذي يعتنقونه سواء& كانوا يمثلون أنفسهم أو كانوا أدوات إستخبارية إستعمارية تم الإستفادة منها والإستغناء عنها كعادة كل العملاء الذين يتم التخلص منهم بعد إنجاز المهمة وتحقيق الأهداف وسواء كانوا عملاء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
المهم أن القرار أُتخذ ويتم بلورته في دوائر صنع القرار العالمية وسيكون ضحاياه بالآلاف من السذج الذين شجعوا موجة الإرهاب والتوحش بعضهم بغباء وبعضهم رغبة في المتاجرة بالدين والقيم بحثا عن مال أو سلطة .
ولن يسلم من العقاب كل من شارك ولو بتغريدة في التحريض والدعم والتحشيد على القتل وارتكاب الجرائم .
ومثلما يقول المثل : عش كثير ..وشف كثير!!
[email protected]
&