المافيا السورية: اغتيالات وتصفيات لاخفاء جرائم رأس العصابة

تناولت وسائل الاعلام قصة مصرع احد أعمدة عصابة دمشق رستم غزالي رئيس الأمن السياسي السابق. رواية النظام تشير الى ان غزالي تعرض لعملية ضرب مبرح على أيدي شبيحة منافس آخر يدعى رفيق شحادة رئيس فرع المخابرات العسكرية. وهناك انباء تفيد ان غزالي موجود في المستشفى في حالة موت سريري.

وتقول مصادر سورية إنه من المعروف لدى السوريين أن غزالة وأقرباءه يهرّبون النفط، وإنهم جمعوا ثروة طائلة من التهريب، ويقال إنهم يبيعون النفط للمعارضة، وكذلك لتنظيم داعش وما حدث أن اللواء رفيق شحادة وقف بوجه واحدة من عمليات التهريب مؤخراً وبعد ذلك نشب شجار بين الاطراف.

الا أن هناك رواية أخرى تتعلق برغبة النظام في التخلص من عناصر النظام المتورطة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ويقال ان رستم غزالة لعب دورا مهما في عملية الاغتيال وتنفيذا لتعليمات بشار الأسد الشخصية. لذا التخلص من غزالي يعتبر امرا منطقيا لا سيما في ظل احتمال سقوط النظام وخضوع رجالات المافيا الأسدية للتحقيق.

تصفيات أعمدة عصابة دمشق ليس جديدا فقد تم التخلص من غازي كنعان الذي يقال ان انتحر بتاريخ 12 اكتوبر 2005 ولكن انتحاره ما يزال وإلى الان لغزا حيث يقال انه قتل لاسكاته، فكيف لانسان ان ينتحر برصاصتين... أو 22 رصاصة؟

وتقول مصادر سورية أن غازي كنعان انتحر بايعاز من النظام لاخفاء جرائم ارتكبها النظام حسب تعليمات بشار الأسد شخصيا.

وهكذا تتصرف عصابات المافيا في التصفيات والاغتيالات لاسكات من لديه معلومات هامة تورط رؤساء العصابة.

&

ما قاله نائب بريطاني عن عصابة دمشق؟

زار النائب البريطاني المحافظ بروكس نيومارك دمشق 6 مرات بين 2006 و 2011 وقابل بشار الأسد 5 مرات والتقى اسماء الأسد زوجة بشار الأسد مرة واحدة وكتب نيومارك عن انطباعاته واستنتاجاته في صحيفة الديلي ميل البريطانية بتاريخ 9 حزيران 2013. سأل نيومارك بشار ألأسد عام 2011 ما هي أهم اهدافه السياسية؟ أجابه بشار الأسد بكلمتين فقط: "بقاء النظام".

وهذا يتناقض مع تصريحاته وتفوهاته المتعلقة بالاصلاحات السياسية. والآن بشار الأسد لديه استعداد قتل الشعب السوري بأكمله لحماية عائلة الأسد. هذه ليست كلماتي بل كلمات نائب بريطاني زار بشار الأسد وجلس معه عدة مرات.

وعندما سأله النائب نيومارك لماذا يؤيد حزب ارهابي مثل حزب الله ( في نظر الغربيين حزب الله حزب ارهابي) كان جوابه على هذا السؤال فاضحا وصريحا حيث قال "استعملنا حزب الله ليحارب اسرائيل بالوكالة والنيابة عنا) نحن لسنا اقوياء عسكريا لنواجه اسرائيل لذلك من الأفضل ان نستعمل حزب الله لهذه الغاية.

لم يعتذر او يعبر عن اي ندم عندما سأله النائب نيومارك لماذا سمحت للمتمردين بدخول العراق من الاراضي السورية اثناء حرب العراق لقتل الجنود الأميركيين والبريطانيين؟ كان جواب بشار الأسد غريب ولا يعكس اي نضج سياسي حيث قال: اذا اراد هؤلاء المتمردين ان يموتوا على ايدي اميركية وبريطانية فهذه رغبتهم. واذا لم أسمح لهم بدخول العراق سينقلبوا ضدي ويثوروا ضدي. واضاف بشار بالقول "دعني أذكرك بما قلت سابقا بقاء النظام واستمراره أهم شيء عندي".

&

أما اسماء الأسد تريد البقاء كسيدة اولى حتى عام 2022:

ويستدرك نيومارك بالقول "قابلت أسماء ألأسد اوائل عام 2011 وتوقعت أنها تريد الحديث عن اصلاحات زوجها ولم تفعل واضطررت أن اسألها مباشرة وقلت لها لماذا لا يفعل زوجك مثل ما فعل مؤسس تركيا الحديثة أتاتورك؟ أي يقوم بالاصلاح ويضع الأسس لدولة ديمقراطية عصرية ثم يتنحى ويحصل على الثناء والتمجيد من شعبه؟ قالت اسماء "هذا ما اريده ولكن بعد أن يحكم فترة أخرى حتى عام 2022 يقوم بالاصلاحات ويتقاعد". هذا الجواب صدم نيومارك خاصة أنه يأتي من سيدة نشأت في بلد ديمقراطي مثل بريطانيا. ويتأسف نيومارك ان بلدا جميلا مثل سوريا يتحول الى صومال فاشل بسبب غباء النظام.

وأختتم نيومارك مستنتجا " في الواقع سوريا دولة مافيا وهذا واضح من موقف بشار الأسد المزدوج حيث يتحدث عن الاصلاح مع القادة الغربيين ويستعمل السلاح ضد شعبه". "واذا لم نفعل شيئا 20 مليون سوري يواجهوا الابادة".

وتعليقي اننا نعرف منذ سنوات ان نظام دمشق هو نظام بوليسي قمعي ومخابراتي ومافيوي ولكن ان يستنتج ذلك نائب بريطاني بعد عدد من اللقاءات مع بشار الأسد هو أمر يثير الاهتمام.

&

العلويون يعتبرون عصابة الأسد مافيا:

وقرأت مؤخرا في مواقع سورية خبرا يؤكد أن عدد من السوريين من أبناء الطائفة العلوية في سورية أكدوا أن نظام بشار الأسد عبارة عن “مافيا متعددة الانتماءات الدينية والمذهبية التي استباحت سورية لعقود طويلة”، وأضافوا أن أي توصيف على أساس طائفي لهذا النظام، هو محاولة لحرف الثورة السورية عن مسارها الحقيقي، حسب قولهم. وجاء ذلك في بيان أصدره المجتمعون، ليلة 13 مارس آذار الحالي في ختام أعمال “اللقاء التشاوري لصوت الساحل السوري”، أكدوا فيه على “الطائفة العلوية جزء أصيل من الشعب السوري، وليست رهينة لنظام الأسد”، كما أكدوا “على الثوابت التي قامت عليها الثورة السورية في الحرية والكرامة”.

علينا ان لا نستغرب من تصرفات النظام التي تشير ان هذا النظام ساقط لا محالة ولولا الدعم الايراني وحزب الله الميلشيات العراقية الطائفية لسقط قبل عامين. ولكن السؤال الذي يراود الكثير من السوريين من هو المرشح القادم للقتل او الانتحار؟

&

لندن