أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد ساعات على انتخابه، اليوم الاثنين، في اسطنبول، رفضه لأي حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد في موسكو.


بيروت: عقد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة مؤتمرًا صحافيًا قال فيه، ردًا على سؤال عن اللقاء الذي دعت اليه موسكو لجمع النظام والمعارضة "، حسب ما تدعو موسكو، "المطلوب حوار مع النظام، وهذا غير وارد بالنسبة الينا".

واضاف: "لا يمكن الجلوس مع النظام الى طاولة واحدة (...) الا في اطار عملية تفاوضية تحقق انتقالاً سلميًا للسلطة وتشكيلاً لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة".

ودعت موسكو شخصيات من الحكومة السورية و28& شخصية من المعارضة، بينها الرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة واحمد معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا، اللذان ترأسا الائتلاف في وقت سابق ايضًا، الى لقاء على ارضها يعقد في وقت لاحق في كانون الثاني/يناير.

وليس واضحًا ما اذا كان اقطاب المعارضة سيوافقون على الحضور من دون مظلة الرئيس الجديد للائتلاف.

وكان خوجة انتخب فجرًا بدعم القوى العلمانية والاسلامية المعتدلة داخل الائتلاف، بحسب ما ذكر عضو الائتلاف سمير نشار لفرانس برس.

وقال نشار في اتصال هاتفي من اسطنبول حيث تمت عملية الانتخاب خلال اجتماع للهيئة الادارية للائتلاف، "نجح خوجة بدعم القوى الديموقراطية والمدنية والاسلام الوسطي المعتدل داخل الائتلاف"، مؤكدًا أن الانتخابات "شهدت انحسارًا لنفوذ الاخوان المسلمين" الذين كانوا يدعمون المرشح نصر الحريري.

وابدى نشار المقرب من خوجة تفاؤله بأن الائتلاف مع "القيادة الجديدة سيعمل على اعادة الثورة السورية الى& المسار الصحيح، ويعمل على بناء خط وطني ملتزم بالثورة وبتغيير (الرئيس) بشار الاسد واقامة دولة مدنية تعددية في سوريا بعيدًا عن اي اقصاء او تهميش".

ونشار معروف بانتقاده لمحاولات حركة الاخوان المسلمين منذ بدء "الثورة السورية" السيطرة على قرار تشكيلات المعارضة المختلفة وعلى مواردها المالية.

واكد نشار أن القيادة الجديدة ستعمل "على موضوع التوافق من دون تهميش احد، لكن ضمن الاحجام الحقيقية لكل طرف".

وذكر مشاركون في الانتخابات التي قامت بها الهيئة العامة للائتلاف أن خوجة يعتبر من الشخصيات المقربة من تركيا، البلد الذي عاش فيه سنوات طويلة من حياته بعد خروجه من سوريا حين كان لا يزال دون سن الثامنة عشرة. الا انهم اشاروا الى ان ترشحه احرج السلطات التركية المتهمة بدعم الاخوان والحركات الاسلامية المتطرفة في المعارضة السورية.

ولم يتبيّن بعد موقف الراعيين الخليجيين للمعارضة، اي قطر والسعودية، اللذين يتمتع كل منهما بتيار مؤيد داخل المعارضة.

وفاز خوجة بغالبية 56 صوتاً مقابل خمسين صوتًا للحريري، بحسب المكتب الاعلامي للائتلاف.

واكد بيان للائتلاف انتخاب هشام مروة ونغم الغادري نائبين للرئيس، فيما انتخب يحيى مكتبي أميناً عاماً.

وولد خوجة في دمشق في الرابع من تموز/يوليو 1965. أنهى دراسته الابتدائية فيها والثانوية في ليبيا. درس العلوم السياسية في جامعة اسطنبول، ثم درس الطب في جامعة أزمير في تركيا التي تخرج منها في العام 1994.

اعتقل العام 1980، وكان لا يزال فتى لمدة اربعة اشهر، ثم اعتقل ثانية العام 1981 لمدة عام ونصف بسبب نشاط والده السياسي في نقابة الأطباء. وغادر سوريا بعد أن افرج عنه لأنه قاصر، وبقي والداه في السجن، ولجأ الى اقارب في تركيا.

انخرط في "الثورة السورية" منذ انطلاقها في منتصف آذار/مارس 2011. وهو من مؤسسي المجلس الوطني السوري، اول مجلس سوري معارض، ثم في تأسيس الائتلاف الوطني.

وكان حتى قبل انتخابه رئيسًا للائتلاف، ممثلاً له في تركيا. وهو من اتباع الاسلام الصوفي.

وتم انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف المكونة من أحمد رمضان وأكرم عساف وخالد الناصر وبدر جاموس وحسان الهاشمي وحسين العبد الله ورياض الحسن وسالم المسلط وصلاح درويش وعبد الأحد اصطيفو وفادي ابراهيم ومحمد دغيم وخطيب بدلة ومحمد بنكو ومحمد قداح ونذير الحكيم ونورا الأمير وهادي البحرة.

ولم يتمكن المعارض البارز المخضرم ميشال كيلو من دخول الهيئة الادارية، كما سقط في العملية الانتخابية نائب المراقب العام للاخوان المسلمين فاروق طيفور.