ماذا لو لم تكن هناك الولايات المتحدة الأمريكية؟
ما الذي كان على دول الخليج العربية ان تفعله حينها؟
إلى من كانت ستلجأ في خلافها مع إيران؟
هذا ما علينا ان نفكر فيه الآن. فأمريكا اليوم موجودة، لكنها، وتحت ضغط مصالحها، وفي أي وقت ما، قد لا تكون موجودة. أو قد تكون ولا تكون. فتكون معنا، ومع الآخر، دون ان نسقط فرضية ان تكون مع الآخر فقط.
من صالح الولايات المتحدة ان يبقى الخليج معتمدا عليها. وهي لن تبخل علينا بالدعم العسكري الذي تآمل ان يكون استثمارا يعود عليها بالميارات. لكن إلى متى سبتقى معنا؟
لنقرأ في أسباب قوة إيران، وهي في الوقت ذاته أسباب الخوف منها:
أولا، هي تمثل تعدادا كبيرا، يقارب 70 مليون نسمة.
ثانيا، لديها قدرة عالية في الإعتماد على الذات. فهي رغم الحصار المفروض عليها، ما تزال تلبس مما تصنع وتأكل مما تزرع، بل وترسل اقمارا صناعية الى الفضاء، ناهيك عن تطوير قدرتها النووية.
ثالثا، لديها جيش قوي، هدفه حماية الوطن والنظام والدستور.
ونحن عندما نقارن ذلك بدول الخليج العربية سنجد أن تعدادنا السكاني لا يستهان به، لكنه تعداد مستهلك أكثر منه منتج، فنحن نفتقر الى أي قوة صناعية، وإلى اعتماد على الذات، جنبا إلى جنب مع غياب جيوش قوية هدفها حماية الوطن، وغياب دساتير واضحة.
قد يغضب البعض من هكذا رأي، لكن يجب ان نواجه واقعنا لنعرف أين القوة والضعف فينا. إيران قد لا تكون قوة حقيقة، لكنها كذلك مقارنة بنا.علينا هنا ان نستفيد من مصادر قوتها لتخفيز قوتنا، وأول ما علينا فعله هو الإعتماد على انفسنا لخلق حالة من التوازن في المنطقة، لا مجرد الإعتماد على الولايات المتحدة المتقلبة المزاج.
دول الخليج تصرف المليارات من ثرواتها الوطنية على معدات عسكرية لعلها لا تكون في حاجة لها بالقدر الذي تصوره لنا أمريكا. ذلك ان خلافنا مع إيران ليس حدوديا حتى تشن حربا علينا او أن نشن حربا عليها. خلافنا مع إيران هو عقائدي بالدرجة الأولى. ومثل هذا الخلاف يعني ان هدف كل طرف هو بسط نفوذه من خلال التمدد في المنطقة، أي حرب باردة، أو فالنقل حرب جافة. إيران تعلم ذلك. من أجل هذا هي تركز في كل ما تفعله على تطوير قدرات نووية هدفها استعراض القوة اكثر من استخدامها. وهي فوق ذلك تعتمد على سلاح أكثر خطورة من الصواريخ وانفجارات الذرة، إنه الاعتماد على نفسها.
نحن في حاجة إلى الكثير من الإصلاح الصناعي والديني والاجتماعي، ومعه السياسي الذي ما أعتقد انه بات محضورا او مرفوض.
دول الخليج تعيش في رفاه تحسد عليه. ومن الأفضل ان تجسد هذا الرفاه لتصبح أقوى دون عصى أجنبية تتوكأ عليها. فإن وقفت أمريكا معنا اليوم، فما أدرانا أنها ستبقى معنا حتى الغد؟
- آخر تحديث :
التعليقات