&حبيبي. لماذا أرى الشّرر يتطاير من عينيك، لا تتحدّث إلا بلغة القتل والتهديد. جئت إليك كي أسمع منك بعض قصائد غزل سرقتها من الأيّام.&
من فضلكَ!
&توقفْ لحظة عن الكلام. اختلط لديك الأمر. أشعر بالموت يقترب منك.&
تقول قتلناهم؟
&من هم؟
تلهمون النّاس إلى الإيمان بالسّيف، تغزون من أجل أن ترفعون كلمة الله، ولا يدري أحدكم إن كانت هي كلمة للّه حقّاً، لم يظهر عليكم من السّماء،، ولم يعطكم تفويضاً من أجل حكم الأرض.
لا أعرف ماذا أقول لك أيّها الحبّ. رحل حبيبي إلى الموت.&
عندما كان يحدّثني عن الحياة كنت أشمّ رائحة الجّنة، وعندما أصبح يحدّثني عن الموت يحترق جسدي، تقترب منه النّار، أحمي نفسي بذراعي، فإذ أنا في بحر من الصّقيع.&
لا يمكن أن يكون الإيمان هو عباءة وسيف جاهزّ لجزّ الرّقاب.&
عندما كان حبيبي يسخر من المستبدّ.كنت أقف وأصّفق له، تبعته ردّدت كلماته وألحانه عن الحريّة. كان وسيماً تليق به الشّعارات، فقيراً تشابكت يداه مع أيدي المظلومين، كانت أغنى لوحة موسيقيّة.
في السمفونيّة التي سيستمع لها العالم بعد ألف جيل، سيكون حبيبي هو قائد الأوركسترا. ألمّ به داء مؤقّت اسمه معالجة الظّلم بالظّلم. هو صغير على الحكايات الكبيرة لا يعرف مغزاها. يمتدحون عدم خبرته، يصفونه بالشّجاع الذي لا يهاب الموت، لكنّه سيعود، واثقة من عودته.&
كنت أعرف أنّه سيقتل، أشمّ رائحة ظلمه.&
قتل حبيبي مرّتين، أحدّهما بيد الظّالم، عندما غادر الحياة.&
&عاد ليحارب الظّلم، قتل بيد السّياف.&
تعال أيّها الحبّ إليّ نقيم طقوس العزاء.
أترى تلك الخارطة المملوءة بالدّماء؟&
هي " الوطن " الذي يقتل فيه حبيبي كلما قام من الموت، وعاد للحياة.&
الحبّ يغنّي على كتفي، ودموعه تبلّل ثوبي.&
كفى بكاء.&
كن صبوراً، أحني رأسّك عندما تتقبّل العزاء.&
لحظة يا حبّ!
بعد العزاء سنرحل معاً.
نقيم صلواتنا في الغابة، ترافقنا الطيّور والذّئاب.&
الكائنات تخشع لكلمات تنبعث صادقة، تصمت، تحاول الفهم.&
لا تخف من الكائنات التي تدبّ على أربع.&
البارحة رأيت ذئباً يبكي ابنه المقتول. صافحته، ربّت على ظهري:&
خفت أن تقتلي أبنائي كما فعل صديقك. شكرا لك. أنت كائن مختلف.&
على بعد أمتار منه رأيت معبداً أمامه حارس، كشّر الحارس عن أنيابه أسمعني أسوأ الكلمات، حفر لي حفرة، أتى بأبي ليشهد على رجمي. الأمر طبيعيّ. تعلّمناه مع حليب أمهاتنا. من سيهتمّ لي؟ الرّجم هنا هو حالة أقلّ وجعاً من السّلخ. فقد سلخت هناك على يد أبو الوطن.
بينما كانت الحجارة تتساقط عليّ سمعت الله يقول: لا بأس دعيهم يمضون في غيّهم. لماذا يا رب سلّطت عليّ كلّ هؤلاء؟
&البارحة اغتال طفولتي أحدهم اعتبر نفسه وطناً، واليوم يغتال شبابي حارس معبد، لو رأيتموه لتسمّرتم في أمكنتهم.&
الحبّ ينادي:&
تعالي نرحل إلى الوطن علّني أقود الحياة.&
فكرة مغريّة، على أطراف الوطن كانت الحواجز تسكّر الأبواب. قتل هو على حاجز أبو الوطن، وقتلت أنا على حاجز وليّ الله، صعدت روحينا إلى السّماء. التفت إليّ بينما يمسك بيدي: ظلموني يا فتاة...&
&
التعليقات