تأكدت الانباء عن المزيد من تدفق الأسلحة والقوات الروسية البرية والبحرية والجوية على سوريا، من طرطوس والى اللاذقية، لدعم الطاغية الدموي، حاكم الشام بعد ان أوصل البلاد الى حافة التمزق والدمار التام. الزعماء الروس صاروا يصرحون، (اما الأسد وإما داعش .. ونحن مع الأسد). شعار ملغوم ومزيف، لان الاثنين خطران دمويان، على شعب سوريا وعلى المنطقة والامن العالمي، ولان احدهما يستعين بالأخر، لبقاء الاثنين. ونعلم انه لولا مجازر الأسد خلال العامين الأوليين لما كان من وجود يذكر لداعش.
أوباما ينتقد التدخل الروسي العسكري المكشوف في سوريا، ثم يتوقف عند هذا الحد كمن يمسك بالعصى من الوسط، وكعادته يتوقف ليقول عن الحاجة الماسة لروسيا لمحاربة داعش، وان عليها ضم جهودها مع بقية الجهود الدولية لمكافحة داعش. في فرنسا لم يعد حكامها يتحدثون بصراحة عن وجوب الخلاص من النظام السوري، ولكنهم يقولون انهم سيشاركون في ضربات جوية على داعش. علماً بان الضربات الجوية غير كافية لأستأصل داعش في العراق وسوريا. اما في العراق فقد وجد السيد نوري المالكي الذي افتى بان داعش هو ثورة السنة على الشيعة، أي الدعوة لحرب طائفية مكشوفة، وفقا للمخطط الإيراني في المنطقة .. ونقول لو كان محقاً في قوله، فلماذا سلم الموصل لهذا الوحش (السني المفترس) ليحتل مساحات واسعة من العراق؟؟؟...
داعش أصبح ستاراً للتخلص من استحقاقات كثيرة ولا سيما العمل لحل الازمة السورية على كل الجبهات والسير بالإصلاحات الجدية والحقيقية في العراق، وابعاد النفوذ الإيراني عنه وعن بقية ارجاء المنطقة. داعش يحارب حربا جدية، بينما أوباما لا يستخدم حتى كلمة حرب. وداعش يجب ان يحارب للانتصار عليه وليس لوقف تمدده وحسب، بينما أوباما لا يتحدث عن النصر في خطبه المنمقة... وبوتين اخر من يحق له استخدام شعار محاربة داعش وهو الاخر قضم أراضي اوكرانية شاسعة ووضع شرقها تحت وصايته المباشر، وينسق مع ايران في مختلف الجبهات، ومنها اليمن... داعش هو الفرع الجديد للقاعدة والأكثر خطراً وقوة. ومن اجل محاربته، فليست القوة العسكرية وحدها مطلوبة، بل الإصلاحات الداخلية لمجتمعاتنا، والتخلص من الطغاة وإقامة الديمقراطية المدنية، واستئصال الطائفية وإعلاء مبدأ المواطنة. ان الوحش الداعشي لا يحارب بتخلي مجلس الامن عن مهماته والتراخي في فرض تنفيذ قراراته (كما في اليمن)، ولا بموفدين دوليين يضعون الصالح والطالح في كفة واحدة باسم الوفاق الوطني.. الوفاق نعم، لكن له مستلزماته وشروطه، لا ان تكون تركيبته مهلهلة..& داعش يزول بقوات وطنية متماسكة ودعم دولي عسكري وسياسي متين، وبأعلاء الديمقراطية ومحاربة الفساد وكل ما يفّرق بين المواطنين.. قديما قيل (ايتها الحرية، كم من جرائم تعترف باسمك ؟؟؟)& واليوم يمكن القول عن شعار مكافحة داعش (كم سياسات ومواقف ملغومة ومريبة يجري تمريرها بعنوان مكافحة داعش... والمستفيد هو داعش .. والطغاة الدمويون والفاسدون والطائفيون والمعتدون على أراضي الاخرين.
&