التقيت الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، و لم يكن بعد قد تزوج من المذيعة شافكي المنيري و لم يكن نجما بالمعني الذي وصل اليه اليوم، و كان اللقاء في منزل المخرجة انعام محمد علي في القاهرة، و التي اخرجت ضمير أبلة حكمت، أم كلثوم، قاسم أمين، قصة الأمس، مشرفة رجل لهذا الزمان و لها من الافلام خمس اهمهم الطريق الي ايلات و اسفة ارفض الطلاق.

و المخرجة انعام محمد علي من المخرجات المبدعات، ولها بصمات عديدة، وقد تتلمذ علي يديها الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، و كانت شقتها خلية نحل للعديد من الفنانين و المواهب الشابة الني رعتهم و قدمتهم للشاشة.

&و تصادف تواجدي ضمن شلة من الاصدقاء في زيارة لها مع الفنان المعتزل مجدي امام و الفنانة سلوي عثمان والفنانة ماجدة زكي،و المرحوم مصطفي متولي و الذي شارك الفنان عادل امام العديد من المسرحيات.

سلوي عثمان مثلت في فيلم هستيريا و انور السادات و لها مسلسلات عده منها زمن عماد الدين و ابن الارندلي.

و اما ماجدة زكي فهي من الشخصيات التي جذبت انتباه المشاهدين وحققت نجاحاً كبيراً في مسلسل،عائلة الحاج متولي، حيث مثلت شخصية،الست أمينة،الزوجة الاولي للراحل الفنان نور الشريف.

&

نادية لطفي و سناء جميل

&وذهبنا بعد ذلك الي أحد المقاهي في حي المهندسييين، تناولنا الشاي و النعناع و تحدثنا عن المستقبل و السينما و التلفزيون، ثم عدنا الادراج الي منزل الفنانة القديرة سناء جميل و التي تتلمذ علي يديها الفنان مجدي امام و الذي اشترك في عديد من الأفلام حتى بدايات التسعينات ثم اعتزل الفن وإتجه بعدها لتقديم البرامج الدينية.&

و كان مجدي امام قدم “يسرقون الأرانب”، و”اﻹنس والجن”، و”مجرم رغم أنفه”، و”الجوهرة” و انتهي ب"العودة الاخيرة "معتزلا في عام ١٩٩٣. و انتهت الرحلة بلقاء الفنانة ناديا لطفي. و كان يوما مليئا بالحراك السينمائي الثقافي و هو ما تتميز به مصر المحروسة.

كان ممدوح عبد العليم صديقا للجميع، مؤدبا دمثا، بسيطا، ذو ذكاء هاديء و عيون يقراء من خلالها المشاهد ما هو ابعد من النص المكتوب، شغوفا بقرآة الكتب الصعبة كما تحدث و الروايات التاريخية،و بدا ذلك واضحا من اختياره لادواره و التي مثلها في افلامه العذراء والشعر الأبيض، بطل من ورق، كتيبة الاعدام، سمع هس، الحرافيش.&

و لقد كنت اري فيه رجلا دبلوماسيا يصلح لان يكون ممثلا لمصر و سفيرا لها خصوصا و انه درس الاقتصاد و العلوم السياسية و لكن الفن اختطفه من الدبلوماسية، و ها هو اليوم تم اختطافه من قبل ملاك الموت داخل قاعة الرياضة يمارس الرياضة، اختطف في لحظات و لم يتمكن احد من اسعافه و توفي قبل وصوله المستشفي.

رغم أن اللقاء مع ممدوح عبد العليم لم يخرج عن السويعات الست في يوم واحد متنقلا بين بيوت اهل الفن و عمالقاتها، لكن ست ساعات معا كانت كافية لان اتعرف علي تفاصيل دقيقة من شخصية رائعة و هو ما يدفعني للكتابه عنه اليوم راثيا هذا الانسان بكل ما يحمله من فن و ثقافة و ادب.&

و كان اللقاء الثاني معه دون ترتيب، في الكنيسة البطرسية بحي العباسية بالعاصمة المصرية اثناء تآبين الفنانة الراحلة سناء جميل، حيث كانت الفنانات لبلبة و يسرا و ليلي علوي يجلسن معا ونحن تصادفنا بجوارهن في سرادق العزاء، انا و رئيس اتحاد المنتجين العرب الاستاذ جواد مرقة و المخرج اسماعيل كتكت الذي قدم "مسلسل ليلي مراد " و الفنان الراحل ممدوح عبد العليم و مجدي امام و يوسف شعبان و صديق كلية فيكتوريا الفنان متعدد المواهب و المبدع سمير صبري.

و تذكرنا معا، اول لقاء تم من اكثر من عشرين عاما في حينها، وعاودنا الحديث عن ست ساعات امضينها معا دون اي سابق ترتيب،و زيارة منزل المخرجة انعام محمد علي، ثم منزل الفنانة القديرة سناء ايوب ولقاء الممثلة المبهرة نادية لطفي.

&و لقد كانت ذكريات ربع يوم مليئة بالامل و السعادة، و رغم عدم تكرارها و مرور السنوات بحلوه و مرها، الا انه يشعرك وبنبل اخلاق، يشعرك هذا الفنان الراحل ممدوح عبد العليم في كل لحظة انك صديقا لم يفترق عنك، و ان كان هنالك فاصل زمني، فهو حاضر بمشاعر و احاسيس قل مثيلها.

&

طاقات ابداعية في دور رئيس الجمهورية

كنت اعتقد مثل كثيرن غيري، ان ممدوح عبد العليم طاقة ابداعية قادرة علي تقديم ادوارا مختلفة، يظهر فيها مراحل الشباب و مراحل النضوج، الطيش و الخفة و العظمة و التكبر، والتي فعلا ظهرت في مسلسل الحلمية، قهوة المواردي، حصاد العمر، زينب، الضوء الشارد، سامحوني ماكانش قصدي، شط اسكندرية و غيرهم، الا ان اهم ادواره التي اثبتت نجوميته و هويته كان في مسلسل “ السيدة الاولي “ مع الفنانة غادة عبد الرازق، امد الله في عمرها و التي التقيتها ايضا لمره واحده لسويعات و لم تكن بعد تجاوزت من العمر الثالثة عشر ربيعا و تابعت مسلسلاتها و تآلقها المستمر.

واقصد أن هنالك اشخاصا يلتقيهم الانسان في حياته لمره واحده و لكن تبقي ذكراهم رغم تسابق الزمن هي ناقوسا يدق في عالم متسارع يغلبه النسيان، لكنهم يطلون فجاءّة و لحظيا بكل ما كان معهم و حولهم من طاقة لتنشيط الذاكرة و اعادة النبض الي العقل الباطن و اخراج المخزون الدافيء من الحب و التقدير لهم، و الفنان الراحل ممدوح عبد العليم هو هذا النوع من البشر الذي من لحظه لقاؤه الاول يدخل القلب و لا يخرج او ينسي.

رحمه الله عليك ايها الحرفوش، صاحب العذراء ذو الشعر الابيض فقد كنت ملاكا، و كما ابدعت في مسلسل الملائكه لا تسكن الارض، نقول ها انت باذن الله غادرتها لتسكن الجنة.

[email protected]