بداية لابد من تفسير العنوان لمن لا يعرف محتواه أو رسالته. العنوان جزء من أهزوجة أردنية حماسية تشجيعاً ودعماً لشخصية قيادية تكون بحاجة للدعم؛ فتنشد الجموع أمامه هذه الأهزوجة بأنه لينا أي جزء منا وحقه علينا بالدعم. و لابد من الإشارة أيضا أن هذا المقال ربما لن يقرأه أحد من السعودية لأن الموقع (إيلاف ) كما أعلم محجوب في السعودية لساعة كتابة هذه الكلمات؛ فانتفى عنصر النفاق فيه لمن يهمه الأمر.&

في العادة لا أكتب عن الدول الأخرى لأنني أؤمن أنه ربما يكون نوعا من التدخل بشؤونها إلا إذا كان ما يحدث ستتأثر الأردن فيه من قريب أو بعيد. لكن وبعد أن رأيت كل هذا التجييش والحشد الذي تقوده إيران داخلياً أو بالدول التي تدور بفلكها كان لا بد من إعلان الموقف تجاه ما يجري. و لا يجب الوقوف موقف المحايد في هذا الأمر. لهذا لا بد من الرجوع لخلفيات ما يجري حاليا.&

ما جرى في السعودية من إعدامات هو استحقاق قانوني لحكم قضائي شمل سبعة وأربعين محكوما بالإعدام ومن ضمنهم زلمة إيران نمر النمر. فلو لم يكن في نية ايران التحرش المباشر في الشأن السعودي لأعلنت أنها ضد حكم الاعدام بشكل عام وحدثتنا كالدول المتحضرة عن حقوق الإنسان. لكن هل تستطيع إيران أن تقول مثل هذا القول؟ هل تستطيع من علقت رموز الشعب وقواته المسلحة عند الإطاحة بالشاة على أعواد المشانق أن تتحدث عن حقوق الأنسان؟ هل تستطيع من أعدمت امرأة دافعت عن شرفها بقلتها لضابط أن تحاكم السعودية؟ الجواب ببساطة لأن إيران دولة لا تختفي وراء شعارات؛ هي تفعل ما تريد فقط (بجرأة) ولا يهمها تبرير ذلك للعالم؛ وهذا ربما مصدر إعجابي ببعض المواقف الإيرانية لأنها لا تخشى العواقب؛ وإن كان هذا يسبب لها إحراجات كثيرة دولياً.&

لهذا لا أعتقد أن إعدام النمر سيكون آخر تحرشات إيران بالسعودية، كما أنه لم يكن أوله. بدأ تحرش إيران بالعرب خصيصياً مع بداية ثورتها ؛ وأتحدث عن ثورتها لأن العرب المسلمين قد عولوا عليها كثيراً لتكون عوناً لهم على دولة الاحتلال للأرض العربية؛ فإذا بها ترى أن الطريق إلى القدس يبدأ ببغداد. لكن العدوان الايراني كان من زمن الشاة طبعاً أي قبل الثورة. بدأت الثورة الايرانية تحرشها بالعراق إلى أن وصلت لموسم الحج العام الماضي؛ والآن تدس إيران أنفها بشأن سعودي داخلي لا يحق لأحد الاحتجاج عليه إلا السعوديين أنفسهم. فما لها وللسعودية؟ ألا يكفيها محاولة تطويقها عن طريق اليمن!!؟&

من يجعلنا كعرب نقف مع السعودية ونهتف بها بعلو الصوت " السعودية لينا وحقك علينا" هو ما نسمعه ونشاهده على قنواتها من اعتداء على سفارتها بطهران وتخلي الدولة الايرانية عن أهم واجباتها وهي حماية البعثات الدبلوماسية بغضها الطرف عن ما حدث، ولا أبرئ الدولة الايرانية ربما من الاشتراك في هذا الاعتداء. كيف تأمن باقي الدول على بعثاتها اذا اختلفت تلك الدول مع سياسة ايران.&

ومن الملفت للنظر ما يجري على القنوات الفضائية للدول الموالية من سيل للشتائم وتجييش الشارع ضد السعودية يخرجها من قضية السعودية لتكون ضد السنة. وإذا رأى بعض القراء في هذا مبدأ المعاملة بالمثل فليعطنا مثلا على محطة تلفزيونية سعودية أو عربية سنية تهاجم ايران كدولة أو كمذهب. هل يتوجب مثلا على الدول أن تستأذن إيران إن حاكمت أحد رجالات إيران إن تجازوا القانون وحكموا بالإعدام؟&

ما يقلقنا في موضوع التجييش أن فيه إشارات إلى محاولة اللعب بورقة الأطياف الشيعية في الدول العربية الأخرى بجعلها عناصر ضغط يمكن تحريكها من داخل الدول؛ وهذا هدد به حسن نصر الله ببداية الصراع السوري بما أسماه بالخلايا النائمة. هذا التحريك يجعل منها عناصر ضغط لضرب الجيوش من الخلف كحال يهود بين قريظة بالمدينة بغزوة الخندق.&

على ما يبدو أن إيران اقتنعت بعد فشل مشروعها باليمن بعدم القدرة على التواجد الايراني بالمنطقة العربية وتريد أن تلجأ للداخل. لهذا يكون واجباً على الدول المحيطة بالسعودية أن تنتفض نصرة للسعودية. نحن في الأردن لن نخذل السعودية ولن نسلمها لأيران أو غيرها لأن فيها عمقنا كما وهي حدودنا الشرقية؛ فهي السياسة والحنكة العسكرية إضافة للبعد القومي العربي تجاهها. نعم إن جد الجد ودقت طبول الحرب فستجدنا السعودية نهزج لها " السعودية لينا وحقك علينا".&

نسأل الله الهداية لقادة إيران ليحكموا العقل في سياساتهم تجاه جيرانها العرب المسلمين لنحقن فيه دماء المسلمين فقد سال منها الكثير الكثير. ونسأله تعالى أن يحمي الله السعودية ومن فيها ومن حولها من كل شر وعدوان.&

&

&