&لتجدن أشد الناس غلظة في أمور الدنيا هم الملتزمون جداً بدياناتهم؛ فهل كل ديانات العالم تعاني مثلنا من المتشددين في دينهم وخرجت لهم عاهات كما نشاهد في الدين الإسلامي؟
تحول مريب أن يجعل دين محمد عليه الصلاة والسلام متشددا رغم أنه ليس كذلك. وأن يحوله بمشيئة غلظته إلى إرهاب فهو بمثابة سرطان يمشي على العقيدة السليمة ولم يستطيعوا استئصاله حتى هذه الثانية من الدقيقة.
الدين الإسلامي الصحيح لم يأتي بالشدة وليس بما يفعله الإخوان المحرضين ولا داعش وأخواتها المختبئون بيننا فالدين الصحيح قائم على الوسطية و الإعتدال. كيف نبرأ منهم؟!
قلناها ونكررها بصوت عال أمام العالم واذانهم تسمع ذلك (التشدد في كل المذاهب هو سبب الإرهاب)، دعاة الضلال هم أكبر مضخة تدر لدينا شباب متشددين وكذلك تدر لنا فتاوى خصبة لمزاولة تكفير لم يكتفي هؤلاء الدعاة بغير المسلمين حتى المسلمين فمنهم من كفروه بسبب مذهبهم المتطرف وبذلك أحلوا قتل الإثنين مسلما كان أو كافرا.
والأولى منهم المسلم المتزن دينياً إذاً نستطيع أن نقول أن المسلمين يحاربون بعضهم بعضا إما أن أكفرك أو أقتلك وهذا سلاح المختل دينياً. إن أعراض هذا المرض ينبغي علاجها والطريقة المثلى تثقيف المجتمع بالليبرالية حتى يصحح الدين ويصبح نقيا من هؤلاء الذين نجحوا في تشويه سمعة الإسلام بأفعالهم وعباراتهم التي أثمرت في العالم، علينا أن نقتلع جذورهم من المنابر حتى لا يسهموا في تحقيق نواياهم التي دمرت أسرا، وفي الحقيقة هم أرادوا أن يجعلوا العبد لا يذنب أبداً وهذه أحلام داعشية لأن المؤمن لا عصمة له عن الخطأ ولا حتى الدعاة وإن طالت لحاهم فلا يوجد بشر في هذا الكون ليس لديه سيئة واحدة قابلة إما لزيادة أو نقص وللأسف ما يريده ذلك العقل المتشدد هو تخريج تلاميذ معصومين عن الخطأ ولكن هيهات هيهات.
ومن محاسن الصدف وافق خطي فيما أقول مقطع مرئي من أحد المجتهدين من الدعاة ينادي فيه تهميش من ينتمون للفكر الليبرالي وهنا تبرئة أخرى وقع فيها هذا المصاب بعقله في التحريض وإقامة فتنة بين أبناء المجتمع بكل دواعيه، والعقل الناضج جداً بالدين كالثمرة إذا نضجت جداً لابد علينا أن نقتلعها كي لا تفسد لو تأخرنا عليها أكثر من يوم.
ليست الوسطية والليبرالية فحسب هي الحل! بل العلمانية هي الطريقة والحل الأمثل لمحاربة كل قوالب التشدد وما نتج عنه من إرهاب للعالم كله خوفاً من أن يلتصق اسم إسلامنا به، وخوفاً من قوانين أخرى قد تأتي تحاسبنا على ما نحن عليه صامتين في أوجه المهيئين للإرهاب والمفرغين له ولم نستطع اقتلاعه حتى أصبح محسوبا على ديننا البريء من تطرفهم، فقانون جاستا الذي أرعب العالم ولكن ليس بأكثر من رعبنا نحن فأخطاء مرتكبوا الجرائم نتحملها نحن عنهم وبعد ما حل القانون على طاولة العالم صفق المتشددون على فعلتهم مرددين قاطعوا أمريكا وهذه هي مطالبهم و ماتريده شريعتهم الفتاكة في هدم ترابط العالم وإقامة حرب بينا وبينهم، فهل علمتم لماذا تغيرت قناعتي في أن الليبرالية ليست الحل بل العلمانية.
نحن نريد أن نفصل الدين مهما اختلفت درجاته عن الحياة حتى نكون سالمين ومسالمين مع العالم كله ومن هنا وضعت النقطة.
التعليقات