&

&
في الحلقة الأولي رأينا كيف وافقت أسرة روميو وجولييت على أن يقترنا بعد إيقاف حالة العداء بينهما، وتوجه روميو مع والده الحاج أنطونيو لخطبة جولييت وبدأ الخلاف على المهر ...
...
خرجت جولييت غاضبة إحتجاجا على تصرف والديها وكيف أنهما قد دخلا في مزايدة على المهر مع والد روميو، وفي نفس الوقت أحست بالمهانة عندما عرض والد روميو مهرا ألف ليرة ذهب، وكيف أنه لم يقدرها حق قدرها، وفي تلك اللحظة كرهت كل الأباء وكل الأمهات.
...
عودة إلى غرفة الصالون حيث إمتدت المباحثات حول المهر والعفش والمسكن إلى ما يقرب من منتصف الليل، وتم الإتفاق على مهر خمسة آلاف ليرة ذهب وبالنسبة للسكن والعفش، تم الإتفاق على أن يسكن روميو وجولييت مؤقتا في منزل روميو لحين أن يبني روميو على حسابه بيتا على أرض يملكها والد جولييت بالقرب من النهر الصغير، وأن يقوم والد جولييت بتأثيث المنزل بالعفش المناسب. وتم إستدعاء جولييت الغاضبة وإبلاغها بأنه تم الإتفاق على شيء، وقالت جولييت في إعلان نهائي:
- أنا لا يهمني أي شيء، أهم شيء أن أعيش مع روميو.
وتم الإتفاق على أن يكون الزفاف في حديقة منزل جولييت بعد ثمانية أسابيع لإعطاء جولييت الفرصة لتجهيز فستان الفرح.
...
وحاولت أم جولييت إقناعها بأن ترتدي فستان الفرح الخاص بها والذي توارثته الأسرة منذ عدة أجيال ولكن جولييت رفضت تماما لأنه موضة قديمة على حد قولها.
وأخذ روميو يعد الأيام حتى موعد الفرح، وأخيرا جاء اليوم الموعود وذهب روميو مع والده أنطونيو ووالدته السنيورة جوليا إلى منزل جولييت في عربة يجرها زوجين من الأحصنة المزينين بالورود، وأرتدى روميو حلة الزفاف بنطلون أسود ضيق من القطيفة مذهب بشريط ذهبي من الجانبين، وسترة حمراء مزينة بكافة أنواع الحليات المذهبة، ووضع فوق رأسه طاقية صغيرة من القطيفة السوداء المذهبة والتي لم تخف خصلات شعره الأمامية ولا جدائله والتي تدلت حتى كتفيه.
وحاولت والدة روميو السنيورة جوليا أن تعدل من خصلات شعره ولكنه اشاح بوجهه قائلا:
- مامي أنا مش عيل صغير، أنا رايح أتجوز خلاص بقيت راجل
- إنت بالنسبة لي يا رومي، عيل صغير حتى &لو كان عندك سبعين سنة!
وبمجرد وصول العريس روميو بصحبة والد ووالدته حتى بدأت الفرقة الموسيقية في عزف مقطوعة المارش الرئيسي من أوبرا إيطالية قديمة وسار روميو وسط أقواس من الشموع والورود البيضاء وصيحات الإعجاب من الفتيات المراهقات.
وكان في إستقبال روميو وأسرته السنيور روسو روسي وزوجته السنيورة صوفيا سد الحنك.
وتقدمت الأسرتان إلى طاولة في الصفوف الأولى للمدعويين أمام منصة أعدت خصيصا للعريس والعروسة وفوقها كرسيان أشبه بكراسي العرش من الموبيليا الإيطالية الفاخرة وعليها رقائق الذهب والمنصة كلها محاطة بالورود والشموع ومصابيح الزيت
وأخذ روميو مكانه على كرسي العرش وبدا كملك شاب غاية في الأناقة والجمال في إنتظار مليكته. وعلى الجانب الآخر من منصة العريس والعروسة وقفت فرقة موسيقية تعزف بعض الألحان الإيطالية التقليدية والنابعة من منطقة فلورنسا.
...
ومالت السنيورة صوفيا سد الحنك على إذن زوجها روسو، الذي هب واقفا وغادر الحديقة متوجها للمنزل.
وبعد دقائق بدت لروميو وكأنها دهرا بدأت الفرقة الموسيقية تعزف مارش الزواج وتوجهت نظرات الحضور وفي مقدمتهم روميو والذي تحرك بتلقائية إلى حرف الكرسي تأهبا لكي يرى أجمل مشهد في حياته، وتقدمت مجموعة في الممر بين الضيوف من الأطفال أولاد وفتيات في ملابس بيضاء متشابهة وبدأ الأطفال في نثر أوراق الورد الأحمر والأبيض على الضيوف وبعد ذلك تقدمت أربع فتيات من أجمل صديقات جولييت يصاحبهن أشيك أربع فتيان من أصدقاء روميو وساروا خلف مجموعة الأطفال، وأخيرا ظهرت جولييت في فستان العرس الأبيض ويعلو رأسها أكليل من الورد الأبيض وتغطى وجهها بطرحة العروس ومضت على إستحياء متأبطة ذراع والدها السنيور روسو روسي.
وبمجرد ظهور جوليت قفز روميو واقفا وتبعه كل الحضور وقوفا: الرجال يبحلقون في جمال جولييت والنساء يبحلقن في جمال فستان جولييت!!
وبمجرد وصول جولييت إلى كرسي العروسة حتى كاد روميو أن يقفز لإحتضانها، لولا أن والد جولييت أوقفه.
وظل روميو واقفا في مواجهة جولييت حتى ظهر القسيس بردائه الأسود وياقة القميص البيضاء المرتفعة، وفي خلال دقائق ووسط تصفيق وسعادة الحاضرين أنهى القسيس أجراءات الزواج.
...
وبعد دقائق بدأ توزيع زجاجات النبيذ والشمبانيا، وطلب والد روميو الكلمة وهو يرفع كأسه ويقول:
- في صحة روميو وجولييت أجمل قصة حب والتي أثبتت أن الحب إنتصر على الكراهية والعداء ولولا روميو وجولييت لما كان لنا أن ننبذ الصراع والقتال بيننا.
ثم تبعه والد جولييت رافعا كأسه قائلا:
- في صحة أجمل عروسين، روميو لقد أعطيتك أجمل وأغلى ما عندي، لو حاولت أذيتها أو معاملتها بشكل سيء، حا أخرب بيتك!!
وضحك الحضور.&
وبدأ طعام العشاء وهجم الناس على الطعام وكأنهم لم يأكلوا من قرون رغم أنهم من علية القوم.
وأثناء الطعام همست جولييت في إذن روميو:
- ياترى حنقضي شهر العسل فين؟
- أنا عامل لك مفاجأة يا حياتي
- فين قل لي ... قل لي...
- حنروح فينيسيا بلد العشاق
- فينيسيا بلد جميلة، لكن أنا نفسي نروح سويسرا
- لكن يا حبيبتي سويسرا بعيدة قوى
- لا يا حبيبي ... مش حناخد أكثر من أسبوعين، ولو أبوك أعطانا حصانين أقوياء من عنده، يمكن ناخدها في عشر أيام.
- أنا خلاص قررت إننا نروح فينيسيا
- وأنا مش رايحة غير سويسرا
وأنا قلت فينيسيا يعني فينيسيا
- يبقى خلاص مش رايحة
ولوت جولييت بوزها وأشاحت بنظرها بعيدا عن روميو!!
......
&
&
Twitter
@samybehiri
&
&