معظم قصص الحب الخيبانة إنتهت بالزواج. أما قصص الحب الخالدة : روميو وجولييت، قيس وليلى، عنتر وعبلة، حسن ونعيمة، بهية وياسين كلها لم تنته بالزواج بل إن معظمها إنتهت نهايات مأساوية. وهذا هو ما أعطاها قدسيتها وشهرتها، ومن الملفت للنظر أن أسماء مشاهير المحبين والمحبات يذكر الأسم الأول فقط بدون إسم العائلة وهذا يعطيها خصوصية ورومانسية أفضل، تخيلوا معي أننا نذكر قصة: روميو أنطونيو ماسترياني وجولييت روسو روسيني، لن يكون لها نفس السحر مثل ر وميو وجولييت، وتخيلوا أن حسن ونعيمة طلبت منهما مصلحة الجوازات ذكر الأسم الرباعي وموقف التجنيد بالنسبة لحسن، فهل يمكن أن نقول: قصة حب :حسن عبد المعطي أحمد سلامة المحلاوي، ونعيمة عبد الراضي إسماعيل المنوفي؟؟ مش ممكن قصة حب كهذه؟؟؟ كانت تموت قبل أن تولد.
وتخيلت في إحدى ليالي الأرق التي تروادني هذه الأيام بأن أهل روميو وجولييت بعد الصراع والمبارزة قد وافقوا على زواجهما، وتلقى روميو الخبر بفرحة عارمة، وذهب تحت بلكونة جولييت يغني لها فتخرج لها ويدور بينها حوار رومانسي جميل:
- سمعت الخبر يا رورو (ده إسم الدلع بتاع روميو)
- أيوه يا حبيبتي يا لولو (ده إسم الدلع بتاع جوليت)
- ده أسعد يوم في حياتي
- أنا مش مصدق نفسي، و"ياريتني طير لأطير حواليك"
- أيوه يا حياتي بس دي أغنية فريد الأطرش
- أنا عارف الله يرحمه بقى
- ياترى أنكل أنطونيو حييجي يكلم دادي إمتى عشان يتفقوا ع الشبكة والمهر والشقة والعفش والبوتاجاز الأربع عيون
- أنا كلي ليكي يا حياتي، وحنيجي بكرة بعد صلاة العشاء أنا ودادي الحاج أنطونيو نشرب عندكو كابتشينو
- تشرفوا وأنا إللي حا اقدم الكابتشينو بنفسي
وتسمع جولييت وقع أقدام أمها السنيورة صوفيا سد الحنك، فتلقى قبلة هوائية إلى روميو قائلة:
- تشاو حبيبي رورو أشوفك بكرة بعد صلاة العشاء.
ويقفز روميو من على الشجرة خوفا من السنيورة صوفيا سد الحنك، فيصاب بإلتواء في القدم. ويعود إلى المنزل منتشيا ويرقص وهو يعرج قليلا.
...
في اليوم التالي وبعد صلاة العشاء يخرج روميو مع والده الحاج انطونيو متجهان إلى منزل جولييت، ويتوقف روميو عند محل بيتسا ويشتري واحد بيتسا مارينارا مقاس كبير، ويقول لوالده:
- برضه ما يصحش يا با الحاج ندخل عليهم بإيدينا فاضية
- عداك العيب يا إبني يا روميو
ويصل العريس روميو ووالده إلى باب أسرة جولييت ويطرق روميو الباب فتفتح الخادمة الباب مرحبة بهما وتطلق زغرودة إيطالية من حواري نابولي.
ويقول الحاج أنطونيو بصوت عال وهو داخل إلى بهو المنزل: ياساتر... دستور يا سيادنا
ويجلس روميو بجوار والده وتجيئ الخادمة بطاقم شمع إضافي لزيادة إضاءة غرفة الإستقبال.
وتدخل أولا الأم السنيورة صوفيا سد الحنك، وتسلم على الأب أولا ثم على روميو وتسأل:
- إمال فين الست أم روميو ما جاتش معاكم ليه؟
- والله مامي تعبانة &شوية لأن ضرسها أتكسر إمبارح وهي بتحاول تكسر حبة بندق
- لأ ألف سلامة ليها، لازم أروح أزورها.
ثم يخرج والد جولييت السنيور روسو روسيني
- أهلا بيكم البيت منور&
- منور بأهله سنيور روسو، أمال فين عروستنا الحلوة جولييت
- جاية دلوقتي بس بتغير هدومها.
وبعد قليل تدخل جولييت حاملة صينية فضية عليها فناجين صيني مذهبة (من بتاعة الضيوف)&
وتقدم الفنجان الأول إلى والد روميو ثم إلى روميو ووالدتها ثم والدها، وتجلس بجوار امها ناظرة إلى الأرض متصنعة الحياء.
ويأخذ الحاج أنطونيو رشفة من فنجان الكابتشينو، ويهتف بأعلى صوته:
- ده أحلى فنجان كابتشينو شربته في حياتي
وترد جولييت بعد إحمرار وجهها:
- جراتسي بابا الحاج
ويبدأ أنطونيو الحديث:
- إحنا النهاردة جايين عشان نقول عفا يسوع عما سلف، وكل المشاكل إللى كانت بين العائلتين إنتهت بدون محاكم وبإصابات بسيطة، والبركة طبعا في الشباب روميو وجولييت، حبهم لبعض وتمسكهم ببعض هو إللي خلانا ننسى الخصومة إللي بيننا
ويرد سنيور روسو:
- الحب يصنع المعجزات
ويستكمل الحديث أنطونيو:
- إحنا النهاردة جايين نطلب إيد بنتكم جولييت لإبننا روميو
- ده شئ يسعدنا ويشرفنا، ولكن لابد ناخد رأي العروسة الأول، ويطلق ضحكة عالية، ويتوجه بالسؤال إلى جولييت:
- إيه رأيك ياعروسة؟
ويحمر وجه جولييت وتنظر إلى الأرض وتقول:
- إللي تشوفه يادادي
- خلاص على بركة يسوع ألف مبروك ياجولييت يا بنتي، ألف مبروك ياروميو
وتبدأ السنيورة صوفيا سد الحنك الحديث:
- حيث كده عاوزين نتكلم عن الشبكة والمهر والبيت والعفش
ويرد الحاج أنطونيو:&
- إحنا تحت أمركم إللى تؤمروا بيه
- جولييت يلزمها شبكة زي شبكة بنت خالتها جوليانا أسورة دهب مرصعة بألماظ وياقوت
- ماشي أمرك ياست صوفيا، الغالي يرخص عشان عيون جولييت
ويستطرد سنيور روسو الحديث قائلا:
- أما بخصوص المهر فكلك نظر سنيور أنطونيو
- جولييت تستاهل تقلها دهب
- يعني إيه رايك في عشرة آلاف ليرة دهب؟؟
- مش كتير سنيور روسو، أنت عارف الحال
وتحاول جولييت التدخل:
- يا دادي...
وتقاطعها السنيورة صوفيا سد الحنك:
- إخرسي إنتي، لما الكبار يتكلموا الصغار يسكتوا
- سنيور أنطونيو، إنت عارف الواد مارسيللو إبن شريكي في التجارة كان عاوز يدفع خمسين ألف ليرة دهب ويخطب جولييت، لكن هي إللي رفضته
- سنيور روسي، جولييت أغلى من كل شيء لكن ده جواز مش بيعة وشروة
- والله انا قلت رأيئ، وجولييت مش حياخدها إللي يقدر قيمتها
- إحنا مقدرين قيمتها ونص، لكن جولييت ياخدها إللي بيحبها ويخاف عليها ويحطها في حبابي عينيه
- والله ده كلام أوبريت وأوبرا و لا يفتح بيت.
- إحنا إللي نقدر عليه سنيور روسو هو ألف ليرة دهب
وتصرخ سنيورة صوفيا سد الحنك:
- إيه ألف ليرة دهب، أنتوا جايين تاخدوا معزة، دي جولييت بنت سنيور روسي
وتحاول جولييت التدخل مرة اخرى فتنهرها أمها فتغضب وتترك الغرفة باكية متجهة إلى غرفتها..
Twitter
@samybehiri