&إن إدانة الإعلامي اسلام البحيري لا تتفق وروح الإسلام، وهي أوضح دليل على تناقض ما يقوله الفقهاء وما يفعلونه. وعندما يوجه الغربيون اتهاما بالعنف للإسلام، يهب هؤلاء الفقهاء يدافعون عن روح العقيدة الإسلامية الداعية إلى السلام والمحبة وحرية التعبير والتفكير، فلماذا إذن يسجن البحيري لمدة عام؟&
لقد وجدت آيات كثيرة تنص على حرية المعتقد والتعبير، ومن هذه الآيات:
" لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" (سورة البقرة : 22)
" وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" (هود: 86)
" قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ" (الأنعام: 66)
" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" (الغاشية: 21-22)
"إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" (الغاشية 25-26)&
" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" (القصص: 56)&
" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم" (البقرة: 256)
"وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف: 29)&
"إن هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا" (المزمل: 19)&
وهناك الكثير من مصادر التشريع الإسلامي تسمح للناس مناقشة أمور دينهم، ولا يجوز لأحد تكميم الأفواه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم برقم 3740والحاكم في المستدرك، 4/522، والبيهقي في معرفة السُّنن والآثار، ص 52، والخطيب في تاريخ بغداد 2\61، وصحَّحه الألباني في سلسلته برقم 599، 2/150) وكيف يكون التجديد؟ من خلال مراجعة الأحكام والحذف والإضافة المستنبطة من مصادر التشريع، وباب الاجتهاد مفتوح ولا يحق لأحد أن يغلقه.
إن التردد في فرض التعاليم الإسلامية التي تتيح للفرد مناقشة أمور دينهم يجعل المسلمين في دائرة الاتهام بالقسوة والشراسة وتجميد العقل. فإذا كان القرآن نفسه يتيح للناس اعتقاد ما يقتنعون به من معتقدات، فهل يجوز للفقهاء منع ذلك؟ إذا كانوا يصرحون نهارا وليلا أنه لا يجوز إجبار الناس على اعتناق معتقدات وقناعات، فليستمروا دون تردد، فلا يجوز انتقاء ما نؤمن به وما لا نؤمن به، والإسلام كل متكامل، وهو يصرح بوضوح أنه لا إكراه بالدين، وقد ردد الفقهاء هذه الآية لقرون، فما بالهم يقولو ما لا يفعلون؟&
التعليقات