في حياتنا نجد هناك دائماً من يزيد الطين بِلة كما يقول المثل ، أي يزيد الأمر سوءً وخطورةً عندما يتدخل ولو أكرم نفسه والناس بسكوته لكان أفضل له وأسلم للناس ، لكن كيف يسكت وهناك جهات تتحكم بهم من وراء الستار رغم أن الستار بدأ يزاح ويرى المشاهد كل تفاصيل المشهد ، ونسمع ونشاهد دعوات من هذا القبيل ، ومنها الدعوى إلى دمج المليشيات الطائفية التي تنضوي تحت مسمى الحشد في منظومة القوات الأمنية في وزارتي الداخلية والدفاع ، وهذه الجهات التي تتبنى هذه الدعوات إنما تهدف إلى جعل المؤسسة العسكرية مؤسسة تابعة ذليلة لمليشيات الحشد السلطوي الطائفي وإستنساخ التجربة الإيرانية بتسليط ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني على الجيش والشرطة ، وهذا يعني إن الأوامر صدرت من إيران لهذه الجهات لتهديم المؤسسة الأمنية بدلاً من إصلاحها لتكون منظومة وطنية مهنية مستقلة عن تدخلات الخارج كإيران والداخل كالأحزاب الطائفية والمليشيات ، وإذ نرى ونسمع عن الجرائم البشعة التي ترتكبها مليشيات الحشد ضد أبناء الشعب العراقي فسيكون الأمر مروعاً لو أصبحت هذه المليشيات تتحكم بالمؤسسات الأمنية من الجيش والشرطة وستكون النتيجة دمار هائل وحرق للنسل والحرث ، فالحذر من هذه الدعوات والجهات التي تختبئ خلفها والأهداف المراد تحقيقها ، وبدلاً من ذلك يجب الإهتمام بالمؤسسة الأمنية و ترسيخ مفاهيم الوطنية والمهنية والتضحية وحب الشعب والدفاع عنه والإبتعاد عن الطائفية والتبعية للخارج والإنتقام وتدخلات المليشيات والعصابات والأحزاب الطائفية وكما وضح المرجع العربي الصرخي الحسني حقيقة الحشد بقوله : " هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت إسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً ، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والإنقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة "&مشيراً أن ذلك كله " لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام ، فنسأل الله تعالى أن يقينا شر هذه الفتن والمفاسد العضال " .

ولدرء مخاطر الإلتفاف على المؤسسة الأمنية ولغرض إصلاحها لتكون الضامنة لحماية الشعب وسيادة الوطن فقد طرح المرجع الصرخي رؤيته لما يجب أن تكون عليه المنظومة الأمنية في العراق من خلال مشروع خلاص الذي طرحه بقوله : " يجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء " .
ونلاحظ هنا الفرق الواضح بين طرح المرجع الصرخي ورؤيته للمؤسسة الأمنية وبين طرح الجهات الأخرى الساعية لتحقيق مصالح دول الجوار من دون وازع من ضمير أو دين أو وطنية . فالحذر الحذر من دمج عصابات الحشد الطائفي بالمؤسسات الأمنية .