العامل المشترك الأعظم بين كل دول الإتحاد هو الخوف من الهجرة والمهاجرين، وكيفية إتخاذ قوانين لا تتعارض مع حق المهاجرين كما نصت علية الإتفاقية الأوروربية. في ذات الوقت الذي تضمن فيه الدولة، الحفاظ على حقوقها السيادية وحقوق مواطنيها عليها في الأمن الذي يتنافس مع الإقتصاد في الإحتفاط بالمرتبة الأولى.&
وتدخل الدول الغربية في مسابقة داخلية محمومة، في كيفية التوفيق ما بين قيمها في الحريات و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وقعت عليه وكيفية وسن إجراءات وقوانين لا تنتهك هذه الحقوق. هدفها الأول حث المواطنين المهاجرين على الإندماج أو حثهم المستتر أيضا على الرحيل. وتحديد عدد المهاجرين الجدد الوافدين إليها.&
وفي الآونة الأخيرة لفت نظري إجرائين بهذا الخصوص. الأول تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ففي جو سياسي محموم، يشهد تنافسا كبيرا بين أكبر الأحزاب البريطانية. العمال الذين فتحوا الباب لهجرة محمومة بلا قيود وبلا رؤية إسراتيجية لمدى إختلاف الثقافتين الإسلامية والغربية. والمحافظون الذين ورثوا هذه التركة. ويحاولون بكل الطرق تحجيمها. الأمر الذي أدى إلى رفض بريطانيا السماح لمزيد من اللاجئين في الأشهر الأخيرة وفتح الجدل على مصراعيه في الإتحاد الأوروبي حول المسؤولية الإنسانية التي يجب على بريطانيا تحمل جزء منها في التدفق الأخير للاجئين من سوريا ومن أقطار اخرى..&
جاء التصريح متلازما مع تصاعد الخوف والهاجس الأمني المتزايد من داعش، وإحتمال وجود خلايا نائمة منها في المجتمع الإسلامي البريطاني. في وسط كل هذه العواصف أتي تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. البعض يعتقد بأنه يصب مزيدا من الزيت على النار المشتعلة، من الخوف من المسلمين المقيمين والقادمين وإحتمالية إرتباطهم بالتطرف والإرهاب. والبعض يرى الجوانب الإيجابية من هذا التصريح ؟؟&
صرّح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون برصد مبلغ 20 مليون جنية لتعليم اللغة الإنجليزية للمسلمات.. وأضاف بإن عدم إتقان اللغه قد يتسبب في إعادة المهاجر للبلد الأم، وأن إتقان اللغة هو ما سيزيد من الفرص في البقاء وفي الحصول على الجنسية.&
على الجانب الآخر من الخريطة الأوروربية فقد إختار حزب الشعب السويسري طريقا أقصرا للتخلص من المهاجرين. خيارة والذي طرحه في مبادره قدمها للشعب السويسري خلال حملته الإنتخابية.. والتي جرى الإستفتاء عليها عام 2010 ..حدد فيها قائمة بالجرائم التي توجب برأيه ترحيل الأجانب الذين يرتكبونها ؟؟؟
الإجراء السويسري يصب في مسار العملية الديمقراطية وحقه السيادي الداخلي ، ولكن هل تتماشى مع قوانين الإتفاقية الأوروبية ؟؟ وأيضا أي من القانونين له الصفة الإلزامية والفوقية هل هو القانون الداخلي ام القانون الدولي ؟؟&
سأترك الجدل القانوني للمختصين.. سؤالي من من كلا الإجرائين ما هو ألإجراء الأفضل للدولة وللمهاجرين حيث أن كلاهما يقع ضمن العملية الديمقراطية وحق المواطن ؟؟؟ تصريح رئيس الوزراء البريطاني والذي نجد فيه الجوانب الإيجابية التاليه :&
1-أن تعلم اللغة الإنجليزية سيساعد شريحة كبيرة من النساء على تقليل الإعتماد على أبنائهم في حياتهم وشراء حاجياتهم مما سيعطي الأبناء فرصه أكبر للتركيز على دراستهم وحياتهم..&
2- أن تعلم اللغة الإنجليزية، سيساعد المرأة على الخروج من عزلتها الإجتماعيه وقد يساهم في شيء من الإندماج والفهم الأكبر لجوانب الحياة البريطانية، والقوانين البريطانية التي تتعلق بحقوقها. الأمر الذي يخشاه المواطن الرجل المسلم للحفاظ على سلطته وسيطرته على المرأة.
3- إن تعلم اللغة الإنجليزية سيساعدها في الحصول على عمل افضل. وسيعطيها الدخل الذي قد يسهم في المساعدة في تكاليف معيشة عائلتها. وقد يسهم في رفض إستعباد الزوج . الأمر الذي يخشاه مرة أخرى المواطن الرجل المسلم ويبرره من منطلق مكتسباته الدينية وما أحله له الدين ؟؟؟&
4- إن تعلم اللغه سيساعد المرأة القادمة بالفهم بأن الإباحية الجنسية المبتدله ليست معيار ومقياس تقدم هذه الدول. وأن هذه الحرية خاصة بالفرد وخياراته. وأن ديمقراطيتها التي حمتها القوانين، تقوم على المساواة وتجرم التمييز والعنف بكل أشكاله وخاصة العنف الأسري. أيضا الحق المعطى للرجل المسلم والمبرر دينيا !!&
القرار السويسري بالترحيل ونزع الجنسية ينتهك أهم مبادىء العملية الديمقراطية، وهي العدالة أمام القانون. لأنه سيترك مواطنين آخرين قاموا بجرائم مماثله ولم ’يرحّلوا ولم ’تنزع عنهم الجنسية ؟؟؟
حقيقة أن القاسم المشترك في قرارات الحد من الهجرة في كل الدول الأوروبية هو الهاجس الأمني والخوف من المسلمين بالتحديد.. ولكن التعامل معه بمثل ما تطرحه سويسرا ينتهك حق الإنسان المهاجر ويقضي على قيم الديمقراطية !!!
&
فما هو الحل السحري الذي سيخلص الدول الأوروبية من ضميرها في الحالتين؟؟&
&
&