&
&
لقد كان من الصعب على بلد مثل العراق ان ينزلق الى هوة حرب طائفية مابين عامى &2005م-2006م. لولم يتم اسقاط النظام السياسى فيه من قبل قوات التحالف الدولى فى عام 2003م. &وما تبع ذلك السقوط من قرارات سياسية خاطئة &ساهمت الى حد كبير فى نشوء ظاهرة العنف. واتساع دائرة المنضويين تحتها.فلقد كان لااقامة نظام سياسي يقوم على المنهج الطائفى فى الحكم .والذى يتعامل مع الطائفة والقبيلة والعشيرة ,لا الى التعامل مع مواطنين وشعوب يجمعها وطن واحد ومصالح مشتركة لها هوية وطنية جامعة .هذا المنهج الطائفى قاد الى تدخلات اقليمية ودولية &والى الغاءامن وسيادة العراق. فبالرغم من ان العراق كان امنا &فى عهد نظام البعث (1968م-2003م). الا ان ذلك لم يكن عفويا. فلقد كان لنظام البعث العديد من الاجهزة الامنية المدربة. والقادرة على ضبط الاوضاع. وبطريقتها المعروفة .الا ان دخول نظام البعث &فى العديد من الحروب والنزاعات &الاقليمية بين عامى 1980م-1991م. والعقوبات الاقتصادية التى فرضت عليه منذ عام 1991م وحتى سقوطه. افرغت هذا المفهوم &الامنى من الكثير من مقوماته.اذ ان قبضته &الامنية الحديدية تراخت &شيئا &فشيئا. وكان للوضع الاقتصادى المزرى لمعيشة الفرد العراقى بسبب تدنى سعر صرف الدينار العراقى مقابل العملات الاخرى . دافعا له للبحث عن نهاية لوضعه المعيشى المتدنى. وكان &هذا الطرح يدور فى المجالس الخاصة وعلى نطاق واسع. وحتى داخل الاجهزة الامنية. ولكن فى سرية تامة. خشية التعرض للاعتقال او غيره من العقوبات. اما فى &المستويات العليا من السلطة. فقد كانوا فى مناى من الخوض فى هكذا مواضيع. قد تطيح بمكتسباتهم.او يفقدوا بسببها حياتهم . وكان العديد منهم من فقد حياته فعلا . بسبب التصريح بمكنونات مافى عقله. الذى كان يرى. ويسمع .وفى بعض الاحيان &يتعايش عن قرب مع هذه الماساة الاقتصادية. ولم يخطر ببال المستويات العليا فى الدولة. او على الاقل تحسبت لانهيار قد يحدث فى القيادات .كانت كل الحسابات تنصب فى اتجاه واحد. ماذا لو انهارت المستويات الدنيا ؟ لذلك كان للتهاوى السريع والمتواصل لهذه المستويات. العامل الفعال فى سرعة انهيار النظام السياسى باكمله .فكان ان اختفت بين ليلة وضحاها معظم الخطوط الدفاعية .بعد ان تقطعت بها السبل . اذن هذا هو واقع ماجرى رغم ان هذه الجيوش الامنية حاولت ان تظهر بعد انهيار النظام السياسى باكمله. لتاخذ دورا لها فى مرحلة مابعد النظام السابق . واتمر بعض افرادها فى التواجد فى بعض المراكز الامنية . الا انها ابلغت لاحقا بضرورة عدم تواجدها فى هذه المراكز الامنية .وعراقيوا الداخل يعون جيدا الاستقرار العالى للوضع الامنى خلال الاشهر التى تلت خلو العراق من اية سلطة فعلية باستثناء قوات التحالف . وان هشاشة الوضع الامنى بدا مع دخول ميليشيا الاحزاب السياسية .والتى كان هدفها الاول تصفية وملاحقة اهداف بعينها .كانت قد ارتكبت عمليات تصفية لافراد هذه الاحزاب.التى كانت ولاتزال تدين بالولاء المطلق للولى الفقيه فى ايران . والتى استطاع بعض اعضاءها الهرب من قبضة نظام البعث الامنية .لتشكل هناك منظومتها الامنية الخاصة والتى ساهمت ببعض الاعمال الامنية والعسكرية ضد النظام .ورغم ان ماحدث فى العراق من انهيار وتصدع لجميع موسسات الدولة .بسبب عمليات النهب والسلب المنظمة .وحرق المبانى وتفكيك مصانعه المدنية منها والعسكرية .وسرقة جميع المواد الاولية والتصاميم الهندسية والاليات الثقيلة والاجهزة &وغيرها .والبدء بحملة منظمة لتمزيق النسيج الاجتماعى من خلال القتل &والخطف فى المناطق المختلطة اثنيا وطائفيا .وانشاء صحف ومحطات تلفزة ممولة من المال العام المسروق لضخ الطائفية &واللعب على مشاعر السذج والبسطاء من الناس .والتغطية على الاهداف التى من اجلها جى بهذه الاحزاب المتعطشة للسلطة والمال.والتى كانت تعانى الامرين فى منفاها .والذى كان ولايزال يتمثل فى سرقة النفط العراقى وجميع موارده المعدنية الاخرى من خلال عقود بخسة الاثمان تمثل نسب ماتحصل عليه هذه الاحزاب العامل الاهم .لافتعال وادامة الصراعات والازمات والتى غالبا مايكون هدفها الخفى التستر على عقود سرقة المال العام التى تمرر من خلال ممثلى هذه الاحزاب فى شتى الوزارات &الموزعة وفقا للمحاصصة الطائفية والتسويات البينة لهذه السرقات .ان ماحدث ويحدث فى العراق .لن يكون حالة خاصة ضمن اطرها الاقليمية او الداخلية .بل ان ذلك
سيكون &لها &تاثيراته &المستقبلية على &المنطقة &العربية &على &المدى &الطويل.والتى بدات بوادره واضحة للعيان من خلال اعادة رسم خارطة التوزيعات الاثنية والديموغرافية . ولان &ماحدث فى &العراق. قد &احدث &شرخا &صامتا &فى الموقف &العربى &بين &رافض &ومويد . وحتى &مساند. الا &ان تجربة &العراق ستبقى موشرا &هاما &على مدى &التفاوت &بين &النظام &الرسمى &العربى ومواقف الشعوب العربية. ويكون &من &الصحيح &على ضوء &ماحدث &القاء &الضوء &على بعض &الحقائق &التى ادت &الى ماحدث &فى &العراق &من &دمار &هائل. واستبا حة &له . ربما &كان &اسوا &ممايذكر مجازيا بما حدث لبغداد. &ابان &الغزو &المغولى &وسقوطها &بايدى &التتار 1258 م.واهم &هذه &الحقائق &هى
1-ان &العديد &من &القوى &السياسية المعارضة &لنظام &البعث &فى &العراق كانت &قد &اكد ت وفى &اكثر &من &مناسبة &انها &جاهزة &وقادرة &على ضبط &الاوضاع &الداخلية والسيطرة &على &الوضع &الامنى &فى &البلاد وهذا &مالم &يحدث &الى &الان
2-ان &هذه &الاحزاب &كانت &تخشى عودة &نظام &البعث &الى &السلطة &من &خلال &انقلاب &عسكرى يطيح &بطموحها &الدائم &الى السلطة والتى &لم &تحقق &من &خلاله &للعراقيين &شيئا الى &الحد &الذى &دفع &العديد &من &العراقيين &الى &نبذ &هذه &الاحزاب &والقوى &والمطالبة &بالتغيير &رغم &علم &هذه &الاحزاب السياسية &ان &القوات &الاميركية &والقوات &المتحالفة &معها تمسك &بالوضع &الامنى &فى &العراق &وان حدوث &مثل &هكذا &انقلابات &امر &مستبعد &ان &لم &يكن &مستحيلا
3-ان &الخوف وانعدام &الثقة &المتبادلة بين &هذه &القوى والاحزاب كان &الدافع &الاقوى للدفع &باتجاه &حل &الجيش &والقوى &الامنية &الاخرى فى &العراق دون تخطيط &مسبق &او & وضع &بديل &عن &ذلك او &محاولة &معرفة &الحقائق &حول &ولاء &هذه &الاجهزة &فى &المستويات &الدنيا مع &العلم &ان &العديد &ممن &مثلو &هذه &الاحزاب &والقوى &كانو &من &اعضاء &حزب &النظام &الحاكم &السابق &الا &ان &المصالح &الفئوية &والحزبية &كانت &لديهم &اقوى &واقدر &من &الشعارات &المطروحة وحقيقة &الامر &معروف &لكل &العراقيين وهو &ان &غالبية &ممن &كانو فى &ركب &النظام &السابق او &ممن عملوا &فى &موْسساته لم &يكون &عقائديين &بقدر &ماكان &النظام &السابق &يفرض &عليهم &ذلك &وبقد &حاجتهم &للعمل &فى &هذه &الموْسسات &لكسب &قوت &يومهم &او الحصول &على &بعض &الوجاهة &من &ذلك مع &العلم &ان &هذا &الامر &كان &قد &حدث &ابان &الاحتلال &الانكليزى &للعراق ومعروف &تاريخيا
4-ان &غالبية &القوى &الامنية &فى &العراق (جيش ،شرطة، &امن داخلى، حرس &حدود ) كانت &قد &تظاهرت &فى &العديد &من &المدن &العراقية مطالبة بالتقدم &للعمل &ثانية &فى &ظل &النظام &الجديد بعد &قرار &حلها.واستبعادها من اى دور امنى فى عراق مابعد 2003م ولكن بدلا من ذلك تم دمج الميلشيات فى الاجهزة الامنية ( قانون سلطة الائتلاف المؤقتة رقم 91 والذى ادمج فيه70000 مقاتل من الحزبين الكرديين ,20000مقاتل من فصيل بدر,10000 مقاتل قسمت بين حزب الدعوة بشقيه والحزب الشيوعى )
وهذا يعنى ان هذه القوى الامنية كان ولاءها كان لمن يدفع رواتبها الشهرية .
5- كان &اللهاث &والتسرع &فى &وضع &دستور &للبلاد وبالصيغة التى &وضع &بها والتى &كانت &تخدم &وبصورة &اساسية &اطراف &محددة (شيعة &واكراد) وعزل &طائفة &بعينها (السنة) بحجج واهية &عديدة &منها &ان &النظام &السابق &كان &سنينا (رغم &ان &احصاءات عديدة &تقول &ان &نسبة &مرتفعة &جدا &ممن &كانو &اعضاء &فى &حزب &البعث &كانو &من &الشيعة &والاكراد الذين &رفع &قسم &منهم &السلاح &حتى &ضد &ابناء &جلدتهم . وابقاء &هذه &الطائفة &دون &نفوذ &وبعيده &عن &اية &منفعة او &موضع &فى &العملية &السياسية بعد &سقوط النظام وتعرضها &للملاحقة &وحتى &التصفية &الجسدية تحت &عناوين &ظاهرها طائفيا &وباطنها &السرقة &والاستيلاء &على &اموال &وممتلكات &الاخرين &من &خلال &التهجير &والارهاب &والخطف واستخدام &الاجهزة &الامنية &الحديثة &التى &توغلو &فيها لهذه &الاغراض هو &مادفع &هذه &الطائفة &الى &التموضع &فى &اماكن الغالبية &فيها &من &السنة مما &سهل &على &تنظيمات &ارهابية &ومتطرفة &شتى التوغل &داخل &هذه &المناطق واستغلال &حاجتها &للمال &والحماية بعد &طرد &معظمها &من &العديد &من &الوظائف &كما &اسلفنا وقيام &هذه &التنظيمات &بالسيطرة &على &هذه &المناطق &والبدء &منها &بشن &حرب &عصابات &ضد قوى &الامن &الجديدة &التى &حلت &محل &القديمة وهى القليلة &الخبرة &والعدة &والعدد مما &سهل &على &هذه &التنظيمات &هزيمة &هكذا &قوات &والاستيلاء &على &مراكزها كما ان انشغال &القوى &والاحزاب القادمة &فى &توزيع &المغانم &والنفوذ &واحيانا &الصراع &فيما &بينها &للحصول &على &هذه &المكاسب ادى &الى &توغل &هذه &التنظيمات &بمرور &الوقت &بعيدا &داخل &النسيج &الاجتماعى &لتلك &المناطق
6-ان &نجاح &نظام ديمقراطى سليم &التطبيق &والاسس &تراعى &فيه &الخصوصية &الاجتماعية &للواقع &العراقى &والتداول &السلمى &للسلطة &والتعددية &الحزبية &وحرية &الاعلام والصحافة ونظام التجارة &الحرة &والسوق &التنافسية &المفتوحة &وحرية &التنظيمات &المدنية والتعليم وغيرها &من &الاسس &التى &بنيت &عليها &الانظمة &الديمقراطية (السياسية،والاقتصادية،والاجتماعية ) كانت &لتثير &المخاوف من هكذا &تحول مما &قد &يثير &مشاكل فى &داخل &بلدان &تتبع &انظمة &ادارة &لبلدانها &تختلف &كليا &عن &ماهو &متبع &فى &البلدان &ذات &الطابع &الديمقراطى
7- لعبت &النزاعات &الدولية والخلافات حول &المصالح &فى &المنطقة دورا &رئيسيا فى &دفع &دول &الى &تصفية &هذه &النزاعات والخلافات على &الاراضى &العراقية للضغظ والحصول &على &مكاسب لصالح &هذه &الدول &على &حساب &الشعب &العراقى
كان &ادراك &هذه &الحقائق امرا هاما &جدا &منذ &البداية ورغم &مرور &كل &هذا &الوقت &لازالت &القوى &والاحزاب &السياسية &العراقية &تتجاهل &هذه &الحقائق ولاادرى &كيف &تتحقق &الديقراطية السياسية &دون &المضى &قدما فى تحقيق &الديمقراطية &الاقتصادية &والاجتماعية &ان &بقاء &الاوضاع &المعيشية &للمواطن &العراقى &على &ماهى &عليه سيدفع &هذا &المواطن &مرة &اخرى &نحو &من &يوْمن &له &قوت &يومه وامنه &الشخصى بعد ان استوعب الدرس جيدا واامل ان لاتكون ذاكرته ضعيفة رغم انه اظهر عكس ذلك فى الانتخابات الاخيرة واثبت انه ينبذ الطائفية والعرقية رغم كل المحاولات التى تجرى هنا وهناك لجرة الى مذبحة الطائفية او العرقية ولايظن البعض ان تجويعه اوتشريده اونفيه اوتصفية نخب الاصلاحيين والوطنيين &حقا تضعف من ولاءه للعراق اولا &واخرا &وليس &لطائفة &بعينها &ولكن &لكل الطوائف &انه يعى جيدا من هم وراء كل ماحدث ويحدث له وفى مصلحة من ابقاء حاله على ماهوعليه &انه الان يريد افعالا على الارض تنتشله مما هو فيه افعال من شانها ان تعيد له كرامته التى استبيحت وحقه كانسان ضمنت له كل الشرائع السماوية والانسانية حقه فى العيش امنا مطمئنا يرى بام عينيه ان ما انعم الله عليه فى بلده من ثروات نفطية وزراعية وبشرية وغيرها قد سخرت لخدمته حاله فى ذلك حال مواطنى دول نفطية خليجية ينعم ابناؤها بما انعم الله عليهم من ثروات والا ما معنى ان تكون ثروة العراق للعراقيين كما نص على ذلك دستورا كتبته الاحزاب السياسية التى هى فى السلطة بايديها. ا ن فرصة خدمة هذا الشعب المظلوم كما تقول هذه الاحزاب والكتل لازالت قائمة.من خلال ادخال تعديلات حقيقية فاعلة فى الدستور.ونبذ الطائفية والتكتلات السياسية التى تقوم على اساسها. والا فان &ازاحة هذه &القوى &والاحزاب &السياسية عن الحياة السياسية فى العراق قادم وان طال الزمن
&

&