& قبل عدة ايام دخلت في نقاش مع صديق لي حول امور السياسة وما آلت اليها الاوضاع عندنا، وبعد احتدام النقاش حول الطريق المسدود الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية وحول السوداوية التي تلفنا، حاول صديقي هذا أن يطمئنني وأن يهدئني بأن الفرج قريب.
& &وبعد الحاح مني عن سر هذا التفاؤل حدثني نقلا عن صديق له أخبره أن ابنه السجين في السجون الاسرائيلية التقى مروان البرغوثي وحدثه عن ان مفاوضات جارية بينه وبين السلطات الاسرائيلية حول حلول ما، وبشره انه خارج عما قريب وأن حل القضية قريب!!.
& ومنذ حينها وأنا أفكر بما سمعته، هل بالفعل ان مروان طالع وان الحل قريب؟، فما أعرفه ان خروج مروان من السجون الاسرائيلية ليس بشيء سهل في ظل التشكيلة السياسية الاسرائيلية الحالية، وان كان هذا سيحدث فهو سيحدث فقط في ظل اتفاق سياسي يشكل انطلاقة كبيرة تتجه لحل القضية الفلسطينية، فلا مروان ولا الاسرائيليين سيقبلون باقل من ذلك، حتى يكون الامر مقنعا للاسرائيليين والفلسطينيين واولا للاسرائيليين.&
& &وبعد تقليب الامر من كل الاوجه والتعمق في التحليل كعادتنا نحن الفلسطينيين رأيت مرجحا احتمالين: اما ان الصديق الذي نقل الخبر حلم او يحلم او ان مروان نفسه حلم او يحلم، فان كان الاول من يحلم فلا بأس، وأما ان كان الثاني وأقصد مروان من يحلم فهذه طامة كبرى، فما الحل الذي يعتقد مروان ان بوسعه تحقيقه؟ وعلام يراهن؟ وعلام يساوم؟ وكيف سيقنع الاسرائيليين بفك أسر الفلسطينيين وقبلهم أسره هو نفسه؟
& &هذه مجرد أفكار أطرحها مع اني أعلم كل العلم ان مروان لن يطلع، فلماذا دخل السجون الاسرائيلية ؟! فهو دخلها لانه يحمل فكر التحرر بوسائل المقاومة، وما الذي تغير في هذا الفكر؟ لا شيء تغير على أرض الواقع، ام ان السجن غيره؟ ان كان تغير وكذلك تغير فكره معه فأهلا به معنا، اما ان كان لم يتغير فكيف سيطلع؟ وما الذي سيغيره فينا طلوعه؟ وما الذي سيفيده طلوعه الينا؟!
&وفي النهاية لا أملك الا ان أن أبشر بأنه ان طلع فهذا النذير أننا جميعا في طريقنا الى الطلوع وليس أي طلوع بل هو الطلوع من البلد بلا رجعة، وفقط حينها سأقتنع ان مروان سيطلع! لان طلوعه بدون التغيير المطلوب لن يؤدي الا الى خراب مالطة، ولا اعتقد ان اسرائيل وصلت الى قناعة بأن المرحلة هي مرحلة خراب مالطة، قد يتحقق ذلك ولكن بعد اكتمال عدة خطوات على الطريق، ولذا اقول لمروان ولكل الحاملين لفكره ورايته بأن طلوعكم لم يحن وقته بعد، واقصد طلوعكم من البلد قبل السجون، فابقوا حيث أنتم ولا تأخذونا معكم.
&
&
&