برزت في الآونة الأخيرة حركة شبابية اشورية في إقليم كوردستان، باسم رووش Roosh (اصحى)، الظاهر من الحركة انها عابرة للأحزاب، بمعنى انها تضم متعاطفين من أحزاب متعددة (أبناء النهرين، الحركة الديمقراطية الاشورية، بيت نهرين الديمقراطي ، الوطني الاشوري، والمجلس الشعبي واتحاد بيت نهرين) وان كانوا اقرب الى أبناء النهرين ولكنهم مختلفين عنهم في توجهات معينة. المنبع الأساسي لبروز الحركةِ هو الشعور بالذل والهوان والشعور الدائم بعدم الأمان وانك مضطهد في وطنك وعلى ارضك. الناتجان عن تخاذل السلطات السياسية والتنفيذية في إقليم كوردستان عن تحقيق العدالة وخضوعها لمنظق القوى العشائرية والدينية المتطرفةِ.
ان روش تستلهم روح الشبيبة الاشورية في بدايات السبعينيات القرن الماضي ممن بدأوا العمل القومي وكان الكثير منهم من مؤسسي وقادة الحزب الوطني الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية، ولكن الاماني هي ان لا يقعوا في المطبات التي وقع فيها التنظيمين المذكورين. وان يتعلموا من التجارب الغير المثمرة التي وقعا فيها لكي يتفادوها وان اختلف الزمان والمكان.
قد تكون لبعضنا ملاحظات أيديولوجية على بعض طروحات وتصريحات وشعارات روش او افراد منها &، ولكن هذا لا يلغى ابدا انها أي رووش حركة واعدة وجريئة وتضع الاصبع على الجرح الأكثر ايلاما للإنسان الاشوري في ارضه ووطنه بلا مواربة. فمسألة الأراضي المستولي عليها جرح لا يندمل وشعور بمحاولة اقتلاعنا من الجذور مستغلين القوة السياسية والإدارية للإقليم. كما انه شعور بالهوان حينما يتم هظم حقوق الانسان وهو شاهد على ذلك دون ان يتمكن من ان يأخذ حقه باي وسيلة. ان هذا الشعور قد يدفع الانسان للاتيان بردود فعل قوية ومتطرفة. حركة روش تحاول دفع هذا الشعور لكي يتحول الى فعل إيجابي تنظيمي، غير مرتبط بالحسابات السياسية للأحزاب الاشورية، المتعلقة بقربها او بعدها عن السلطة السياسية ومنافعها.
من الإيجابيات الكبيرة التي يمكن ان تحسب لحركة رووش، إعادة ثقة الشباب بالعمل القومي والذي كاد ان يصل الى نهايته، وما تمخض من النتائج السلبية عنه ووصوله الى ما بات يعرف بانه توزيع المغانم والحصص على بعض قيادات وأعضاء الاحزب القائمة. حيث بداء شعوؤ بان قيادات الأحزاب القائمة لم تعد تكترث لتوسعها الكمي وتطورها النوعي، لانها تريد حصر الامتيازات باقل عدد ممكن. وحتى مسألة تشكيل الاذرع العسكرية لمحاربة تنظيم داعش وتحرير مدننا وقرانا في سهل نينوى، لم يتعدى سببه لدى الناس الا لاجل الارتزاق الحزبي وليس لفعل التحرير حقا. ولعل تداعيات القتال في اليومين الأخيرين، بعد محاولة داعش الاستيلاء على قصبة تلسقف كانت خير مثال، حيث حاول كل طرف تقزيم مشاركة خصمة الاشوري الاخر في العملية من خلال الاعلام وعدم ذكر هذه المشاركة واختصارها لذكر دور كل طرف مع البشمركة والتحالف فقط. ورغم تقديرنا العالي لكل شخص شارك وتطوع للدفاع عن أراضينا وإعادة تحريرها من ايدي المغتصبين الدواعش، الا ان هذا يجب ان لا ينسينا ذكر السلبيات واحداها كانت دور القيادات او الصف السياسي السلبي في هذا الامر. وكان الموقف المشرف لرووش &لرفع المعنويات وشحذ المعنويات ودفع الوعي القومي، وإظهار الفعل بصورة قومية عالية، من خلال العمل الإعلامي المستقل عن سلطة وربقة الأحزاب. دورا متسما بالمسؤولية والوعي بمتطلبات المرحلة، وضرورة تجاوز أساليب الأحزاب الاشورية البالي والمرتكز على الذات وعلى درو القيادات.
باعتقادي ان مرحلة الرومانسيات القومية، يجب ان ندعها ونتحول الى العمل القومي المنظم، والمبني على التخطيط والدراسة والتوصيات والتنفيذ، وهذه العملية تتطلب الاختصاص وكل يقوم بالواجب المناط بيه، وتحويل دور القيادة من الامر الناهي الى المنفذ لخيار من الخيارات الموصي بها ليس الا، والواجهة الضرورية لاعلان مواقف محددة ومعدة مسبقا. بما يتعارض مع مواقف القيادات الحالية او بعضها، حيث تطرح تصريحات عشوائية او غير مدروسة، ومن ثم تحاول تجنيد الحزب لكي يبرر هذه التصريحات او المواقف الغير مسؤولة.
نتطلع لكي تكون رووش حركة تتمكن من تجذب غالبية شبابنا في الوطن وفي المهاجر، لدفع العمل القومي باتجاهات صحيحة، تستثمر للتمسك بالأرض والدفاع عنها وبالشراكة الوطنية. وبدعم الحوار الديمقراطي والحريات العامة. نتطلع لكي تكون حركة عابرة للأحزاب وقادرة لدفع هذه الأحزاب لاجراء التغييرات اللازمة في بنيتها وأسلوب عملها ونوعية خطابها الإعلامي، الذي يضر قضية شعبنا اكثر مما يفيده. نتطلع لكي يضع الفعل السياسي الشبابي حقيقة مرة امام اعين كل أبناء شعبنا، لماذ هاجر غالبية أبناء شعبنا من ارضه ووطنه خلال خمسة وعشورن سنة الماضية، ان كان يتمتع بكل الحريات والحقوق التي تدعي بعض الأطراف انها حارسة لها؟
&