&
يوم 16/5/2016 يكون قد مر على اتفاقية سايكس-بيكؤ المشؤومة 100 عام بالتمام و الكمال تلك الاتفاقية الموقعة بين بريطانيا و فرنسا الدولتين العظميتين انذاك فى عام 1916 في خضم الحرب العالمية الاولى ، وكما هو معروف ان &الاتفاقية نصت بالدرجة الاولى على توزيع ميراث دولة الخلافة العثمانية (( الرجل الاوروبى المريض)) على الدول المنتصرة فى الحرب بمباركة و تصديق من القيصرية الروسية انذاك. ومن المعروف ان الدولة العثمانية امبراطورية كبيرة و واسعة &فى اوروبا و اسيا و افريقيا ودامت حكمها اكثر من 500 عام،وهذه المنطقة الشاسعة تعيش فيها اقوام و ديانات و مذاهب مختلفة، والمعلوم ان توزيع الاراضى لهذه الدولة &على حساب المكونات الموجودة داخل &تلك الامبراطؤرية و مستقبلها . ومن بين تلك الاقوام الاكثر تضررا هو القومية الكردية و اراضيها الواسعة.
الكرد هم من الاقوام القديمة و العريقة الموجودة فى المنطقة و يعودوا جذورهم الى ماقبل ميلاد المسيح و لهم تاريخهم و جغرافيتهم و دينهم (( الزرادشتية))الخاصة حسب الكتب و الدوكومينتات التاريخية &و الاركولوجية و لهم امبراطوريتهم الكبيرة (( ميديا)) قبل &700 عام من ميلاد سيدنا المسيح و عاصمتها مدينة (( اكباتان)) التاريخية فى شمال ايران مدينة((همدان)) الحالية و استطاعوا ان يهزموا &الامبراطورية الاشورية العملاقة فى وقتها عام 612 قبل الميلاد.و استمر حكمهم على الاراضى و الشعوب في المنطقة اكثر من 100 &عام. والان الكرد موجودون فى المنطقة مع اقوام وديانات اخرى كالعرب و الترك و الفرس و الارمن و الاشور و الكلدان ...وغيرهم.ولا احد يستطيع ان يرفض وجود الكرد كقوم عريق و قديم فى المنطقة و حقهم المشروع فى الحياة الحرة و انشاء دولتهم المستقلة وعدم طمس دورهم التاريخى و هويتهم القومية و الانسانية.
نتيجة تلك الاتفاقية المشؤومة الكرد الان موزعون على اربعة دول فى المنطقة كتركيا و ايران و العراق و سوريا ارضا(( &600الف متر مربع)) و شعبا((40 مليون نسمة)) و كذلك الكرد موجودون و منتشرون على بلدان اخرى فى المنطقة كلبنان و الاردن و مصر و السودان و السعودية و اذربيجان و ...غيرهم ، جراء عدوان و سياسات التطهير العرقى و الجينوسايد المنفذة بحقهم من قبل السلطات و الحكام المسيطرة فى تلك الدول و اولهم سلاطين العثمانيين &و الاتاتوركيين و الان على يد &الخليفة الجديدة اردوغان الاسلامي والاخواني و الحكام الايرانيين من القاجاريين و البهلويين و العرب فى سوريا و العراق من القوميين و البعثيين.
اليوم بالتحديد مرت 100عام على هذا الظلم و اللا عدالة بحق الكرد، ولكن اليوم اختلفت المعادلة تماما عن البارحة، الكرد فى هذه المرحلة هم فى خندق ضد اللارهابيين من عصابات داعش المجرمة بحق كل الشعوب ودول المنطقة بمساندة تركيا و اردوغان رئيس حزب العدالة و التنمية التركية سرا و علنا و كذلك عدد من الدول الخليج، الكرد هم المدافعين الوحيدين و المخلصين فى محاربة الداعش و العصابات الاسلامية المتعصبة &والمتعطشة للدماء فى سوريا و العراق،الكرد قوم ذو شجاعة و مدافعين &للبشرية بكل الوانها ودون اختلاف اوانحيازية، الكرد هم وحدهم يدافعون عن البشرية و مستقبل هذه المنطقة و العالم،بقوتهم البشرية و المادية مستعينين بمساعدات قليلة من جانب الدول الاوربية و امريكا و روسيا،ولكن الكرد وحدهم موجودون على الارض و هم وحدهم &بتضحياتهم الحقيقية والناصعة للعيان &فى كردستان العراق و كردستان سوريا و كردستان تركيا .ولذا وفى مناسبة مرور 100عام على اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة القديمة، بدات الدول العظمى ودول المنطقة يفهمون حقيقة وجود الكرد و اهمية دورهم ضد ارهاب داعش المجرم و الان هم على فهم &تام للدور الكردي المستقبلي،ويدركون حقيقة جديدة بان الكرد يستحقون &تشكيل و اعلان دولتهم القومية وسط منطقة الشرق الاوسط الجديدة، و ايضا &على فهم تام للدور العدواني لمجموعة من دول المنطقة كتركيا و الاخرين بان ليس لهم الحق فى ادامة سياساتهم العدوانية ضد الكرد و الارمن و الاشورين و قوميات اخرى و يدركون بان دور تركيا و دول اخرى فى المنطقة بدات تتلاشى &و انتهى دورهم كعملاء مخلصين لسياساتهم،و يجب على السياسات الاوروبية و الغربية بان تتغير تجاه تلك الدول و الحكام و هم الان يشعرون بالندم تجاه مصير الكرد و الظلم ضدهم نتيجة سياساتهم الخاطئة على يد الدكتاتوريين فى المنطقة، وهم الان يريدون للكرد العيش الهنيىء في دولة مستقلة كباقى شعوب المنطقة و يدركون بان الكرد هم المخلصين الوحيدين لسياساتهم و الحفاظ على مصالحهم فى المنطقة من الثروات الطبيعية و مصادر الطاقة و التحالف مع اسرائيل. وهم يحتاجون لسنوات قادمة كشريك حقيقى و صادق فى المنطقة الا وهو الكرد وحدهم.
كل القراءات تشير للتغيرات الحالية فى المنطقة وهاهم يقرون بان مصير الكرد ومستقبلهم مستقبل زاهر و ساطع باتجاه الافق المنير فى المنطقة جزاء لهم بعد 100 عام من الانقسام و الظلم و التشريد و التطهير العرقى، لان الكرد اليوم هم لاعبين رئيسيين فى لعبة &السياسية فى المنطقة ولم يبقى &الكرد ورقة ضغط &للمساومة مابين الدول العظمى و دول المنطقة.
المنطقة بشكل عام على محك من خلال تغير واسع حسب الخطة المرسومة ونظرية (( الفوضى الخلاقة)) لتفكيك الدول الكبرى فى المنطقة الى دويلات صغيرة و بناء الدول و شعوب المنطقة من جديد وحسب تصورات و الخطط الاوروبية و الامريكية. و الدول المرتقبة للتغير هي العراق و سوريا و تركيا و ايران و لبنان و مصر و السعودية و باكستان و الاردن و السودان و غيرهم من الدول.
واخيرا ترى هل يتحقق حلم الكرد التاريخى فى بناء دولتهم القومية و الديمقراطيةالمستقلة و توحيدهم فى دولة واحدة؟او يبقوا مظلومين و منقسمين مرة اخرى ل 100 عام قادمة؟
&