&

علي صالح شمخاني، إسم معروف في قائمة النظام الايراني القيادية، فهو أولا العربي الأصل المتنكر لاهله ومن عتاة (المتفرسين) وباعة الكرامة الوطنية والقومية في سوق الولي الفقيه! كما أنه صاحب تاريخ عنفي عريق تمثل ببشاعة مع أهله وشعبه منذ بداية نشوء نظام الملالي حينما إجتهد في قمع الإنتفاضة الشعبية العربية في المحمرة والأحواز عام 1979 وبأسلوب تفوق فيه على أسلوب الأميرال الفارسي أحمد مدني حاكم الأحواز وقتذاك.

شمخاني هذا الذي يعتبر أصله العربي بمثابة كارت أخضر يستخدمه النظام الإيراني لإدارة علاقاته الدبلوماسية مع العالم العربي، هو يحمل عقلية طائفية جامعة مانعة، لعب دورا مركزيا في تأسيس وقيادة تشكيلات النظام الإيراني، وتبوأ أعلى المناصب القيادية في دولة الولي الفقيه من قيادة الحرس الثوري، لقيادة البحرية، لوزارة الدفاع لسنوات طويلة، حتى منصبه الأخير وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في عهد الملا روحاني! وهو اليوم تسلم مهمة قيادية جديدة لإدارة الحروب الطائفية الإيرانية في الشرق عبر تكليفه بمهام وملف المنسق الإيراني في سوريا! أي أنه عمليا يخلف الجنرال الحرسي المهزوم قاسم سليماني في إدارة الملف السوري، وهو ملف ستراتيجي محرج ومصيري للنظام الإيراني الذي يعاني في سوريا من إستنزاف عسكري ومالي ونفسي كبير، وقد تكبد الحرس الثوري خسائر تاريخية غير مسبوقة في الشام منذ أيام الحرب العراقية/ الإيرانية، وفشل تماما رغم كثافة التدخل في أن يحقق أي تقدم ميداني في سوريا رغم إنضواء الآلاف من العناصر العميلة من العراق ولبنان وأفغانستان تحت قيادته، ولولا التدخل العسكري الروسي الواسع لسحق الحرس الثوري في الشام سحقا تاما! وهي الحقيقة التي يرتعب منها النظام الذي يحاول جاهدا إستبدال أدواته المتهالكة بأخرى لعلها تنفع، وبالمناسبة فإن علي شمخاني له دور تاريخي فاعل في إدارة عمليات النظام الإيراني في الخليج العربي وفي الكويت تحديدا! وهو كان أحد المسؤولين المباشرين عن عدد من ناشطي حزب الدعوة الذين إرتكبوا جريمة يوم 12/12/1983 التي هزت الكويت وكان من موقعه القيادي في حرس الثورة في الأحواز يشرف على كافة الخطوط والمهام التفصيلية لتلك العملية النوعية الكبرى لتاريخ النظام الإيراني في الشرق القديم.

رجل بهذه المواصفات، وهذا الولاء الأعمى لنظام الملالي الذي أكسبه إحتقار الشعب العربي في الأحواز له بات اليوم يخطط ويقود لجرائم النظام الإيراني القذرة ضد شعبنا السوري، دون تجاهل حقيقة أن جميع القيادات الطائفية والعميلة الحاكمة في العراق تخضع أيضا لقيادته وللمخططات التي ترسم داخل أروقة مجلس الأمن القومي الإيراني! إنه الزميل والقائد القديم لقادة حزب الدعوة وآل الحكيم وغيرهم من الذين تحولوا في أبشع لحظات التحول التاريخي في الشرق لحكام فاشلين تسببوا في كل هذا الدمار الكبير الذي يحل بالشرق القديم حاليا، ولكن هل يتصور النظام الإيراني بأن تغيير الرجال والقيادات المستهلكة من شأنه التخفيف من وطأة الهزائم الإيرانية الثقيلة؟

إنهم في غاية الوهم، وفي قمة الغباء الستراتيجي في تحديهم لإرادة الشعوب الحرة، وفي محاولة لعب أدوار دولية وإقليمية أكبر من إمكانياتهم وقدرتهم على إدارة الأزمة، شمخاني رغم كل الدعايات والأساطير المرافقة له ليس سوى شخص بائس لنظام أشد بؤسا لم يتفرعن إلا بسبب السياسة الغربية المنافقة والمصلحية التي جعلت للنظام الإيراني دورا في تهشيم القواعد الأمنية للمنطقة وفق تفاهمات مصلحية معينة قد تتغير قواعد لعبتها في أي لحظة! شمخاني البائس يحاول اليوم إصلاح ما يمكن إصلاحه في وضع مزري لا يمكن إلا أن ينتهي بهزيمة إيرانية حتمية ساحقة، وشمخاني وغيره من قادة النظام الصفوي الإيراني في الشرق لايمكنهم مهما فعلوا مناطحة شعوب الشرق المصممة على كسر رؤوس ورموز التدخل الإيراني، وتعيينه كمنسق إيراني عام في سوريا لن يضيف أي شيء للدور الإيراني المتراجع الذي ستسحقه إرادة الأحرار السوريين وكل الأحرار في الشرق!،

شمخاني في البداية والنهاية متنكر لأهله وعشيرته وقومه وقد فعل الأفاعيل بهم ووضع نفسه في خدمة المشروع الإمبراطوري المعمم التدميري.

الخونة لن يصنعوا التاريخ بل هم عالة عليه وعار كبير.

سينتهي شمخاني بائسا كما أنتهى جنرالات الحرس الثوري في بر الشام والعراق بين صريع ومعطوب و منبوذ.

الشعوب الحرة لم تقل كلمتها النهائية بعد... وشمخاني لايختلف عن سليماني ولا أصفهاني ولا غيره من عتاة النظام الايراني، إنهم رموز لمرحلة عبثية بائسة سيسدل عليها الستار موشحة بلعنات الشعوب الحرة.

[email protected]

&