بات الوضع الجيوسياسي في شرق الفرات آكثر تعقيدا. خاصة بعد اعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من بعض المواقع٫ تل ابيض ورأس العين٫ كما صرح الروس بذلك. الروس الذين لا يمانعوا من قيام عملية عسكرية تركية هناك.من يستمع للتصريحات التركية يعتقد ان الهجوم التركي سيبدا بين لحظة وأخرى. من جهة أخرى الموقف الأمريكي لايزال بين تحذير تركيا من مغبة القيام بعمليتها العسكرية شرق الفرات وبين محاولة الضغط عليها من اجل ملفات أخرى. الموقف الأوربي ينحصر اهتمامه في الواقع٬ على معسكرات اعتقال عناصر تنظيم داعش. المعتقلون لدى قوات سوريا الديمقراطية قسد ٬ التي هي بمثابة قسم من الجناح العسكري لتنظيم البي كي كي حزب العمالالكردستاني التركي في سورية. كما قال ترامب مخاطبا الأوروبيين: نحن لن نأخذهم لغوانتانامو ولن نتكفل بمصاريفهم بل عليكم انتم القيام بذلك. حاكموهم انتم.
لا الأمريكي ولا الأوروبي ولا الروسي ولا الإيراني ولا التركي ولا الأسدي مهتم بالمدنيين جراء آي هجوم محتمل من الاحتلال التركي. لا بل ان هنالك مقترح من طرف أوروبي فاعل: ان تسلم المنطقة لقوات إيرانية!! المهم الا يفرض عليهم التكفل بمعتقلي داعش. الذين هم بالآلاف لدى قسد. هذه الاحتلالات كلها هي من احتلت الثورة السورية٬ من اجل الا ينال شعبنا السوري حريته من نظام ابادي مجرم. يجب ان تقدم حكومة انقرة ضمانات لاوروبا بالتكفل بمعتقلي داعش وابقآئهم في معسكرات الاعتقال في سورية!! او ربما تسليمهم لإيران او الأسد! عندها يمكن ان يتفهم الأوروبي احتياجات الأمن القومي التركي! هذه بعض تفاصيل اللوحة الدولية عن ملف شرق الفرات.
ثمة امر لافت: انه لا يتم الحديث سوى عن الكرد باعتبار ان قوات قسد هي بأغلبيتها كردية. علما ان غالبية سكان المنطقة أكثرهم عرب سوريين وآشوريين. إضافة لمئات ألوف النازحين من بقية مناطق سورية الأخرى جراء التهجير الأسدي الإيراني الروسي. في حربهم على شعبنا السوري. الاحتلال التركي سيحتل هؤلاء آيضا!!
الكرد السوريين ومعهم العرب السوريين وغيرهم من سكان المنطقة٬ هم ضحايا هذا الوضع الجيوسياسي المعقد احتلاليا. وضحايا أزمة طرفاها الحكومة التركية من جهة وحزب العمال الكردستاني التركي أيضا من جهة آخري. التي يمكن ويجب حلها تركيا عبر طاولة المفاوضات. هنالك حقوق كردية في تركيا يجب ان تتحقق. لكن على ما يبدو طرفا هذه الأزمة مرتاحان لاستمرار هذه الأزمة. أيضا حقوق كردية في سورية وإيران!! التي استطاعت ان تنسي العالم ان هنالك أكراد آكثر بكثير من أكراد سورية واكراد العراق!!لا احد يآتي على سيرة هذا الشعب هناك٫ ولا حتى حزب العمال الكردستاني نفسه حيث لم تنقطع علاقته بايران لحظة! ولا العالم برمته!! من المبكر الحديث عن عملية عسكرية تركية٬ الاحتلال التركي يفاوض الان أيضا من اجل جعل منطقة غرب الفرات التي يحتلها٬ كآنها باتت مسلمة لتركيا.
الوضع الدولي الذي سلم غربي الفرات يسلم شرقه في لحظته المناسبة. غرب الفرات التي فيها عفرين اهم مدينة كردية في سورية. رغم ما يحدث فيها من خروقات إنسانية لسكانها من قبل بعض مرتزقة تركيا من السوريين٫ بإشراف مباشر من حكومة تركيا. هذه بداهة بالنسبة لي. يعتمد هذا على ما يمكن ان تقدمه انقرة لهذا الوضع الدولي.
علينا كسوريين أكراد وعرب وآشوريين وتركمان وغيرهم٫ ان نرى ونبحث عم يخدم مصالح شعبنا السوري الذي سلمه النظام الأسدي لكل أنواع الاحتلالات القذرة.
تبادل الاتهامات والمسؤولية ليس وقته الان. خاصة الاتهامات الكتلوية الهواياتية! العرب كذا او الكرد كذا..إلى آخره. هذه لن تفيد شعبنا. لان هنالك داخل الكرد تعدد توجهات ومصالح وتجمعات٬ وأيضا عند العرب هنالك تعدد مشابه. هنالك من يدين الاحتلال التركي وهناك من يقف ضده وضد كافة الاحتلالات الأجنبية كحالتي! يجب ان يعي الجميع الا خلاص لهم الا برحيل الجريمة الاسدية عن سورية.
- آخر تحديث :
التعليقات