مرة اخرى تثبت الاحداث حقيقة ان لا سلام وامن واستقرار حقيقي في منطقة الشرق الاوسط دون حل المسألة الوطنية الكوردستانية حلا عادلا يضمن الحقوق القومية الديموقراطية المشروعة لشعب كوردستان بما فيها تأسيس دولته المستقلة، فمن خلال الحرب العنصرية التي تشنها تركيا حاليا والنتائج التي افرزتها والمترتبة عليها مستقبلا، يبدو جليا مدى هشاشة الحدود الدولية المرسومة على الرمال بين الدول المحتلة لكوردستان ونوعية العلاقات فيما بينها والتي تستغل اي فرصة بحجة مكافحة الارهاب الكوردستاني للتمدد والتوسع.
ما تريده تركيا العثمانية القيادة والعقلية، لاينحصر فقط في ضرب الحركة الوطنية الكوردستانية ومنع حصولها على اي حقوق انسانية وانما هو محاولة لاعادة احتلال&المناطق الغنية في سوريا ومن بعدها محاولة احتلال اقليم كوردستان والوصول الى منابع النفط الغنية في كركوك وخانقين، واذا كان الوضع العراقي والسوري لا يسمح لهما (حاليا) بالتدخل للحصول على جزء اكبر من الكعكعة الكوردستانية فان ايران وتركيا ( الاخوة الاعداء) رغم العلاقات الظاهرية الجيدة نسبيا فهما في حرب غير معلنة لتوسيع سيطرتهما هنا او هناك الامر الذي يزيد من تعقيدات المشهد السياسي وعرقلة الوصول الى حلول سلمية مستدامة&ناهيك عن الصراع الدولي وتبعاته.
الحرب العثمانية العنصرية الحالية ضد شعب كوردستان الغربية بينتللعالم بوضوح لا لبس فيه بشاعة الحقد الذي يملكه محتلوا كوردستان ومدى معاداتهم لكل القيم والاعراف والجرائم التي وصفتها الامم المتحدة بانها ترقى الى جرائم حرب، ولذا (كما توقعته في مقال سابق بان الكورد ليسوا وحدهم هذه المرة فقد تغير العالم كثيرا وهو الامر الذي لا تستطيع العقلية العنصرية استيعابها)،&فقد استنكرتهاوادانتها&معظم بلدان العالم الرئيسة وجامعة الدول العربية والعديد من المنظمات الانسانية واعضاء مؤثرين في الكونكريس الامريكي والشارع الاوروبي والعديد من الشخصيات العالمية من الكتاب والادباء والفنانين، ولاول مرة تحظى القضية الوطنية الكوردستانية بمثل هذه الاهمية عند الرأي العام العالمي الذي يقف بقوة الى جانب الشعب الكوردستاني الذي حطم اسطورة الارهاب الدولي وانقذ العالم من شروره، هذه الوقفة الانسانية المعبرة عن روح العصر الذي يرفض الحروب ويتطلع الى الامن والسلام والاستقرار هي التي دفعت بالسحر العصملي ان ينقلب على ساحره العنصري المتخلف والذي يريد ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء.
واضح ان تركيا ستدفع ثمنا باهضا لتهور قياداتها وشن الحرب ضد شعب كوردستان والاستغراق في متعة بعث السلطنة العثمانية&التي اصبحت في ذمة التأريخ، ابتداء من دفع سمعتها الى الحضيض مرورا بالعقوبات الاقتصادية المتوقعة وانتهاء بتدمير الوضع الاقتصادي والعزلة الدولية الخانقة اذ كما نشرت الغارديان البريطانية فقد نجح الرئيس التركي في توحيد العالم ضد بلده.
المجتمع الدولي يستوعب اليوم اكثر فاكثر حقيقة ان لا امن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دن اقرار حق شعب كوردستان في الحرية والاستقلال وتوحيد بلاده والذي يسكن قلب الشرق الاوسط وفي مقدوره تحدي الارهاب العالمي وسحقه وان يكون محل التقاء للحضارات الايرانية والعربية والتركية المتصارعة منذ مئات السنين، هذا الصراع الذي فتح الابواب امام التدخلات الاجنبية المتعارضة مع مصالح شعوب المنطقة وادت فيما ادت اليه اليوم من نشر&الموتوالخراب والدمار في كل مكان تقريبا.
لقد ان الاوان&للعالم المتحضر ولكل محبي السلام والقيم الانسانية والمباديء الديموقراطية، لا فقط ادانة هذه الحملة او تلك لابادة شعب كوردستان وانما مساعدته في الحصول على حقه المشروع في اقامة دولته المستقلة وبذلك يضعون حدا نهائيا&للمأساة التاريخية المستمرة التي تعيشها شعوب المنطقة وتهدد السلام والامن فيها اذ من المستحيل قهر ارادة شعب كوردستان وطموحه للحرية والاستقلال واذا خسر معركة هنا او هناك فذلك لا يعني انه&خسر حرب التحرير المستمرة حتى&النصر.
التعليقات