على مدار عقود، سعت الكثير من وسائل الإعلام العربية والعراقية تحديدا للترويج عن وجود علاقة بين إقليم كردستان ودولة إسرائيل وذلك فى محاولة لمنع أى تعاطف عربي تجاه المجازر التي يتعرض لها الكرد بالعراق.

وعلى الرغم منذ كذب تلك الأخبار وبعدها التام عن الحقيقة ألا أنها كانت تجد صدى لدى قطاع كبير من الشعوب العربية فى ظل حالة&الإنغلاق والانزواء التي يعيشها الكرد والتي جعلت منهم شعب مجهول بالنسبة لمعظم الشعوب العربية.

ومع حالة الانفتاح التي قادها ومازال يقودها السيد نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان ونجاحه فى ايصال صوت كردستان وشعبها لمعظم عواصم العالم، أصبحت القضية الكردية ووضعية الكرد سواء بسوريا والعراق جزء من أى نشرة أخبارية بصورة اصبح معها من الصعب استمرار حالة الكذب على كردستان أو الترويج السلبي عنها.

لكن يبدو أن هناك بعض القوى العراقية مازالت تعيش فى الماضي السحيق،&أو ربما لا تستطيع مواكبة الحاضر وعصور الأقمار الصناعية لذا لم تجد سوى العودة للماضي ومحاولة جر وسائل الإعلام&لعصور&ما قبل&التاريخ.

فقد&طالعتنا وسائل الإعلام العراقية بتصريح للأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي يتحدث فيه عن وجود معسكرا إسرائيلا بمدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان تديره إمراة إسرائيلية برتبة جنرال!

الخبر المكذوب سارعت حكومة كردستان بنفيه والرد عليه معتبرة أنه جزء من افتراءات يستخدمها البعض للدعاية السياسية وتحقيق مكاسب شخصية لأصحابها.

وحركة النجباء لمن لا يعرفها هي أكبر فصائل الحشد الشعبي فى العراق،&وتصنفها الولايات المتحدة الأمريكية فى قائمة المنظمات الإرهابية منذ مارس الماضي، ويخضع أمينها العام أكرم الكعبي للعقوبات الأمريكية منذ 2008،&ترتبط النجباء بصلة وثيقة بحزب اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وشارك عناصرها إلى جانب قوات نظام الأسد فى قمع الثورة السورية، وكان لها دور فعال فى اقتحام مدينة حلب واستعادتها لسيطرة النظام أواخر 2016 وما صاحب&ذلك من جرائم وانتهاكات لحقوق لانسان وثقتها المنظمات الدولية.

وسبق لمسئولين&ورجال دين&مقربين من الحركة أن طالبوا بحل الجيش العراقي واعتبار الحشد الشعبي هو &الجيش الأول بالبلاد !

لم أستغرب تصريحات الكعبي، فارتباطه الوثيق بإيران يجعله على نهج الملالي يتاجر بالعداء لاسرائيل رغم أن علاقة طهران وتل أبيب تعتبر من أوثق العلاقات السياسية بالشرق الأوسط حتى وأن بدا للبعض غير ذلك.

المكاسب السياسية التى حققتها إسرائيل بفضل إيران ربما تفوق&أهمية ولادة الكيان الصهيوني نفسه، فلولا إيران لما تقاربت الدول الخليجية مع تل أبيب، ولما أصبح الساسة الصهاينة ضيوفا مرحبا بهم فى العواصم العربية.

تصريحات الكعبي التي سعي من خلالها لتشويه إقليم كردستان وحكومته تدينه وتدين حركته وحكومته قبل أن تدين الإقليم، فلو كان يعلم هو وحركته المسلحة بوجود إسرائيلين ومعسكر تدريبي للصهاينة فى أربيل&لماذا لم يقم باستهدافهم دون أن يعلن ذلك انتقاما للهجوم الذى شنته إسرائيل على معسكر الحشد الشعبي بالعراق!

الكعبي يعلم جيدا أنه كاذب وأن تصريحاته&ليست سوى&محاولة لتشويه الإقليم ونشر الفتنة العربية الكردية بين العراقيين واخوانهم الكرد وهو أمر أصبح من الماضي خاصة بعد أن فتح السيد نيجرفان بارزاني أبواب الإقليم أمام أكثر من مليوني عراقي ابان اقتحام تنظيم داعش للمدن العراقية.

مخطط شيطنة كردستان،&ومسلسل صناعة الفتنة بين العرب والكرد الذى تسعي إليه إيران وتنفذه أذراعها بالحشد الشعبي &لن يغير من الواقع شيئا، فإقليم كردستان أصبح جزءا رئيسا من المشهد العراقي، وقيادة الإقليم وأصوات ناخبيه قادرة على تغيير شكل الحكومة والرئاسات الثلاث فى بغداد.

أعتقد أن العراق الجديد الذى يحلم به العراقيون يستحق أن يتطهر من أمثال الكعبي وحركته، آن الأوان أن يتم حظر كل تلك الجماعات المسلحة التى مارست الإرهاب بحق العراقيين&ومزقت وحدتهم، الكعبي وأمثاله هم من صنعوا الفتن المذهبية وصنعوا من العراق ولاية تابعة للإمبراطورية الإيرانية.

فتنة الكعبي لن تؤثر فى قوة كردستان بعد أن حصنته سياسات نيجرفان بارزاني بقوانين المواطنة والتآخى التى جعلت من شعب الإقليم قوة واحدة ضد كل من تسول له نفسه التطاول على كردستان أو إهانة شعبها، وعلى الكعبي ان كان يشتاق لصناعة الفتن&أن يبحث&عن مكان أخر غير كردستان، فالفتن فى الإقليم تتحطم على صخرة دولة القانون التى صنعها نيجرفان بارزاني.