ما من عراقي ولد وترعرع في العراق لا يعرف حقيقة ان كوردستان تبدأ من سلسلة جبال حمرين وان كركوك هو مركزها وقلبها النابض الذي أكدته كل الوثائق التاريخية والاجتماعية ومن بينها وثائق السلطات العثمانية والبريطانية سواء قبل الحرب العالمية الأولى او بعدها وخلال تأسيس الدولة العراقية المستحدثة أوائل العشرينات من القرن الماضي وليس سرا ان عدم الاعتراف بهذه الحقيقة كانت سببا في سلسلة الكوارث التي عانى منها العراق اعتبارا من اتفاقية الجزائر المشينة وتداعياتها وحرب الثماني سنوات مع الجارة ايران وحتى سقوط النظام الدكتاتوري الذي جرب كل الوسائل الهمجية والعنف المنظم وشن حرب إبادة عنصرية ضد الشعب الكوردي لتغيير الواقع القومي في عموم كوردستان ومدينة كركوك خاصة التي تعرضت&لأبشع&صنوف الاضطهاد والتعسف والجريمة المنظمة لتهجير الكورد وترحيلهم واستبدالهم بالمواطنين العرب من الجنوب وشتى انحاء العراق
مع كل ما سبق ومع كل المحاولات العنصرية الدموية واللا إنسانية بقيت كركوك تعتز بكوردستانيتها&ولم تحدث ولا حتى حادثة انتقام واحدة او حتى اعتداء بسيط&عند سقوط النظام الدكتاتوري&فقد كانت القيادة الكوردستانية حريصة على ان تكون كركوك مدينة السلام والتعايش ونموذجا متطورا للعلاقات الإنسانية النبيلة بين مكوناتها القومية والدينية والطائفية
اليوم ومع كون العراق دولة اتحادية دستوريا قائمة على الاتحاد الطوعي الحر لمكوناته، تتعالى مرة أخرى أصوات العنصريين المتخلفة، ضد الشعب الكوردي وكوردستانية كركوك والمناطق المستقطعة من كوردستان وضد قوات البيشمه ركه الباسلة&التي اسقطت اسطورة داعش بتضحياتها الجسيمة وكانت بداية النهاية للعصابات الإرهابية التي احتلت ثلث العراق،&فقد بلغ الحقد الاعمى والاستهتار بكل المقاييس الإنسانية لدى العنصريين مرحلة تتطلب تدخل السلطات الاتحادية ووضع حد لهذا الغباء المرضي العنصري الخطير والذي يساوي بين&قوات&البيشمه&ركه الباسلة بالعصابات الإرهابية لداعش، هذا الاتجاه&الذي لم يتعلم لا من عبر التاريخ القريب ولا من حقيقة&ان العنصرية تلفظ أنفاسها الأخيرة في عالمنا اليوم وقد تجاوزتها الحضارة البشرية لصالح المجتمعات الإنسانية المفتوحة القائمة على التعاون والشراكة والتوافق واحترام خصوصية كل مكون وارادته الحرة
لقد ان الأوان لتجريم النشاط العنصري قانونيا&من قبل السلطات الاتحادية باعتباره&خطرا يهدد السلم الاجتماعي ووحدته الطوعية وما يقوم به العنصريون، ان لم يتم وضع حد نهائي لنشاطاتهم الخطيرة، يهدد ما تبقى من وحدة البلاد وسيؤدي حتما الى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس....... فهل من يسمع؟
التعليقات