جرح سنجار وفاجعة أهلنا الإيزيديّين :

سنواتٌ مرّت ومازالت حملات الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين مستمرة وبشكل ممنهج ، فحسب الاحصائيات الدولية والمحلية الدقيقة ,ان كثر من 80% منهم لا زالوا يتذوقون مرارة النزوح القسري ويعيشون تحت رحمة الخيم المهترئة والبائسة ويعانون من ظروف قاسية وصعبة للغاية, فحتى هذه اللحظة لا تزال السلطة عاجزة عن إيجاد الحلول الناجعة للنازحين الأيزيديين في جبل سنجار وبقية المخيمات الاخرى في إقليم كوردستان رغم المناشدات المستمرة للجهات المعنية ( في بغداد واربيل) بضرورة التدخل والنظر إلى حالتهم الانسانية المزرية جراء مايعانونه من تهميش متعمد وتمييز عنصري بعد ان نجوا باعجوبة من مخالب عصابات داعش الارهابية .

الصقيعَ ينهش اجساد النازحين في جبل سنجار :

مع بداية فصل الشتاء بدأ الثلج و الصقيعَ ينهش اجساد النازحين المنهكة والقابعة تحت الخيام في جبل سنجار, فهناك نحو( 2300 )عائلة تعيش في خيام مهترئة وبائسة ، نصبت في مخيم جبل سنجار قبل ستة أعوام بالتمام والكمال.

تعيش اليوم هذه العوائل المنكوبة ومجموع أفرادها في المخيم البائس (14325 شخصاً) في أجواء طقس قاسية جداً , والمصيبة الكبرى تكمن في ان هذه العوائل المنكوبة لايملكون أي مقومات تساعدههم في مقاومة موجة البرد القارس التي تجتاح العراق وإقليم كوردستان تحديدا , حيث أظهرت مقاطع فيديو حجم المأساة والمعاناة والألم الذي يتعرض له الأطفال والنساء والشيوخ في هذه المخيمات البائسة وفي ظل النقص الشديد لعشرات الأصناف من الأدوية الضرورية وأجهزة التدفئة وشحة كبيرة في مواد المنتجات النفطية و نقص الأغذية وانقطاع الكهرباء لساعات طويلةونقص في البطانيات والملابس الشتوية والاحذية (للأطفال خاصةً.) ...

فإن أردنا أن نعرف هول وحجم المأساة , ما علينا إلا أن ننظر إلى عيون و وجوه الاطفال والنساء والشيوخ الذين يعيشون في خيم بائسة منقوش عليها شعارات دولية ومحلية رنانة لاتقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء و تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم والأمن والأمان .

أن حياة النازحين الإيزيديين لا تزال معرّضة للخطر بشكل كبير, علاوة على ان اكثريتهم يعانون من مشاكل واضظرابات نفسية وصحية وجسدية بعد ان تعرضوا في مسالخ داعش للتنكيل وأبشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي والزواج القسري والاغتصاب الجماعي (قبل ان يتم بيعهم مرارا بهدف الاستعباد الجنسي والاسترقاق) .

إحصائية جديدة لجرائم داعش بحق الإيزيديين :

حسب إحصائية جديدة ومعتمدة لدى الأمم المتحدة أعلنها مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين في 16 فبراير الحالي , بلغ عدد النازحين من جراء غزوة داعش منذ الثالث من أغسطس 2014 نحو 360 ألفاً. أما عدد القتلى في الأيام الأولى من الهجوم فقد وصل إلى 1293. وكشفت الإحصائية أن الهجوم أفرز 2745 يتيمًا.

أما الذين هاجروا إلى خارج العراق فبلغ بشكل تقديري أكثر من 100 ألف. وبحسب الإحصائية، فإن عدد المختطفين هو 6417، منهم 3548 من الإناث، و2869 من الذكور.ووصل مجموع عدد الناجين من قبضة وحوش داعش إلى 3530، حيث بلغ عدد الناجيات من النساء إلى 1199، أما الرجال فقد بلغ عددهم 339،. كما وصل عدد الإناث من الأطفال 1041، و951 من الأطفال الذكور.

وتؤكد الإحصائية أن هناك 2887 من الإيزيديين المختطفين لدى داعش حتى هذه اللحظة، 1308 من الإناث، و1579 من الذكور.

اخيرا اقول : ان قتل الإيزيديّين وسبي نسائهم وخطف الآلاف منهم من قبل عصابات داعش , واهمال وتغافل السلطة وتغاضيها السافرعن تلبية مطاليبهم الملحة وجهان لعملة واحدة .

ويبقى السؤال الأهم : إلى متى سيبقى جرح سنجار ومصير اهلنا الإيزيديّين رهناً بيد تجار الأزمات و الفاسدين والمنافقين الذين يقولون ما لايفعلون ويفعلون عكس ما يقولون؟