المتابع لغالبية ما يكتب عن سورية، نجد ان هنالك طية مغفلة. رغم انها الاساس في كل ما يحدث في سورية. هي التي تقف خلف هذا الهولوكوست السوري. هذه الطية عبارة عن الفضاء الدولي الذي اسس له باراك اوباما. على مدى خمسة اعوام من عمر وجوده في الرئاسة الامريكية. 2011 تاريخ انطلاق الثورة السورية من أجل الحرية. حتى نهاية 2016 تاريخ انتهاء ولايته الثانية.
هذا الفضاء الدولي تأسس حول مقاربة رئيسية واحدة وهي بقاء الاسد طرفا في سورية. تدمير مدن وقرى سورية التي خرجت في الثورة، وتهجير اهلها. بالنسبة لهذه الاستراتيجية يجب ان تجد المسوغات لتحقيق هذين الهدفين. بداية سمح لحزب الله وإيران عبر ميليشياتها الشيعية المستحدثة لأجل هذا الهدف، بالتدخل منذ اللحظة الاولى والمشاركة في قتل السوريين المدنيين. مما اثار بعدا طائفيا جهاديا في المجتمع السوري. الذي لا تنقصه طائفية الاسدية. هذا بحد ذاته يستدعي السماح لاوباماوالدول المتوافقة معه طوعا او جبرا، بالسماح لكل جهاديي المنطقة بالقدوم لسورية. من العراق واوروبا الغربية والشيشان وخلافه. تحت شعار" ما اتينا الا لنصرة هذا الدين" فروع القاعدة وغيرها ايضا. هذه الجحافل الذي اتت من كل حدب وصوب، استطاعت القضاء على الجيش الحر. استطاع اوباما ايضا وفريقه الدولي، من هلهلة المعارضة واغراقها في سيل مما يسمى مثلا" وحدة المعارضة" "تبني الدولة العلمانية" على اساس المعارضة كانت تتبنى دولة الخلافة!! حتى وصلت الامور الى درجة أن مختصين كانوا يختارون هذا الاسم او ذاك، ويستبعدون هذا الاسم او ذاك من صفوف المعارضة. من قبل هذه الاوبامية التي تفرعت سعوديا وقطريا وتركيا واماراتيا وامريكيا وفرنسيا. كان هاجس اوباما الاساسي هو عدم سقوط منطقتي دمشق والساحل بيد المعارضة. استجابت كافة الدول لهذا المطلب، واستجابت تلك الفصائل التي ترفع شعارات اسلامية للدول الداعمة هذه. في تلبية مطلب اوباما. من جهة اخرى بدأ الضخ الاعلامي الغربي، عن حرب اهلية وعن فصائل ارهابية. كل هذا ادى الى ما اسميته منذ الاشهر الاولى" تأهيل الجريمة وتزمين الثورة حتى تعفينها". وكنت قد أطلقت على هذه الاستراتيجية مصطلح" السورنة" نسبة للبلقنة والعرقنة والصوملة..
تحويل الثورة الى صراع ميليشيات، وتكنيس الجيش الحر لصالح من قدموا من الجهاديين للمناطق التي حررها الجيش الحر من قوات الاسد. داعش والنصرة وغيرها من الانبثاقات الفصائلية الممولة خارجيا.
استوجب فتح الصراع وتزمينه حتى حدود التعفن.
التهجير والاقتلاع ليست فقط صراعا مسلحا، بل تطهيرا عرقيا. 12 مليون سوري خارج ارضهم ومدنهم وقراهم. هذا قرار دولي. تم فرضه بالقوة الامريكية الاوروبية الاسرائيلية، بأدوات اسدية روسية ايرانية. وتواطأ تركي عربي.
امريكا تقصف في كل مناطق سورية عندما تريد وكذلك اسرائيل. لكن روسيا لا تستطيع القصف في المناطق التي تسيطر عليها امريكا. ولا تستطيع الدفاع عن مواقع القصف الاسرائيلي على بقية سورية، سواء ارادت ام لا. إيران تستطيع ميليشياتها ومخبرها نصر الله قتل السوريين، لكنهم لا يستطيعون الرد على اسرائيل وامريكا. الان تستطيع امريكا الطلب من روسيا وقف القصف على ادلب سيتوقف. لكنها لا تريد كي يستمر القرار الامريكي بالهولوكوست حتى النهاية. هنا بالضبط نعرف حجم دور الدول في الابادة الجارية.
استهداف المدنيين في القصف الروسي والاسدي والايراني. هذا ليس قرارهم وحدهم فقط. بل هذا قرارا او اتفاقا دوليا على تهجير نصف سكان سورية.
انها الابادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.
انها حربا كونية على الشعب السوري. بقيادة امريكية اسرائيلية وتنفيذ روسي ايراني اسدي وتواطأ البقية.
السؤال لكل شعوب العالم ماذا تفعلون لوكنتم مكان شعبنا السوري؟